صفحة الكاتب : جعفر المهاجر

حرب وسجن ورحيل-68
جعفر المهاجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

النظام السوري بارع  براعة تامة بابتزاز  وأرهاق كافة طبقات الشعب  بالضرائب الباهضة فهناك ضريبة (العقار) على كل مواطن سوري يملك دارا ولو كان كوخا مسجلا باسمه  في أقصى بقعة في سوريا وهناك ضريبة (النظافة) حيث تفرض مبالغ سنوية  باهضة على البيوت والدكاكين والمؤسسات   تصل ألى أكثر من   20  ألف ليرة سورية وتوجد ضريبة أخرى  تسمى بضريبة (الرفاهية ) على من يملك سيارة  يستخدمها لأغراض شخصية أما أذا كانت سيارة أجرة  فالضريبة أكثر بكثير وتصل ألى  70 ألف ليرة سنويا وتوجد كذلك ضريبة (المهنة ) وضريبة (تغييرالمهنة ) وضريبة (الأرض) وضريبة (الأنقاض )وضرائب كثيرة لاحصر لها وقد أدت هذه الضرائب التي تقدر بمليارات الليرات السورية ألى تذمر قطاعات واسعة من الناس وخاصة الطبقات الفقيرة والمتوسطة واضطر بعض أرباب المعامل الصغيرة ألى أنشاء معاملهم تحت الأرض وتشغيلها بعد منتصف الليل تحاشيا لدفع الضرائب وغالبا ماينكشف أمرهم في نهاية المطاف فيدفعون الضرائب مضاعفة  والمواطن السوري أذا تأخر عن دفع فاتورة الماء والكهرباء لعدة أيام عن التأريخ المقرر فأن الفاتورة تتضاعف تلقائيا. أما أذا حاول المواطن أن يبني شقة أو دارا لأسكان عائلته فعليه أن يدفع ألوانا متعددة من الضرائب ماأنزل الله بها من سلطان ألى الدوائر الحكومية التي يراجعها علاوة على الرشاوى الكثيرة التي  يدفعها للموظفين وألا تهمل معاملته وتصبح في خبر كان . وكنت أسمع عن كل هذه الضرائب من  الكثيرين من المواطنين السوريين الذين يلعنون حكومتهم ليل نهار ولكن دون أظهارها علنا ولكن بصوت واطئ خوفا من البطش والتنكيل.   ورغم كل هذه الضرائب ووجود  آبار نفطية في منطقة دير الزوروالقامشلي  فأن الدولة كانت  تبدو فقيرة في أمكاناتها  والخدمات لاتكاد تذكروأطنان القمامة تحمل على الحمير  . والمدارس الأبتدائية  والثانوية حالها حال (السدانة بالماي )كما يقول المثل العراقي ومدراء المدارس يطالبون الطلاب بالأموال اللازمة المستمرة لترميمها وسد أحتياجاتها وقد أضطر الكثير من أولياء الأمورالفقراء  ألى عدم الرغبة في أرسال أبنائهم ألى المدارس تشغيل أبنائهم من طفولتهم  في مهن حرة كالحدادة والنجارة والخياطة وغيرها بدلا من  أستمرارهم في المدارس . أما المستوى العلمي في  المدارس السورية فهو ضعيف جدا وأقول بكل صراحة هو  متدهور  بصورة عامة حيث يلجأ  معظم المدرسين ألى التدريس الخصوصي في البيوت وقد ألتقيت بالكثير من هؤلاء الطلاب ولمست ضعفهم الكبير عن كثب في أبسط المعلومات التاريخية والعلمية .  ومن المؤلم أنني رأيت تلاميذا في المرحلة الابتدائية يجهلون كتابة أسمائهم والصفوف مزدحمة جدا حيث ينعكس ذلك على الوضع العلمي  وكل صف لايقل عن أربعين تلميذا في هذه المدارس في أحسن الأحوال. ومن أصعب الأمور التي كان يشكو منها طلاب الثانوية العامة في البكلوريا هي صعوبة مادة (الثقافة العامة )  وهي عبارة عن أقوال الرئيس حافظ الأسد وعبد الله الأحمر ومبادئ حزب البعث حيث يجبر الطلاب على حفظها حفظا ببغاويا وهو أمر (مقدس ) في نظر الحزب القائد كما يدعون وكان الرسوب مصير الكثيرين من الطلاب  في هذه الماده كما كان يحدث في العراق تماما حيث يجبر الطالب على حفظ أقوال صدام حسين وميشيل عفلق وأدبيات حزب البعث الصدامي عن ظهر قلب.
والحديث عن حالة الجندي السوري حديث مؤلم حقا وصدقا ولا يمكنني أن أفهم وغيري يفهم أن  دولة تدعي بأنها من دول (الممانعة) وقسم من أرضها يقع تحت براثن  الكيان الصهيوني وتعيش تحت حالة الطوارئ لعشرات السنين بحجة هذا الاحتلال حري بها أن تهتم بجنودها وترفع من مستواهم ماديا ومعنويا والجندي مهما كان شجاعا لكنه لو بقي جائعا لايملك  أبسط متطلبات الحياة وهو يسمع أن   كبار قادته  غارقون في ملذاتهم وفسادهم ويملكون المزارع والمقاطعات والأموال الطائلة في بنوك أجنبية لابد  له أن   يصاب بالإحباط والجندي السوري جندي شجاع ولكنه حين يستدعى للخدمة العسكرية أول  ضربة  يتلقاها من قادته  هي فرض بدلة عسكرية قديمة عليه لقاء (ألفي ليرة سورية !!!) وراتبه الشهري لايكفيه لعدة وجبات غذائية وهو   على أعلى تقديرألفي ليرة سورية كذلك  أي    حوالي (40) دولارا شهريا فقط  فيضطر بالنتيجة أما للهروب من الخدمة العسكرية أو أرهاق عائلته ماديا حتى يكمل الخدمة العسكرية  بصعوبة بالغة وأذا كانت العائلة فقيرة فهي الطامة الكبرى وألغالبية العظمى من الشعب السوري فقراء. ومثلما رأيت العديد من  الجنود العراقيين يتسولون في ساحة التحرير رأيت العديد من الجنود السوريين أيضا يتسولون في ساحة المرجه في دمشق وساحة باب جنين في حلب ومعهم الكثير من النساء والأطفال المتسولين أيضا.ولا أدري كيف يطالب هذا الجندي بمواجهة الجندي الصهيوني الذي يتقاضى (ثلاثة آلاف دولارا شهريا ) ويجهز بكافة المعدات الحديثة التي يحتاجها وباستطاعته أن يتحدث مع كبار قادته . لقد كنت أسمع من أشخاص كثيرين من أبناء الشعب السوري عن فساد المؤسسة العسكرية السورية   والعقارات والمزارع التي يمتلكها الكثيرون من الضباط الكبارمثل مصطفى طلاس الذي ترأس وزارة الدفاع لسنين طويلة و يتحدث البعض عنه كيف أنه ترأس محكمة عرفية وأصدر العديد من أحكام الإعدام على بعض علماء مدينة حماه لإثبات ولائه التام للرئيس حافظ الأسد وبعد وفاة الرئيس عاش عيشة مرفهة ترقى ألى عيشة الملوك والسلاطين وحاول بعد ذلك ترشيح أبنه مناف لكي يخلفه في منصبه كما أخلف الرئيس                  بشار والده وكذلك حكمت الشهابي رئيس الأركان  الذي هرب فيما بعد ولجأ ألى الولايات المتحدة وكانت الكثير من الأحاديث تدار عن تهريبه معلومات سرية و مبالغ طائلة أثناء هروبه وضباط آخرين كبار عن عمليات السلب والنهب التي كان يقوم بها  أولئك الضباط الكبار في لبنان وكيف أصبحوا فيما بعد من المقاولين والأقطاعيين الكباربعد أنهاء خدماتهم  وعلى رأسهم  اللواء (أبراهيم صافي). وكذلك اللواء (شفيق فياض )والعماد (علي أصلان) وغيرهم من الضباط الكبار الذين كانوا يتصرفون بمليارات الدولارات والجندي السوري   يعيش حالة مزرية لايحسد عليها .وقد أظهرت الأزمة السورية التركية عام 1998م هشاشة الوضع العسكري في سوريا حيث هدد الجنرالات الأتراك باحتلال مدينة حلب خلال ساعات  أذا لم تطرد سوريا الزعيم الكردي (عبد الله أوجلان )  من أراضيها وقد  رأى الناس الحشود التركية بالعين المجردة   على منطقة عفرين الحدودية وتم تطويق الأزمة بعد خروج أوجلان وتوسط الرئيس المصري السابق حسني مبارك ومن ثم اعتقال أوجلان من قبل  المخابرات التركية بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في 15 شباط عام 1999م في كينيا.  وما زال معتقلا في زنزانة أنفرادية  حتى حد كتابة هذه السطورومن المؤكد أنه سيموت في سجنه دون أن  يستنشق نسيم الحريه .
في أحدى الأمسيات من عام 1998م فتحت جهاز التلفزيون على الفضائية العراقية عسى أن أسمع خبرا مفرحا عن الوطن وأذا برئيس النظام صدام ومعه بعض المقربين منه مما يسمى ب(أعضاء القيادتين القومية والقطرية )أمثال عزت الدوري وطه الجزراوي وغيرهم لاأتذكرهم وهم يمسكون مصحفا كريما ويقبلونه وقد بانت على وجوههم الذلة والمسكنة في حضرة سيدهم. وانكشفت البدعة القذرة      فيما بعد وهي أن صداما بعد تعرض أبنه الطاغية الصغير عدي ألى عملية اغتيال ونجاته منها أمر خطاطا عراقيا أسمه (عباس شاكر نوري ) أن يخط القرآن بدمه الذي سيتبرع به لله تبركا لله بشفاء أبنه عدي وهي بدعة لم يرتكبها حاكم على مر التأريخ الإسلامي وكأن الدكتاتور المقبور لم تكفه تلك الشجرة المزيفة التي  ابتدعها له أزلامه والتي يدعي فيها أنه ينتمي للإمام علي عليه السلام وهو الذي أعدم حفيده ع العالم والمفكر الكبير محمد باقر الصدر وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدى وأعدم وشرد الملايين من أتباع أهل البيت عليهم السلام ولم يكتف باختلاق (تسعة وتسعين) أسما له منافسة للواحد الأحد فارتكب جريمته وبدعته الفاضحة الثالثة وهي كتابة المصحف الكريم بدمه النجس وهي من أبشع البدع في التأريخ الإسلامي على الأطلاق وقد أورد الخطاط المذكور قصصا مرعبة عن تلك الفترة التي مر بها حسب أدعائه ومن جملة ماقال (أنه كان مجبرا على ذلك ولو رفض لقطع صدام رأسه وقد تلقى 54ألف دينار أي مايعادل 24 دولارا آنذاك.) وقالت زوجته (أنها كانت تصاب بقشعريرة في كل مرة تفتح فيها الثلاجة وتضيف : كنت أرى قارورة دم الرئيس وأرتعب وقد  قلت لعباس (زوجها ) أن ألم عينيه قد يكون أشارة ألى أن الرب غاضب عليه .) لم يثر ذلك العمل الأجرامي حفيظة (علماء الدين )الذين تباكوا عليه ووصفوه ب (الشهيد ) كما أثار حفيظتهم تفجير تمثال بوذا  ولم نسمع ألا بعض التعليقات البسيطة هنا وهناك لم يكن أي تأثير لها على النظام وقد قال الله في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم : (قل لاأجد في ما أوحي ألي محرما على مطاعم يطعمه ألا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فأنه رجس أو فسقا أُهلَ لغير اللّه به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فأن ربك غفور رحيم. )145-الأنعام . ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به. )3-المائده . (أنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فأن الله غفور رحيم. )115-النحل . فالذي يدعي الإسلام لايقدم على ارتكاب هذه الجريمة أبدا ولكن حين يقوم صحفي أجنبي وضيع  معاد للإسلام برسم صورة كاريكاتيرية للرسول العظيم محمد ص الذي لاتؤثر على عظمته أعمال هؤلاء الأقزام قيد أنملة  تقوم الدنيا ولم تقعد من وعاظ السلاطين و(علماء الأمة )وتخرج   المظاهرات وتدمر السفارات وأذا أجرى أي منصف مقارنة بين الجريمة الأولى والجريمة الثانية لكانت الجريمة الأولى التي قام بها (بطل العروبة والإسلام )كما وصفه الأعراب الذين ملأ أجدادهم صدر الرسول الأكرم ص وآل بيته الأطهار قيحا  أشنع وأبشع ولكن هذا العالم العربي المعجب  ببطل الحروب وقاتل شعبه صدام الأجرام  تغاضى عن كل جرائمه  وموبقاته وبدعه وحروبه التي أهلك فيها الحرث والنسل والتي دامت لثلاثين عاما . ولا عتب عليهم لأنهم مصابون بالعمى الروحي والعقلي عما يفعله هؤلاء الطغاة ولم يقدموا هم وقادتهم  للعراق غير الموت والدمار بفتح أجوائهم وأراضيهم وبحارهم وقطعانهم الإرهابية التي أزهقت أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء في العراق بحجة (مقاومة الأحتلال ) وهم مستعدون على طول الخط لخدمة أسيادهم الأمريكان على جميع الصعد بأشارة بسيطة منهم.  وهاهو  عقاب الله ينزل على رؤوسهم بعد أن لعبوا دورهم ألأجرامي القذر بحق العراق وشعبه . فاليوم معمر القذافي هذا الذي نصب نفسه متحدثا باسم (المقاومة العراقية ) بعد أن استقبل بعض المنبوذين من الشعب العراقي معمر القذافي قاتل شعبه  و بشار الأسد الذي آوى القتلة والمجرمين من أزلام صدام الذين نهبوا ثروة العراق ونقلوها ألى سوريا ادعى جهرا  بأنه ( اللاعب الأساسي   في العراق.) الآن يدفع القذافي والأسد   ثمن عدائهم للشعب العراقي  وغدا سيأتي دور حكام آل سعود أن شاء الله . بسم الله الرحمن الرحيم : (  وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون ألا بأنفسهم وما يشعرون .)123-الأنعام (أن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب . )81-هود .
في شهر  مايس من عام 2000م طرد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد رئيس وزرائه (محمود الزعبي) من رئاسة الوزراء ومن حزب البعث الحاكم نتيجة تفشي الفساد في وزارته لدرجة أن عمليات الفساد تلك  باتت تهدد النظام . وقرر محاكمته بسبب فضيحة ست  طائرات   مدنية من نوع (أيرباص ) الفرنسية وهي واحدة من عمليات فساد كثيرة ووجهت التهمة أليه وعدد من وزرائه بتقاضي عملات غير مشروعة تقدر ب124 مليون دولار وفي    21/  مايس وحين كان محمود الزعبي تحت الأقامة الجبرية  أطلق النار على نفسه منتحرا كما أعلن وقد شكك الكثيرون في تلك الرواية وقالوا أن المخابرات السورية هي التي قتلته حتى لاتنكشف فضائح كثيرة عن عمليات الفساد المستشرية في الدولة.
في ظهر العاشر من حزيران من عام 2000م أي بعد ثلاثة أسابيع  من حادثة أنتحار محمود الزعبي  بينما كنت جالسا في عيادة طبيب الأسنان وكان جهازالتلفزيون مفتوحا                  حيث قطع راديو دمشق برامجه الاعتيادية وأخذ يبث الموسيقى الحزينة فقال لي صديقي الطبيب الذي أحتفظ باسمه ( نسمع إشاعات كثيرة عن مرض  الرئيس وربما حدث له  مكروه في هذه الساعة. ) وبعد ساعة من الانتظار صدر بيان  ينعى الرئيس حافظ الأسد على أثر سكتة قلبية لم تمهله سوى دقائق معدودة وكان (مروان شيخو) ينحب أثناء بث الخبرالمفاجئ.   وقد ذكرني هذا الموقف بحادثة وفاة الرئيس العراقي السابق عبد السلام عارف حين سقطت  به الطائرة في البصره وكان هناك من ينحب  أيضا في محطة الفضائية العراقية على وفاة الرئيس وهو مذيع أسمه ( سليم المعروف ) ورغم اختلاف الحادثتين  ولكن النحيب على الرئيسين كان القاسم المشترك بين الشخصين.ولا أدري هل نحب أحد على سليم المعروف ومروان شيخو أثناء وفاتهم؟
ساد هرج ومرج  وترقب وحذرفي الشارع السوري فمن ساكت ألى مبتسم ألى باك وبعد ساعتين خرجت مظاهرة معظم أفرادها  من الطلبة يقودها بعثيون  كباروهي تهتف:        (لاأله ألا الله والأسد حبيب الله. ) ووضعت أجهزة الدولة من أمن وجيش ومخابرات في حالة الإنذار التام وخرجت الدبابات والمصفحات في العاصمة دمشق وتمركزت في المناطق المهمة والساحات العامة وتعرضت بعض المحلات التجارية  للنهب والسلب وتعرض أصحابها للضرب بحجة انطلاق بعض الأغاني المفرحة من  داخل هذه المحلات . وتوجهت الحشود  التي يقودها البعثيون ألى  مشفى (الشامي ) في دمشق  حيث سجي جثمان الرئيس وهم يهتفون بأعلى أصواتهم : (ياسوريا اليوم مالك .. أنت فقدت أغلى رجالك . ) و (حافظ الأسد مامات باق معنا في الحياة . ) . كما خرجت النساء وهن يرتدين الملابس السوداء ويلطمن الخدود ويحملن صور الرئيس الراحل والأعلام  السوداء . ثم أخذت الهتافات والمظاهرات تتحول ألى تأييد نجل الرئيس (بشار ) وأخذت الحناجر تهتف  له (بالروح بالدم نفديك يابشار) و (شد الهمه يابشار .. أحنه رجالك يامغوار . ) وأعلن التلفزيون في وقت لاحق  أنعقاد جلسة فورية طارئة ل (مجلس الشعب ) برئاسة  (عبد القادر قدوره ) رئيس المجلس وبعد نعي الرئيس قدم (أقتراحا ) بتغيير مادة للدستور التي تنص على (أن  عمرالرئيس لايقل عن أربعين عاما ) وكان عمر بشار أربعة وثلاثين عاما وتمت الموافقة على تغيير المادة القديمة بالمادة الجديدة ب (الأجماع ) خلال دقيقتين وتم الهتاف بحياة الرئيس الجديد وتولى القيادة العامة للقوات المسلحة حيث منح رتبة (فريق ) وقد ظهر بعض أعضاء مجلس الشعب وهم ينتحبون حزنا على وفاة الرئيس الراحل. كما أذاع التلفزيون السوري مرارا برقيات العزاء التي تلقاها بشار الأسد من رؤساء العالم كما حضر الرئيس المصري السابق والرئيس السوداني حسن أحمد البشير ومادلين أولبرا يت وزيرة خارجية أمريكا العزاء ودفن الرئيس في قرية القرداحة مسقط رأسه ألى جنب أمه وأبنه باسل الذي كان يعده لاستلام الحكم ولكن حادث  انقلاب سيارته على طريق مطار دمشق أدى ألى وفاته قبل أن يحقق حلم أبيه ولكن عودة بشار  ألى سوريا  بعد وفاة أخيه بعد أن كان يدرس (طب العيون ) في بريطانيا سد الفراغ الذي أحدثه باسل.    وأعلنت سوريا الحداد لمدة أربعين يوما وكان حلم الرئيس الراحل حافظ  الأسد هو استعادة الجولان من احتلال  الكيان الصهيوني قبيل وفاته وقد دخل في مفاوضات شاقة مع ( ياهود بارك ) رئيس وزراء الصهاينة برعاية الرئيس الأمريكي (بيل كلنتون ) قبل وفاته بسنة وقد وصلت المفاوضات ألى مرحلة متقدمة ولكن إصرارالرئيس  الأسد على  أرجاع هضبة الجولان مع بحيرة طبرية ألى سوريا دون التفريط بشبر واحد منها أدى ألى فشل المفاوضات حيث كان الجانب الإسرائيلي يصر على ضم قسم من ساحل بحيرة (طبرية) وذكرت المصادر السورية أن الكلمات الأخيرة للرئيس حافظ الأسد كانت (أريد أن أموت وأنا راض عن نفسي والناس راضون عني وقبل ذلك وبعده أن يرضى الله عني .لذلك فأني لم أقدم على التفريط بذرة من التراب السوري ولا قطرة ماء منه وأترك هذا الأمر للأجيال اللاحقة. ) وقد ولد الرئيس حافظ الأسد في السادس من تشرين الأول عام 1930م في القرداحة  وتسلم السلطة        في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970م . ورغم أن الرئيس الأسد كان دكتاتورا لكنه لم يخن وطنه ولم يتفاوض سرا مع الصهاينة كما فعل الآخرون وهذه ميزة حسنة لابد أن تذكر وهواليوم في ذمة الله رغم أن له أعداء في أوساط الكثيرين من الشعب السوري. وكان هناك على الجانب الثاني شخص يعرفه الشعب السوري  أراد أن يستغل حادثة وفاة الرئيس وهو أخوه (رفعت الأسد) المعروف بدمويته وبطشه  والذي يعيش في باريس منذ زمن طويل حيث أدعى بأنه (نائب الرئيس الشرعي ) ومن حقه أن يشيع أخاه من خلال فضائيته التي كان يسميها ( ANN )و(أن الشعب بانتظاره على أحر من الجمرلكي يساهم في أنقاذ الوطن. ) ولكن ظهر فيما بعد أنها كانت جعجعة فارغة حيث  أعلنت السلطات عن ألقاء القبض عليه حال دخوله الأراضي السورية  فعدل عن ذلك رغم أن له بعض المؤيدين من الطائفة العلوية في الداخل.
وبشار الذي يحكم اليوم سوريا   منذ حوالي عشر سنوات لم يظهر فيها أي تغيير عن نهج أبيه ولكن زادها أمرا وفعلا دنيئا  جديدا وهو إرسال الإرهابيين والقتلة ألى العراق لذبح الشعب العراقي بحجة (مقاومة الاحتلال الأمريكي) خفاظا على كرسي الحكم الذي يتربع عليه وكان الأحرى به      تحرير أرض الجولان من قبضة الأحتلال الصهيوني قبل تحرير العراق من الأحتلال الأمريكي وأن شعب العراق وحده كفيل بأخراج قوات الأحتلال الأمريكي. سوريا التي ينتفض شعبها اليوم وتشتد فيها المظاهرات يوما بعد يوم              احتجا جا على دموية الحزب الواحد وتحكمه بمصير البلاد وقهره الشعب وزج كل المعارضين في السجون وخنق الحريات وتدهور الوضع الاقتصادي حيث يقابل النظام هذه المظاهرات بكل ماعرف عن دموية حزب البعث ويدعي (بأن مؤامرة خارجية تحاك ضد سوريا ) وأن (أشخاصا مجهولين يقتلون الناس )هي ليست ألا أكاذيب باهتة و أسطوانة مشروخة درجت على ذكرها كل الأنظمة الاستبدادية الدكتاتورية في المنطقة . بشار هذا الذي أزاح نائب الرئيس (عبد الحليم خدام. ) وعين بالوراثة بعد تغيير فقرة في الدستور السوري خلال دقائق مستمر في بطشه لشعبه وأذا كان الشعار المرفوع من أتباعه  (ألى الأبد يابشار الأسد ) قد أغراه وأغرى قائد حرسه الجمهوري ماهر الأسد فقد   قيل هذا الكلام  لغيره من الطغاة وعوائلهم كعائلة القذافي وعائلة آل خليفه وعائلة آل سعود  ومن قبلهم عائلة زين العابدين بن علي وعائلة حسني مبارك  ولكن للشعوب منطق آخر يختلف تماما مع منطق الطغاة وبلطجيتهم وأعوانهم وعوائلهم وأقاربهم  القتلة المجرمين لقد  بدأ نجم العوائل الحاكمة باللإول في المنطقة العربية المنكوبة بهم وبحكمهم الدموي الأستبدادي لعشرات السنين   والأيام والأشهر القادمة ستظهر ذلك  بأذن الله وبهمة الشعوب الناهضة والرافضة  للاستبداد رفضا مطلقا مهما غلت تضحياتها.
جعفر المهاجر /السويد
30/4/2011م

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر المهاجر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/30



كتابة تعليق لموضوع : حرب وسجن ورحيل-68
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net