صفحة الكاتب : قحطان السعيدي

العبادي وترنح الإبداع الشبابي .. بين فكيّ الحكومة وهيمنة الأحزاب
قحطان السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
          ان الحكومة لا تكون منافسا للقطاع الخاص ،بل عليها ان تقدم جهدا ساندا لتطويره .. ما قاله رئيس الحكومة السيد العبادي في حديثه... لذا اقدم له العرفان لتلك النظرة الصائبة في التوجه .. ولكنه لم يقدم برنامجا واضح المعالم لتطبيق تلك الرؤى والأفكار التي طرحت.. وقد يتصور البعض من أعضاء حكومته ان القطاع الخاص يكمن في المجالات الزراعية والصناعية والتجارية وفسح المجال امام الشركات العراقية للقطاع الخاص بتولي زمام تنفيذ العقود .. ولكن غفل عن مساحة الإبداع الشبابي في مجال الرياضة والثقافة كجزء من القطاع الخاص، وعلى الحكومة ان تقدم المشورة والمساندة والدعم اللوجستي بغية الارتقاء بتلك المؤسسات وتطويرها.
        وبذلك نحن امام منعطف خطير حين تكون الأندية الرياضية والفرق الفنية والمسرحية تحت إمرة سلطان الحكومة.. حتى يطل علينا وزير الرياضة والشباب ليعبر الحدود الإدارية الموكلة لمهامه في تقديم العون والدعم اللوجستي لتوفير البنى التحتية من ملاعب رياضية وقاعات للأنشطة ليتصدر الهيكلة التنظيمية للجنة الأولمبية الوطنية العراقية والاندية المنضوية تحت لوائها .. ويقدم نفسه قائدا لتلك الأنشطة متجاوزا للسياسة التي رسمتها حكومته على لسان رئيسها السيد العبادي .. بدلا ان تكون وزارته جهة خدمية ساندة. 
      حين تمر بشوارع بغداد وتشاهد البوسترات الممجدة برعاية وزير الرياضة والشباب فنحن امام صنع قادة حكوميين لقطاع الرياضة والشباب.
       وكذلك الوفود الخارجية برئاسة الوزير للتباحث في شان الأنشطة الرياضية اقليميا ودوليا ... فإننا نعيد التجربة المريرة لتبعية الاندية الرياضية واللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية الغير حكومية لتكون تحت مظلة الحكومة وسلطانها.
       وناهيك عن سيطرة الأحزاب على بعض الأندية الجماهيرية لتضيف الكثير من خارج الوسط الرياضي لهيئاتها العامة والهيئات الإدارية لتتحكم بإداراتها وتوظيف أنشطتها وتجمعاتها الشبابية لصالح تلك الأحزاب.
        وكذلك الحال ينطبق على الفرق المسرحية الوليدة ومجاميع الفنانين الذين يؤسسون لنواة النهوض الفني في مجالات السينما والمسرح والفنون كافة ... ولو اني على ثقة بالسيد راوندوزي سينظر لتلك النواة بروح المبدع الذي يتحسس آلامها ويذلل صعابها ولكن تقاسم المهام والمسؤوليات بطريقة المحاصصة في وزارة الثقافة سيجعل الامر صعبا لتنفيذ رؤية منهجية للنهوض بالقطاع الخاص في المجالات الفنية والتأسيس لأنشطة مسرحية وسينمائية لتجعل من بغداد مصدر الالق والرقي الفني.
       اذا على الحكومة ان تعلن عن سياستها القادمة في دعم القطاع الخاص لتاسيس شركات قطاعية لإدارة المنشآت الرياضية لتتقاسم الواردات مع الأندية والفرق  الرياضية كل حسب موقعه وبإشراف جهة رقابية محاسبية وتدقيقية وجزء من تلك الواردات لتنمية المواهب الناشئة في مدارس تخصصية  وبالتعاون مع الكليات الرياضية والمشورة من الأكاديميين المتخصصين.   
      وكذلك الحال لدعم تأسيس شركات خاصة تعني بالمسارح وصناعة السينما والفرق الموسيقية والفنون التشكيلية ودور النشر.
        ونحن نقارع الاٍرهاب علينا ان نبلور الأفكار من اجل النهوض برؤيا ثقافية وفنية وتعليمية وارساء دعائم حقوق الانسان والمواطنة .. واضحة المعالم والاهداف لاستنهاض همم الشباب وابداعهم دحرا للارهاب والوقوف بوجه الظلاميين ومخططاتهم التي ترمي الى استعباد الشعوب تحت راية المقدس.
Kaftan.alsaeedi@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قحطان السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/21



كتابة تعليق لموضوع : العبادي وترنح الإبداع الشبابي .. بين فكيّ الحكومة وهيمنة الأحزاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net