صفحة الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني

درس السيد علي السبزواري بين الاصالة والتجديد
الشيخ جميل مانع البزوني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعتبر درس السيد علي االسبزواري من اهم دروس السطوح العليا في حوزة النجف الاشرف في فترة التسعينات فقد عرف عنه تدريسه لكتب الرسائل والكفاية والمكاسب طيلة هذه الفترة وما تلاها .
      وقد بدا منذ قرابة العقد من الزمان باعطاء البحث الخارج في الفقه والاصول بعد تكرر اعطاء دروس السطوح المذكور لعدة سنوات .
    وامتاز درسه بعدة مميزات ومواصفات منها:
الاولى : ان الدرس يلقى في نفس المكان منذ ثلاثة عقود تقريبا وهو مكان معروف في داخل حرم مسجد السيد السبزواري رحمه الله تعالى .
الثاني :ان الاسلوب الذي يتبعه السيد في الطرح لا يختلف من درس لاخر الا في درس  الفقه في البحث حيث يقرا السيد احيانا بعض الروايات فيخرج عن اسلوبه المعتاد في الاسترسال بالكلام حتى ان البعض يشبه السيد بالمذياع لان لا يكف عن الاسترسال وكانه يقرا في ورقة مكتوبة.
الثالث: يمتاز السيد بصوته الشجي في الالقاء وهو لا يستعمل مكبرا للصوت حتى بعد ان اجريت له عملية جراحية في القلب فقد عرف ان الصوت الذي ينطلق من داخل حرم المسجد ليصل الى قريب باب المسجد هو سيد السيد دون تكبير ولا صدى بالرغم من ان الاسلوب المتبع في القاء الدروس الان لا يكون الا عن طريق استخدام مكبر الصوت كما ان الاستاذ في العادة يجلس على كرسي من اجل الهيمنة على حضور الدرس وهذا امر لم يستخدمه السيد فهو يجلس على فراش بسيط لا يختلف كثيرا عن السجاد الذي يغطي حرم المسجد .
الرابع : ليس هناك في الدرس جهة حريصة على التسجيل لهذه الدروس ةالسيد بطبيعنه المحببة لا يهتم لهذا الامر اصلا ولا يكلف احدا بفعل ذلك من قبله ولهذل فان الطالب الذي يريد ان يسمع درس السيد عليه ان يسعى للحصول عليه من الطلبة الذين يسجلون الدرس .
الخامس : حضور الدرس يكون متراوحا بين عشرين طالبا في العادة وبين مائة طالب في الحد الاعلى ولكن الحضور يمتازون بصفات متناقضة ففي الوقت الذي يحضر في درس السيد خيرة طلاب الحوزة من المشتغلين ترى في الوقت نفسه عددا غير قليل من الطلاب الذين لا يتوقع حضورهم في دروس البحث الخارج ولان الدرس ليس فيه امتياز خاص ويحضره ثلة غير قليلة من الطلاب الخليجيين فان الحضور فيه متاح لكل احد .
    نعم اعتاد بعض الطلبة المشتغلين على حضور درس السيد منذ دروس السطوح العليا الى هذا الوقت وهم معروفون بتقرير الدرس .
السادس : ليس من السهل على الطلبة تقرير الدرس لان السيد يمتاز بسرعة فى الالقاء والاسترسال وبما انه معتاد على عدم استخدام العامية فان وتيرة السرعة في القائه لا تتبدل كثيرا ولذا يعني الطلبة كثيرا في عملية التقرير نظرا للسرعة المذكورة.
      ومن المهم الاشارة الى ان بعض الطلبة المجدين يقررون الدرس ولا يلتفتون الى اي شاغل في اثناء الدرس وهذا امر واضح جدا , كما ان هؤلاء الطلبة يجلسون مع السيد عند الانتهاء من الدرس لتبادل الحوار في نفس موضوع الدرس ويستمر الكلام الى مدة ساعة او اكثر حتى ينتهي الكلام ويقوم السيد ويخرج ليباشر استقبال المؤمنين في مكتب والده .
      ويمتاز السيد السبزواري بانفتاح كبير عند الحديث مع الطلبة والزائرين وهو معروف بتواصله المستمر في الناس عن طريق اللقاءات المتكررة في مكتبه , كما ان السيد معروف بجراته في طرح الاراء التي تهم الشان العام على الملا في العادة كما هو شان اخيه الاكبر السيد محمد السبزواري الذي كان معروفا بجراته الكبيرة .
       وقد تبين من خلال الوضع الراهن ان السيد السبزواري لم يكن راغبا في التدخل في الشان السياسي بعد السقوط بالطريقة الراهنة بل كان يرغب ان يكون للمرجعية اكثر من خيار للخوض في التصدي حتى لا يرتهن تاريخها بسيرة اشخاص قد يخطؤون الهدف او يزلون في الطريق وهذا ما حدث فعلا بعد ذلك .
        وفي احدى اللقاءات التي جمعتنا به كان يتحدث عن انه التقى باحد السياسيين المعروفين وعاتبه حول تكالبهم على قيادة البلد في الفترة الراهنة مع ان الوضع لم يكن مهيئا لذلك وكان من رايه ان الوضع العام في العراق هو اسلامي الهوى وان عجلة الاسلاميين في التصدى اذهبت بريق تاريخ الاسلاميين وتضحياتهم وظهروا للشعب بصورة الراغب في السلطة فلم يبق فرق بينهم وبين اي شخص علماني لا يمتلك قيمة خلقية .
      وهذا الوضع هو نفس الوضع الذي تصدى له والده الفقيد حيث ان السبب الذي دعا والده للدخول الى بيت السيد الصدر في ايام الحصار هو لسؤال السيد عن المسؤول عن الدماء التي سالت في النجف بسبب بعض الاوضاع التي احاطت بالسيد الصدر في ذلك واخبره بان عليه ان يعد جوابا عن هذه الدماء اذا سئل عنها .
      ومن المهم ان يقال ان درس السيد السبزواري مشابه للدروس الحوزوية التقليدية وليس في تفاصيله اي حضور للتغييرات التي اجتاحت كل الدروس العالية في الحوزة العلمية , ولذلك فان الحضور الذي اعتاد على حضور درس السيد هو امتاز بصفة المواظبة والاشتغال لان صعوبة التلقي تحتاج الى اصرار من الطالب من اجل تجاوز صعوبات الدرس .
    والسيد السبزواري معروف ببيانه  الواضح ولغته العربية الجميلة وصوته الشجي حتى ان نبرة صوته صارت معلما من معالم مسجد والده الفقيد ولم يكن مكان الدرس خاصا بالدرس الى وقت قريب الى ان اشتكى البعض من زحمة المكان فصار المكان خاصا بدرس السيد لمدة ساعة فقط ثم يسمح بتواجد بقية الدروس  كالمعتاد مع ان الدروس العالية في الخارج تكون في مكان منفرد في العادة الا ان السيد اضطر الى جعل الحرم خاصا به لمدة ساعة فقط ثم يصبح عاما لجميع الدروس وهذا الجانب من جوانب الحضور الروحي لبيت السيد السبزواري الذي عرف بتفانيه في الحفاظ على سمعة الحوزة العلمية وهذا ما تبناه السيد ايضا يضاف الى ان السيد يعكف على اكمال مشروع والده في التفسير والذي صدر منه اربعة عشر مجلدا ليكمل المسيرة التي بداها الوالد الفقيد ولم يتمها .
    ومن خلال التواجد الحالي للدروس الحوزوية بصورة واضحة في الساحة ودخول التقنية الالكترونية في نشر الدروس على صفحات التواصل الاجتماعي فان السيد السبزواري سيحظى بجانب كبير من الاسبقية في هذا الجانب لكونه محافظا على اسس البحث العلمي في اعطاء الدروس ومن ذوي الخبرة الطويلة في تربية جيل كبيرة من اساتذة السطوع على مدى ثلاثين عاما.    

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جميل مانع البزوني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/26



كتابة تعليق لموضوع : درس السيد علي السبزواري بين الاصالة والتجديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net