صفحة الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني

الحشد الشعبي بين انقاذ الحكومة وانقاذ البلد
الشيخ جميل مانع البزوني
     كانت فتوى السيد السيستاني قبل اكثر من شهرين انقاذا لهذا البلد من الضياع بسبب التقصير الواضح من قبل الجهات الحكومية المسؤولة عن الملفات التي تهم حماية البلد وحدوده وهما وزارتا الدفاع والداخلية فقد كانت الاولى بيد فاشل في الانتخابات وعاجز عن قيادة هذا الملف الى بر الامان كما ان الملف الثاني كان بيد رئاسة الوزراء بمعنى انه كان متروكا للقدر وليس هناك جهة مسؤولة عنه بالمعنى الدقيق .
      ولم يكن متوقعا في خضم الاحداث الجارية ان تتدخل المرجعية في قضية الملف الامني الا ان تسارع التدهور الامني وسقوط بعض الاماكن المهمة تحت سلطة الارهاب .
وكانت الاستجابة الشعبية للفتوى في اعلى مراتبها حتى صارت الدولة تعيد الناس من الجبهات ومراكز التدريب بحجج شتى .
وقد استجابت كل الفصائل لهذه الفتوى العظيمة والناضجة من اجل حماية البلد من الاعداء وكانت وقع الفتوى على نفوس اعداء البلد كبيرا جدا حتى ان البعض منهم صدم من صدورها وتوقيتها .
    وفي الوقت الذي كانت فيه القطعات العسكرية تقاتل المجرمين برز جميع الشعب للقتال من دون تمييز بين صغير وكبير .
    والمرجعية في الوقت الذي اصدرت فيه الفتوى لم تترك المسالة من دون تقنين فقد بينت الصنوف التي علينا المشاركة للدفاع حتما والصنوف التي علينا الانتظار والصنوف التي ليس عليها الامرين .
 وكانت استجابة الحوزة العلمية للفتوى كبيرا جدا حتى ان عدد كبيرا من طلاب الحوزة ومن اساتذتها شاركوا ولا زالوا في التدريب والقتال والتوجيه .
   وقد سقط عدد غير قليل من طلاب الحوزة في ارض المعركة شهداء وجرحى خصوصا من الاعمار الشابة التي شاركت في مناطق جرف الصخر وغيرها .
      وقد تعطل الدوام الحوزوي في فترة الفتوى من باب الاتفاق الا ان الامر استمر بعد ذلك بسبب ظروف المشاركة الشعبية ومشاركة عدد من الاخوة الطلبة في القتال كما انه لم يكن من المناسب ان يكون هناك قتال بهذا المستوى ويكون هناك دوام طبيعي ولذلك تاخر الدوام في الحوزة .
      وبعد مرور شهرين بدا الدوام بصورة جزئية وكان الراي الذي ذهب اليه البعض ان يكون هناك تعطيل طويل حتى يتناسب ذلك مع الوضع العام الا  ان بعض الاساتذة قد بدا بالفعل بالدرس وكان رايه ان البعض من الطلبة ليس مشاركا في القتال باي صيغة من الصيغ ولذلك بقاؤه بدون درس ليس صحيحا 
   وفعلا بدا الدرس وكان البناء ان يكون الدرس لمن هو غير مشغول بالعمل العسكري ويكون العمل العسكري لمن هو في سن ووضع يساعده في المساهمة الفاعلة في القتال وانقسم الطلبة بين فئتين مساهمة في القتال ومساهمة في الدرس .
ولا زال الوضع العام في الحوزة على هذا المنوال الا ان التعطيل الذي بدا قبل زيارة الغدير كان طويلا وبشكل متعمد ليتمكن الطلبة من المساهمة في تشجيع المقاتلين .
   وقد ساهم التفاعل العام من قبل مراجع الشيعة الكبار وكبر العلماء والخطباء في زيادة تاثير هذه الفتوى في الجبهة المحقة والدليل على ذلك انكسار الاعداء في اغلب الاماكن التي كانت تمثل لهم حصنا من الحصون ولا زال السيد المرجع يقوم بواجبه في توجيه المعركة بطريقة يحافظ فيها على قداسة المهمة ليفوت الفرصة على الذين لم يقوموا بواجبهم او الذين يريدون تدمير البلد لاسباب طائفية .
وقد تم تحشيد وكلاء المراجع للقيام بدور تحشيدي للمساهمة في ايواء النازحين من العمليات وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم 
 ومن ذلك الوقت الى الان لا زالت القطعات العسكرية في حالة تقدم كبير في المعركة ولا زال السيد يواكب عملها عن كثب ويوجه المسيرة عند الحاجة ويطالب الدولة بواجبها تجاه المجاهدين حتى لا يكون ذلك العمل بدون اثر قانوني من قبل الدولة لانتشار الفساد بين اروقتها بصورة كبيرة ولا زال وضع القطعات المجاهدة هشا من ناحية توفير المستلزمات من قبل الدولة الا ان بطولة المجاهدين حالت دون وقوع المزيد من الهزائم التي تلقتها الحكومة السابقة بسبب تقصيرها وفساد اجهزتها الامنية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جميل مانع البزوني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/13



كتابة تعليق لموضوع : الحشد الشعبي بين انقاذ الحكومة وانقاذ البلد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net