صفحة الكاتب : جواد الماجدي

الحسين: معركة ستنتهي قريبا!..
جواد الماجدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ المعركة الأولى بين البشر، تلك المعركة التي نشبت بين شقيقين هما قابيل وهابيل، ولدي سيدنا آدم عليه السلام والى اليوم، والبشرية في صراعات مستمرة، ولا تكاد لحظة واحدة تمر، وليس في ثناياها صراع، سواء بين أفراد أو جماعات، بل لا يمر يوم، دون أن تشهد ساعاته حربا بين أطراف أو شعوب أو أمم.

أغلب الصراعات تنتهي بخسارة أحد طرفي النزاع، نقول خسارة ولا نقول إنتصار، لأن لا منتصر حقيقي في الحرب، وبعض الصراعات تنتهي بخسارة طرفي الصراع، وكمحصلة فإن جميع الصراعات تنهي في مدة ما، طالت أم قصرت..

حرب داحس والغبراء، وقعت في الجاهلية، وقعت في نجد بين فرعين من قبيلة غطفان، هما عبس وذبيان واستمرت أربعين عاما، وحدثت بسبب فوز فرس تدعى غبراء، على حصان يدعى داحس..أما حرب البسوس، فوقعت بسبب ناقة لقبيلة بكر، قتلها رجل من تغلب، واستمرت بدورها أربعـين عاما!

في أوربا حصلت حروب طاحنة، منها حرب المائة عام بين إنجلترا وفرنسا، وأستمرت لمدة 116 عام من سنة 1337 إلى سنة 1453، كانت نزاعا بين سلالتين ملكيتين على العرش الفرنسي، فقد إدّعى الملوكُ الإنجليز، أحقيتهم بالعرشُ الفرنسي وكافحوا من أجل ذلك، وتخللت هذه الحرب الطويلة فترات سلامِ غير مستديم، لكنها أنتهت بطرد الإنجليزِ من فرنسا.

هكذا كل  الحروب تبدأ وتنتهي، وتصبح في نهاية المطاف، أوراقا في سجل التاريخ، إلا حرب واحدة بدأت عام 60 هجرية ومازالت مستمرة، برغم مضي 1376 عاما على نشوبها..

المعركة التي بدأت بمصرع الإمام الحسين "عليه السلام"، هي هذه المنازلة التأريخية المستمرة بين نقيضين أبديين، ولن تنتهي بخلاف كل الحروب، بخسارة أحد طرفي الصراع، بل ستكون النهاية بإنتصار تام ينهي الخصم، ويخرجه الى الأبد من دائرة الصراع، إذ سيبسط العدل في الأرض، بعد أن ملئت ظلما وجورا، وذلك هو الأنتصار الناجز..

لقد كان الحسين عليه السلام قضيةً، وقلما يكون المرء قضية. 

لخّص سيد الشهداء قضيته بقوله: (ما خرجت أشرا ولا بطرا، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي). وذهابه الى معركة غير متكافئة، يعني معرفته المسبقة أنه ومن معه سيقضون نحبهم؛ لكنه كان يعلم؛ أن بقاء قضيته حية أبد الدهور، يقتضي أن يخرج من أجلها برحلة، الذي ضم حتى الرضيع حية، ويقتضي أن يقبل بالاستشهاد وبسبي العيال، وكان يعلم أن انتصار قضيته، التي هي قضية الإسلام برمته، لن يتحقق بالنزول عن نصيحة الناصحين له، بالبقاء في مدينة جده صلواته تعالى عليه وعلى آله.

 ما كان سيحدث لو بقي عليه السلام في المدينة؟! كان يعلم أنه سيؤخذ من ناصيته، وسيذل ومعه الإسلام أبد الدهر، ولذلك بقي الحسين قضيةً ما زالت حية، على الرغم من مرور 1376 عاما، وستبقى حية الى أن يحين الحين، ويخرج صاحب الأمر، وخروجه عليه السلام، بات اليوم في الأفق المنظور!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد الماجدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/12



كتابة تعليق لموضوع : الحسين: معركة ستنتهي قريبا!..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net