صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

قراءة في نهاية داعش ؟
محمد حسن الساعدي
لاشك ان الفتوى الدينية التي اصدرها سماحة الامام السيد السيستاني ، الأثر الكبير في تراجع زحف داعش ، والتي أذهلت الجميع وغيرت المعادلة وقبلت الموازين في الحرب مع الارهاب الداعشي ، الامر الذي أوجد الضعف بين صفوفهم ، وهذا ما لمسناه ملياً في انكسار عصاباتهم وجيوبهم في اكثر من جبهة (جرف الصخر ، آمرلي ،وبيجي) وغيرها من جبهات المواجهة . 
كما لاشك فيه ان الحاضنة بدأت تتفكك في المناطق التي سيطر عليها الدواعش ، وهذا لا يعني ان جميع سكان المناطق هم مساندون لهم ، ولكن هناك من وجد داعش عنده ارض خصبة فيه ، ويبدو ان الاعم الأغلب من هولاء هم منتمين لهذه التنظيمات او انهم كانوا حاضنة لهم ، كما ان ارتكاب الحكومة السابقة لبعض الأخطاء جعلتهم يتقبلون اي شخصاً يكون منافسا للحكومة ويقف بوجهها ، كما ان الاعتزاز بالنفس ، وأوضاعهم السابقة جعلتهم لا يتقبلون فكرة وجود لون اخر يحكم البلد ، وهذا ما جعلهم يرفضون اي مشروع يختلف مع مشروعهم ، وهم مستعدون ان يضعوا يديهم بيد داعش ، بل مع اي مخرب ومع اي اتجاه يهدف الى إقلاق الاستقرار في العراق . 
منذ العاشر من حزيران بدأت هذه الحواضن تتفكك ، مع وجود التغيير في الواقع على الارض من قبل العشائر العربية السنية الرافضة لوجود عصابات داعش على إراضيها ومدنها خاصة بعد الجرائم المفزعة التي ارتكبتها هذه العصابات بحق أهالي هذه المدن ، والتي كان اخرها جريمة عشائر البونمر في الانبار . 
ان السبب الرئيسي وراء تفكك هذه البيئة هو الأخطاء الداعشية الخطيرة من (جهاد النكاح، وختان البنات ، وتفجير المراقد المقدسة ، ومحاسبة من لا يحضر الصلاة ، او غلق المحلات التي تعارض فكرهم ) ، وغيرها من جرائم مروعة ارتكبتها هذه العصابات في الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى ، كما ان الخلافات في تلك المناطق بين الحواضن وغيرها ممن اعترضوا على وجود هذه العصابات كان سببا اخر في تفكك هذه الحواضن وتراجع مسك الارض من قبل الدواعش ، واوجد حالة الانهيار بين تنظيماته ، والتي بدأت بالهروب مرة او الانتحار عبر الأحزمة الناسفة او قتلهم عبر الضربات الجوية لصقور الجو الأبطال  والتي استطاعت من تدمير مواقعهم وأرعبت وجودهم ، كما ان الجهود الكبيرة لرجال الحشد الشعبي أوجد الهوان والضعف لدى الدواعش الذين اعترفوا ان جبهاتهم أصبحت يصيبها الضعف جراء الضربات المركزة لرجال الحشد الشعبي وجهود طيران الجيش ، والذي ساهم كثيرا في تقييد حركة الدعم الإقليمي للحركات التكفيرية وعموم مواطن داعش . 
هذه العصابات التي هي مجموعة من المرتزقة والتي وضعت استراتيجية لعملها وتحركها الا وهو ايجاد حالة القلق لدى الخصم ، والاحتفاظ بمراكز قوة ، وارتهان الناس والأرض على حد سواء ، وهذه السياسية اتبعتها داعش للاحتفاظ بالرهائن لأكثر وقت ممكن لكي تضمن لنفسها وجودا على الارض .
النهاية الحتمية لداعش في العراق بدأت تقترب كثيرا ، خصوصا مع التركيز الواضح في الضربات ضد تجمعاتهم في عموم جبهات البلاد ، وهذا لا يعني نهاية هذا التنظيم الذي أوجدته القوة الإقليمية والدولية لإيجاد حالة التوازن في المنطقة امام تنامي قوة ايران العسكرية والنووية ، وإيجاد خطوط منع عن سوريا والعراق ولبنان ، وهذا ما يكشف سر المخطط الكبير في وجود الدواعش على ارض العراق ، كما يعد مسوغاً واضحاً في اعادة انتشار الجيش الامريكي في العراق ، وهذا ما يرغب به ساسة البيت الأبيض ، لان خروجهم من العراق كان ليس بإرادتهم . 
اما بالنسبة لداعش كتنظيم فاعتقد انه سيكون باقيا بقوة على الارض ، واستخدامه وقت يشاء الغرب والدول الإقليمية ، وبما يعاد نشره في الدول الشمالية (ليبيا ، وتونس وبلاد المغرب العربي ) ، ويكون هو راس الحربة في صراع إقليمي تدخل فيه المذهبية السياسية .   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/13



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في نهاية داعش ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net