صفحة الكاتب : مير ئاكره يي

تطابق السلوكي بين الدواعش وقتلة الإمام الحسين ( 1 )
مير ئاكره يي

ليس أوجها للتشابه وحسب بين خوارج العصر الجدد ، بخاصة الدواعش وبين قتلة الإمام الحسين - رضي الله عنه - في مجزرة كربلاء الدموية الكارثية الرهيبة ، بل يوجد تطابق كامل في السلوكيات والعقائد والأفكار والفظائعية والوحشية والتوحش بين هؤلاء وأولئك ! .
وما فعله وآرتكبه الجناة المتوحشون لجيش يزيد بن معاوية في كربلاء ضد الإمام الحسين وآل بيت النبوة الطاهر والقلة من أتباعه المخلصين الأخيار من سلوكيات وحشية مقرفة ، ومن التوغل في السفالة والنذالة والخسة والدناءة يفعله ويرتكبه الدواعش وزيادة في هذه الأيام تجاه العباد والبلدان : في كردستان والعراق وسوريا وأفغانستان ولبنان وغيرها من البلدان !
ماذا فعل القتلة في مجزرة كربلاء ..؟!
يستغرب المرء ويندهش كثيرا من السلوكيات المنحطة ، ومن الأعمال الإجرامية والوحشية التي آرتكبها جيش الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية [ 647 – 683 ] الذي كان قوامه أكثر من [ 20000 ] ألف شخص في معركة كربلاء الدموية مقابل حفيد رسول الله محمد – عليه وآله الصلاة والسلام – الإمام الحسين – رضي الله عنه – [ 626 – 680 ] وآله الطيبين والقلة المخلصة الذين كانوا معه ، وهم كانوا [ 73 ] شخصا ! .
على هذا الأساس يستولى على الإنسان الدهشة والصدمة من توغل قتلة الامام الحسين في الإجرام والطغيان والعدوان ، وفي ولعهم في سفك الدماء البريئة والتمرغ فيها ، وفي السفالة والنذالة والقباحة ، ثم الولع بتقطيع الجثث والتمثيل بها ، وفي جزِّ الرؤوس ونصبها على أسنة الرماح ، وذلك لا بالنسبة للمقاتلين وحسب ، بل حتى حيال الأطفال والنساء ، مثل نحر الطفل الرضيع المعصوم للامام الحسين ، وهو علي الأصغر بسهم في حلقه ، أو إضرام النيران في خيم النساء وسلبهن من الحلي والذهب ! .
يروي المؤرخ المعروف إبن جرير الطبري [ 839 – 923 ] أحد الحالات المأساوية للحسين ولوحشية قتلته ، فيقول إنه لما [ عطش الحسين ، حتى آشتد عليه العطش فدنا ليشرب من الماء ، فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فمه ، فجعل يتلقى الدم من فمه ويرمى به الى السماء ، ثم حمد الله وأثنى عليه ، ثم جمع يديه ، فقال : { اللهم آحصهم عددا وآقتلهم بددا ، ولاتذر على الأرض منهم أحدا } ] ، ثم قال الامام الحسين أيضا شاكيا الله تعالى مما لحق به من الظلم والعدوان والطغيان : { اللهم إني أشكو اليك ما يفعل بآبن بنت نبيك } ينظر كتاب [ تاريخ الطبري ] لمؤلفه إبن جرير الطبري ، ج 3 ص 1051 .
ثم يروي إبن جرير الطبري ، فيقول إنه [ وجد بالحسين عليه السلام حين قتل ثلاث وثلاثون طعنة ، وأربع وثلاثون ضربة ] ينظر نفس المصدر والمؤلف والمجلد ، ص 1052 . ثم بعد أن قطعوا الرأس الشريف للامام الحسين من الوريد الى الوريد نادى عمر بن سعد قائد الجيش الأموي في كربلاء [ في أصحابه : من ينتدب للحسين ويوطأه بفرسه ..؟!! ، فآنتدب عشرة ، منهم إسحاق بن حياة الحضرمي ، وهو الذي سلب قميص الحسين فبرص بعد[ه] ، وأحبش بن مرثد بن علقمة بن سلامة الحضرمي ، فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضوا ظهره وصدره ] ينظر نفس المصدر والمؤلف والمجلد ، ص 1053
ماورد كان عينات موجزة عن سياسة وحكومة الخليفة يزيد بن معاوية تجاه سبط رسول الله محمد – عليه وآله الصلاة والسلام – الامام الحسين – سلام الله عليه – وآله الطاهرين وأتباعه الطيبين الأخيار الذين لم يعلنوا الحرب ، أو القتال معه / معها على الإطلاق ، بل غاية أمرهم أنهم لم يبايعوا الخليفة الجائر الفاسق الطاغية يزيد الذي تم فرضه على الأمة فرضا يومها . أما عم ممارسات يزيد بن معاوية الإجرامية والوحشية الأخرى فذلك بحاجة الى بحث مفصل آخر ...
فالدواعش يسيرون وفق هذه الخلافة الجائرة والوحشية كما يرى ويشاهد الجميع ، مضافا الى سيرهم وفق منهج خوارج التاريخ في التكفير للمسلمين ، وفي التوحش والعدوان والدموية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مير ئاكره يي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/28



كتابة تعليق لموضوع : تطابق السلوكي بين الدواعش وقتلة الإمام الحسين ( 1 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net