صفحة الكاتب : خالد محمد الجنابي

ألأنتماء للعراق الغالي
خالد محمد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تؤكد كافة الدراسات التربوية والنفسية ان الانسان ارتبط منذ وجوده بشيئين اساسيين هما المكان والزمان فالإنسان مرتبط بالمكان من حيث وجود ذاته ، واذا كان المكان يدل على وجود الإنسان في جزء معين منه فان الزمن هو الذي يحدد مدى هذا الوجود وكميته ، ولذلك فالمكان هو الوطن والانتماء المكاني هو الانتماء للوطن ، ومفهوم الانتماء للوطن وراثي يولد مع الفرد من خلال ارتباطه بوالديه وبالأرض التي ولد فيها ، ومكتسب كذلك ، وينمو اكثر من خلال مؤسسات المجتمع المتمثلة في الأسرة المدرسة والإعلام ، ان حب الوطن والانتماء له واجب لدى كل فرد تجاه وطنه وخاصة عندما يكون هذا الوطن العراق ويُعد الانتماء حاجة من الحاجات الهامة التي تشعر الفرد بالروابط المشتركة بينه وبين افراد مجتمعه ، وتقوية شعوره بالانتماء للوطن وتوجيهه توجيهاً يجعله يفتخر بالانتماء ويتفانى في حب وطنه ويضحي من أجله ، كما ان مشاركة الانسان في بناء وطنه تشعره بجمال الحياة وبقيمة الفرد في مجتمعه وينمي لدى الفرد مفهوم الحقوق والواجبات وانه لا حق بلا واجب وتقديم الواجبات قبل المطالبة بالحقوق ، ومن مضامين الانتماء قيمة الاعتزاز والفخر بالانتساب لهذا الوطن ولجميع مدنه ، ويشتمل الانتماء على قيم مهمة تتمثل في قيمة محبة الفرد لمجتمعه وحرصه عليه وتفاعله مع جميع أفراده وخاصة ان وطننا العراق الغالي هو بلد الانبياء وألأئمة الاطهار عليهم السلام ، أن الانتماء للوطن لابد أن يبدأ من البيت ثم المدرسة وذلك يستوجب أن يتمكن الافراد علي مستوي الاسرة والمجتمع من اشباع احتياجاتهم الاساسية المادية والنفسية والاجتماعية , فالأسرة هي العامل الاساسي في تشكيل مستوي انتماء افرادها لوطنهم وثقافتهم وذلك من خلال عملية التنشئة الاجتماعية التي يتشرب من خلالها الافراد القيم والتقاليد علي جميع مستويات الانتماء الثقافي والديني والسياسي والاجتماعي ، والانسان بطبيعته لا يستطيع أن يحيا بمفرده بل لابد أن ينتمي الي جماعات متعددة تمنحه الشعور بأهمية وجوده وتفجر إمكاناته وتتيح لقدراته ومواهبه أن تتفتح وتزدهر ، الإنتماء للوطن هو أن نمارس الولاء " الوطنية " للأرض , لتلك القطعة الجغرافية التي ولد عليها الآباء و الأجداد , الوطنية و الواجب الوطني هو أن نعمل كل ما بوسعنا لخدمة الوطن و أن تكون بمثابة جنودا نخدم مصالح وطننا دون أن تتوقع المقابل لأن الأوطان لا تدفع ثمن الولاء لها ، حب الوطن والانتماء له ، غريزة متأصلة في النفوس الطاهرة ذات الضمير الحي ، أن الانتماء إحساس ينبت داخلنا ويأخذ أشكالا شتى عبر سنوات العمر ورحلة الحياة وقد يظهر في أي نشاط إنساني يقوم به البشر لا يختلف فيه الفلاح في حقله عن العامل في مصنعه عن الكاتب في صومعته أو اللاعب في مباراة تحمل اسم الوطن ، الانتماء الى الوطن يعني حب الوطن فما اجمل الوطن والانتماء اليه ياله من شعور عظيم عندما يعبر المجتمع عن حبهم لوطنهم ، وعندما يعبٍر الفرد عن ولائه لوطنه في الضراء قبل السراء ، وفاء ألانسان يتجلى من خلال الوفاء للوطن والاشتياق له والعيش فيه في مختلف الظروف ، وحتى الذين ارغموا على مغادرة ارض الوطن ، يحملون نفس المشاعر السامية التي يحملها كل عراقي وفي لتربة العراق ، البعد عن الوطن ، لايعني التخلي عنه ، بل العكس ، فالبعيد عن الوطن يزداد تعلقه به ويكبر اشتياقه له ، ويذرف الدموع حين يمر بذاكرته اسم العراق الغالي ، في الغربة فأن محبة الوطن تزداد ، وتتعمق في النفس جذور الانتماء إليه والدفاع عنه ، فحب الوطن والحنين إليه أمر فطري جبل عليه الانسان ، مااروع العراقي المغترب الذي يضع علم العراق في صالة بيته أو شقته ويرنو له مع الضياء الاول من الفجر ويقول له صباح الخير ياعراق ، ماأروع العراقي الذي يفاخر بعراقيته أين ما حلً به الزمن وفي أي بلاد من أرض الله الواسعة ، لكن للاسف هناك من تجرًدَ عن انتمائه لمجرد انه يعيش في هذه الدولة أو تلك ، للاسف الشديد هناك من يقول ((( شنو العراق ))) شُلًتْ ألسنتكم ، واصابكم الله بالخرس مدى الحياة ، العراق ، هو العراق باقٍ كبقاء الشمس والقمر ، باقٍ أبد الدهر ، العراق حقيقة ساطعة لاتضاهيها أية حقيقة اخرى في الكون ، لتبقى شامخا ياعراق ، وليخسأ كل تافه لعين رذيل يقول عنك ((( شنو العراق ))) ، أنت العراق الغالي ، وانهم حفنة أوغاد لامكان لهم في مزابل التاريخ ، والله ياعراق لو خيًروني بين جنان الخلد وبينك لما تأخرت لحظة واحدة في اختيارك .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد محمد الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/02



كتابة تعليق لموضوع : ألأنتماء للعراق الغالي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد ناصر ، في 2013/02/21 .

الانسان بطبيعته وتركيبته النفسية يرتبط بالمكان والزمان ... ولايستطيع ان يتخلى عن هذا المكان حتى لو ابعد قسرا او بارادته فهو الحنين دائما الى اول منزل ... فمهما كانت سطوة المفخخات فان سيضل يردد دوما الشمس في بلادي اجمل من سواها احسنتم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net