صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

المجنون حيدر شكور
فالح حسون الدراجي

 لم يكن حيدر شكور مراسلاً حربياً مثل أي مراسل آخر يعد تقريراً عسكرياً من (أرض المعركة)، ثم يمضي لبيته نظيفاً وأنيقاً ومعطراً، وكأنه كان في سفرة مدرسية، أو كأنه ذاهب الى حفلة ساهرة في نادي الصيد.. إنما هو يمضي أنيقاً ويعود محمولاً على نقالة الشرف مثخناً بجراح الكرامة.. وحيدر شكور ليس من نوع المراسلين التلفزيونيين الذين يجرون مقابلاتهم مع القادة والآمرين في (الخطوط الخلفية)، ويدعون أنهم أجروها في الحافات الأمامية الملتهبة مع العدو..!!
 وهو أيضاً لايفعل كما يفعل بعض مراسلي (آخر وكت)، من الذين يرسلون تقاريرهم (الحربية جداً) من سوگ الغزل، ويدعون إنها من سوگ بيجي، أو من خلف ملوية سامراء، أو من أزقة شارع ستين الخطير، في الفلوجة الخطيرة..
 وحيدر شكور لا يصور بكامرته حمايات المسؤولين العسكريين في بيوت القادة والآمرين أو في دور إستراحاتهم، فيقول أنهم جنود في سرية أو فوج من المقاتلين الخارجين تواً من لهيب المعركة.. بينما هم في الحقيقة لم يروا الفلوجة، أو بيجي، أو جرف الصخر، أو  ضواحي تكريت إلاَّ في نشرة الأخبار التلفزيونية.. لأن نصف هؤلاء الجنود من (الفضائيين) والنصف الآخر من الذين (يفيكون بروس الفقره) في شوارع بغداد، وهم يطلقون العيارات النارية في الإزدحامات لفسح المجال لموكب السيد القائد.. وشكور حتماً لا يحاكي أحداً من هؤلاء القادة في منتجعاتهم الفاخرة، ثم يزف البشرى للمواطنين الكرام لحصوله على سبق تنفرد به قناته يتمثل بقتل 11 ألف من العدو وأسر 70 ألف منه، بينما  الحقيقة أن هذا (الزميل) لم يعبر  جسر الخر!!
   حيدر شكور نموذج آخر في عالم الإعلام الحربي، نموذج مختلف جداَ وهذا لا يعني طعناً بحقوق الزملاء الآخرين.. فقد رأيت في قناة آفاق مراسلين لا يقلون بسالة وشجاعة عن شكور، لكن لحيدر خصوصية في هذا الموضوع، وهي أنه لم يتوقف قط عند تحرير منطقة ما، ولا في سقوط منطقة أو قاطع بيد العدو.. فالرجل لا يعرف التراجع، ولا التوقف، وكأن سره قد دفن في أرض معركة.. فما عرفت هذا الفتى إلاَّ وهو في مقدمتها دائماً.. سواء أكانت المعارك في الفلوجة أم بيجي أم سامراء أم تكريت..! او في أي مكان خطير تُشم في أرضه رائحة للإستشهاد. إن حيدر شكور الصادق والنقي والأمين والشجاع الباسل، والوطني الغيور والفدائي المدهش بات اليوم إعجوبة في عالم الإعلام، ودليلي على ذلك ما سمعته من لسانه قبل ثلاثة أيام وليس من لسان غيره، فقد كنت في زيارة له في المشفى الذي يعالج فيه بصحبة الزميل والصديق العزيز محمد الحمد مديرعام قناة آفاق، وقد سبقنا الى هناك الدكتور علي الشلاه، والأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط، مع حشد من الزملاء والمحبين، وقد قالها "حيدوري" بصوته المجروح بشظايا الجبناء: سأعود للمعركة قريباً بإذن الله!!
 لقد قالها لنا حيدر بثقة وإيمان عميقين، رغم أنه كان يعلم أن الأطباء قد رفعوا له (الطحال) قبل ساعات، وإن شظايا خطيرة أخرى تتوزع على جسده الفتي.. لكنه جنون حيدر شكور الوطني!!
ألم أقل لكم أن هذا الفتى مجنون.. ونموذج فريد في الإعلام المرئي؟! 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/09



كتابة تعليق لموضوع : المجنون حيدر شكور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net