صفحة الكاتب : د . منذر العذاري

رسالة مفتوحة للسيد رئيس الوزراء
د . منذر العذاري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

دولة السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة المحترم  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لجأ الطواغيت في مختلف العهود والاتجاهات لمنع زيارة الإمام الحسين (ع)  ومحاربة زواره بمختلف الأساليب , وكلنا نتذكر الطاغية المقبور هدام  وما فعله بزوار سيد الشهداء (ع) وخدامه والسائرين على هداه , فقد منع إقامة الشعائر الحسينية مبتدأ بالتطبير ثم مواكب المشاعل ثم مجالس اللطم وبعدها منع الرواديد , وحارب شعيرة ( البيادة ) في أربعينية الإمام الحسين (ع) وضرب السائرين في طريق أبا عبد الله بالمدافع والطائرات وأعدم من أعدم وأعتقل من أعتقل , ثم منع عزاء ( ركضة طويريج )  بعد غزوه الكويت يوم 2 آب 1990 بعد أن كان ( زبانيته ) يعتقلون آلاف الزائرين المشاركين في هذه الشعيرة المقدسة التي كان لنا شرف المشاركة فيها وفي غيرها من الشعائر الحسينية منذ الطفولة متحدين أقزام البعث البائد وأزلام النظام الصدامي الكافر .
فعل هدام ما فعل , لكن زوار الإمام الحسين ( عليه السلام ) كانوا يصلون بسياراتهم إلى مناطق قريبة جدا من الحرمين المقدسين , وفي أسوأ الحالات كانت السيارات تتوقف قريبا من المستشفى الحسيني داخل المدينة المقدسة .
بعد سقوط الصنم عام 2003 كنا نعتقد بأن معاناتنا قد انتهت بلا رجعة وبأننا سنمارس شعائرنا بكل حرية دون مضايقة من أحد ولا معاناة , ولم نكن نعلم بما كان يخبئه القدر , فنتيجة لانعدام  الأمن والأمان وبسبب الإرهاب وعصاباته المجرمة , بدأت قيادة عمليات الفرات الأوسط بتطبيق  خطط أمنية  لحماية الزائرين خلال زيارتي العاشر من محرم والأربعينية , لكن هذه الخطط  كانت وبالا على الزائرين , فقبل سنوات كانت قيادة العمليات تمنع دخول العجلات القادمة من النجف الأشرف في منطقة سيطرة كربلاء الداخلية , ثم  أبعدتها إلى السيطرة الخارجية , وبعدها عمدت لإنشاء ساحة لوقوف العجلات القادمة من النجف الأشرف , مع تخصيص حافلات لنقل الزائرين  من منطقة ( القطع ) إلى داخل كربلاء , ورغم قلة هذه الحافلات مقارنة بالملايين القادمة لتجديد العهد والولاء لسيد الشهداء عليهم السلام , لكنها كانت تفي بالغرض , وكانت المسافة بين ( القطع ) ومركز المدينة تقارب 10 كم وبالإمكان قطعها سيرا على الأقدام , لكن ما فعلته قيادة عمليات كربلاء في السنتين الأخيرتين كان عملا ( عدوانيا ) بحق الزائرين , حيث أقدمت على إجبار الزائرين القادمين لكربلاء على إيقاف عجلاتهم عند منطقة ناحية الحيدرية الواقعة على بعد 40 كم عن كربلاء , وأنشأت ساحتين متباعدتين في هذه المنطقة  الأولى لوقوف السيارات القادمة من النجف الأشرف والمحافظات الجنوبية , والثانية لوقوف السيارات القادمة من كربلاء المقدسة , وشمل ذلك جميع العجلات من سيارات أجرة أو حافلات أو سيارات إسعاف , عدا السيارات الخاصة بالمسؤولين والسيارات التابعة للقوات المسلحة .
أصبح على الزائر القادم لكربلاء النزول من السيارة والسير على قدميه لمسافة ليست قصيرة  قبل الوصول للسيارات التي تنقله إلى كربلاء , وهذا الأمر على صعوبته يعد هينا بالمقارنة مع معاناة العودة إلى النجف الأشرف وبقية المحافظات الجنوبية , فقد أصبح منظرا مألوفا أن تشاهد مئات الألأف من الزائرين من رجال ونساء وشيوخ وأطفال وهم يقطعون الطريق من كربلاء حتى ( القطع ) في ناحية الحيدرية سيرا على الأقدام ولمسافة تقارب 40 كم  لعدم وجود عجلات – بالعدد الكافي - لتعيدهم من كربلاء إلى منطقة ( القطع ) , دون توفر الماء والغذاء  ووسط الظروف الجوية القاسية  لتضيف لمعاناتهم معاناة أخرى خاصة وإن أغلبهم قد قطع الطريق إلى كربلاء سيرا على الأقدام .
لقد تحدثنا مع الكثير من الزائرين الذين أبدوا استيائهم من هذه الحالة واتهموا عصابات ( بعثية ) مندسة  ضمن قيادة عمليات الفرات الأوسط بالقيام بمثل هذه الأعمال ( غير الإنسانية ) لغرض إلحاق الأذى بالزائرين  ومحاولة منعهم من زيارة الإمام الحسين عليه السلام في السنوات القادمة , خاصة وإن هناك ضباطا كبار هم من بقايا حزب البعث البائد ولازلت الأفكار الصدامية (تعشعش ) في عقولهم  بعد أن قضوا سنوات طوال وهم يحاربون الإمام الحسين عليه السلام وشعائره وزواره ,ولذلك فإن منظر الملايين السائرة لقبلة الأحرار أصبح يقض مضاجعهم  ويثير حقدهم , فكان وجودهم في قيادة العمليات فرصة للانتقام من الزائرين عبر هذه الأساليب الخبيثة مع سكوت الرئيس السابق المالكي وعدم دخله لوقف اضطهاد الزائرين من قبل هذه العصابات بحجة إنجاح الخطة الأمنية .
إذا كان  إبعاد منطقة ( القطع ) لمسافة 40 كم عن كربلاء  يهدف لحماية الزائرين من خطر الإرهاب والتفجيرات الإرهابية , فإن الخطر سيكون موجودا على حياة الزائرين في منطقة القطع في ناحية الحيدرية أيضا , فالضحايا سيكونون أنفسهم هنا أو هناك !! , ولذلك فلا ضير من تخصيص ساحة كبيرة خارج حدود كربلاء المقدسة بمسافة 10-15 كم مع توفير حماية أمنية لها كتلك الموجودة حاليا في منطقة القطع بناحية الحيدرية , والسماح للعجلات القادمة من النجف الأشرف بالوصول لهذه الساحة لإيصال الزائرين القادمين من النجف لكربلاء , على أن تقوم حافلات العتبتين المقدستين وبعض الحافلات التابعة لدوائر الدولة والقوات المسلحة  بنقل الزائرين من هذه الساحة إلى داخل مدينة كربلاء , وكذلك نقل الزائرين العائدين من داخل كربلاء المقدسة لهذه الساحة , مع منع دخول أية سيارة أو حافلة  أخرى نهائيا إلى داخل مدينة كربلاء المقدسة تجنبا لأية خروقات أمنية .  
الأمر ليس مختلفا في المنافذ الأخرى لدخول الزائرين القادمين من بغداد أو الحلة , لكننا تحدثنا عن زائري النجف لأننا من سكنة هذه المدينة المقدسة .
نتمنى أن تكون هذه الملاحظات محل اهتمام  دولة رئيس الوزراء  القائد العام للقوات المسلحة السيد حيدر العبادي وإصدار الأوامر مبكرا لقيادة عمليات الفرات الأوسط  بالكف عن اضطهاد الملايين القادمة لزيارة سيد الشهداء عليه السلام  بحجة إنجاح الخطة الأمنية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . منذر العذاري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/23



كتابة تعليق لموضوع : رسالة مفتوحة للسيد رئيس الوزراء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net