صفحة الكاتب : غسان الكاتب

انتصار الاشاعة على الحقيقة!!
غسان الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد لا يبدو انتصار داعش اعلاميا على شاشات بعض  الفضائيات وصفحات الانترنت في معركته ببغداد غريبا سواء بالمرة الاولى التي حدثت على اثر تداعيات  سقوط مدينة الموصل  او في المرة الثانية قبل اكثر من شهر ، فقد استطاع هذا التنظيم الارهابي من ان يثير الخوف والفزع من قدومه الى بغداد على مستوى الداخل والخارج حتى وان كان بعيدا جدا او غير موجود اصلا .. فلماذا حدث ذلك ولمرتين؟ ولماذا نخسر المعركة الاعلامية والنفسية مع عصابات لا تمتلك بنى تحتية لادارة عجلة الحرب النفسية كالتي نمتلكها؟ واذا كانت المعركة مع الارهاب سبعين بالمئة منها نفسية مثلما قال السيد رئيس مجلس الوزراء فلماذا لا نعالج هذا الجانب حتى تنقلب المعركة الى صالحنا ولا يتكرر ما حدث في الاشهر الماضية.

 

قد تكون اسباب رئيسية تقف وراء ما حدث ، منها:

    تبوءا غير المهنيين للمناصب الاعلامية المهمة ، وتداخل المهنية الاعلامية في نقل الحقيقة والخبر بالتوجهات السياسية والانتماءات الثانوية.

    ظهور المحسوبية والمنسوبية في التعيين بالمؤسسات الاعلامية على حساب الكفاءة والخبرة والتخصص.

    تقديم الخبرات الاعلامية المخضرمة واشراكها حصرا في صناعة القرار الاعلامي ، واعتبار مهنة الصحافة والاعلام لدى البعض من باب الوجاهة.

    انشطار المؤسسات الاعلامية في العراق بصورة غير واقعية ، صحيفة الحدث والحدث الجديد مثلا وكذا القنوات التلفزيونية حتى اصبح العدد غير واقعي  وبالمئات.. لا يعبر عن حراك انتاجي بقدر ما يخفي مصالح وخلافات اغلبها شخصية.

    اعتماد اغلب المؤسسات الاعلامية على الدعم الخارجي الجاهز الذي يقيد من حريتها في تناول الاحداث ومن تطورها الذاتي.

     

     ان اعتماد تنظيم داعش الارهابي على حسابات شخصية باسماء وهمية على صفحات التواصل الاجتماعي وارتكازه على قنوات اليوتيوب في بث اخباره وعملياته واستغلال قنوات فضائية لما يبثه ، كل ذلك لا يعطيه المرونة الكافية للانتصار على الحقيقة او محاولة الالتفاف عليها ان تصدى الاعلام الوطني المخلص الذي يقوده اكفاء مهنيين له .

    وان كان السيد رئيس مجلس الوزراء قد قام ببعض ما عليه في هذا الجانب ، بالتحذير مرة من مخاطر الحرب النفسية لداعش وتقدير حجمها في المعركة وبالاجتماع اخرى مع الاعلام الامني ومحاولة تقديمه في الواجهة بالتصدي للاشاعة ، فاننا نستغرب موقف مجلس النواب الذي لم يحرك ساكنا ووقف عاجزا عن اصدار اي تشريع ممكن ان ينظم عمل المؤسسات الاعلامية ويحد من انشطاراتها المتكررة وصراع المصالح الذي لا ينتهي ، مثلما نستغرب موقف المؤسسات الاعلامية ذاتها التي بقيت على نفس المنوال في تناول الاحداث ولم تأتينا بجديد يقلب معركة الاشاعة ... الى صالحنا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


غسان الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/12



كتابة تعليق لموضوع : انتصار الاشاعة على الحقيقة!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net