صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

وزارة النفط، إنتظرت طويلاً...!
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 العلم والعمل، عاملان أساسيان في نجاح الشخص، وإبداعه في ما ينتجه من أشياء، أضف إليهما ثالثهما، وهي الأداة أو الوسيلة التي من خلالها يتم ترجمة العلم إلى عمل.
   يقول أبوحامد الغزالي:" العلم بلا عملٍ جنون، والعملُ بلا علمٍ لا يكون"، لذلك يُتهم أغلب العباقرة بالجنون، لأنهم لا يجدون الأداة، التي تمكنهم من ترجمة أفكارهم إلى واقع يستفيد منه الناس، فيلجأ بعضهم إلى كتابة أفكاره وتدوينها، لعلها تجد من يمتلك الأداة لتطبيقها، وينزوي بعضهم الآخر بعيداً، عن مجتمعٍ جاحدٍ له ولأفكاره.
   بعد تتبعي للسيرة الذاتية لشخص وزير النفط في الحكومة الجديدة السيد(عادل عبد المهدي)، وجدته حاصل على شهادة في الإقتصاد السياسي، مما منحهُ بُعداً معرفياً فريداً بين ساسة هذا الزمن، الذي تصدى فيه الجهلة للشأن الإقتصادي، فضلاً عن تصديهم للشأن السياسي، وللرجل تاريخ فكري نضالي سياسي جيد، فقد دخل السجن وحكم عليه بالإعدام، وتعرض لعدة محاولات إغتيال.
   لعائلة السيد عادل عبد المهدي تاريخ سياسي علمي إجتماعي، ولكن كما قال الشاعر(ليس الفتى من قال كان أبي.....بل الفتى من قال ها أنا ذا)، فقد صنع عبد المهدي تاريخه بنفسه، ولقد بدأ نضاله السياسي منذ خمسينيات القرن الماضي، وصولاً إلى يومنا هذا، حيثُ لم يُنصف هذا الرجل أبداً، فمثله لا يستطيع التعامل مع حكومة يرأسها المالكي، تعتمد على الفاشلين والفاسدين، بالأضافة إلى المنهج الحكومي الذي إعتمد التفرد بالسلطة، وإتخاذ قرارات وقتية أوصلتنا إلى الضياع السياسي والإقتصادي.
   عندما تسلم عبد المهدي وزارة المالية، ولمدة 10 أشهر فقط، من حزيران 2004 إلى نيسان 2005 ، تمكن من إطفاء 80% من ديون العراق، حيث قاد الملف العراقي للديون وتوصل لأتفاق"نادي باريس"، فضلاً عما ذكرنا، يمتلك عبد المهدي كثيراً من الميزات الأخرى منها مقبوليته بين السياسيين العراقيين، ودول العالم(العربية والأجنبية)،  وكذلك تمكنه من التحدث باللغات الرئيسية(الانكليزية والفرنسية).
   لكن حكومة(مختار العصر)، سحبت من هذا العالم العامل الأداة، لتشُلَّ حركته، وتوقف مسيرته، وللأسف الشديد تمكنت هذه الحكومة الفاشلة، من شل حركة عبد المهدي، مما إضطره أن يلجأ إلى وسائل الإعلام، ليبث أفكاره، وحلوله للمشكلات السياسية والإقتصادية، للخروج من الأزمات التي أوقعتنا بها حكومة(مختار العصر!)، ولكنه حورب حتى في هذا!
   بعد التغيير، يجب إستثمار طاقات عبد المهدي، وحنكته السياسية وخبرته الأقتصادية، من قِبل الحكومة الجديد، وأن يأخذ دوره الريادي للنهوض بواقعنا؛ يكفينا تحكم الجهلة، وليأخذ ذووا الإختصاص دورهم.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/08



كتابة تعليق لموضوع : وزارة النفط، إنتظرت طويلاً...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net