صفحة الكاتب : صالح المحنه

المشهدُ الأخير من طفِّ كربلاء ...النطقُ بالحكم
صالح المحنه

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قُتِلَ الأهلُ والأصحابُ.. ولم يبق إلاّ وارث الأنبياء ... شامخاَ في طفِّ كربلاء ...يُلقي الحجةَ تلوَ الحجةِ على أولئك الأشقياء ...الذين عُميت أبصارُهم وبصيرتُهم عن الحقِّ وإتّباع الهدى ... ظلَّ ناصحاً فيهم وإليهم.. رغم إجرامهم وبغيهم عليه ... وقتلهم  أهل بيته الأتقياء ...واصحابه النجباء ... تلك هي رسالتهُ وأهدافُ نهضتهِ ...فقلبُه المحمّدي ونفسُه العلويّة الكبيرة ووراثتُه للنبوةِ بكلِّ معانيها... ألقتْ على كاهلِهِ مسؤوليةَ النصحِ للأمة.. برّها وفاجرها ...فما توقّفَ عن دعوتِهم للتوبةِ حتى اللحظاتِ الأخيرةِ من حياتِه الشريفة  ... دعاهم دعاءَ الرسولِ المخلص لربهِ ودعوتهِ ...دعاء  الإمام ِالمشفقِ على رعيتهِ ..يخاطبهم وعيناه تارة ترمق الأجساد الزواكي المقطّعة...وتارة أخرى ترمق الأطفال والنساء  يلوذ بعضهم ببعض من شدّة الفاجعة....حاججهم بكتاب الله وسنّة نبيّه .. ياقوم إن بيني وبينكم كتاب الله وسنة جدي رسول الله.. سألهم عن السبب الذي أقدمهم على قتله، قالوا: طاعة للأمير عبيد الله بن زياد ..تلك هي الطامّة الكبرى ..طاعة لعبيد الله وليس لغيره !!! وهم يعلمون علم اليقين أن الذي يقف أمامهم ويخاطبهم هو الحسين بن علي بن أبي طالب ... الإمام المعصوم ..وجلّهم قد سمع قول جدّه رسول الله فيه .. حسين مني وأنا من حسين... والحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا.. ومع ذلك يؤثرون عليه طاعة عبيد الله بن زياد الذي لايعرف نسب أبيه ! بعد أن سمع الإمام منهم هذه الإجابة أسدل الستار دون أي املٍ بهدايتهم  مع إنه عارفٌ ذلك آنفا ... لكنّه قابلهم بصبر الأنبياء وحلم الأوصياء ...فقابلوه  بكفرهم  وتعنّتهم ...وقرّروا أن يوصدوا أبواب الرحمة دونهم ويفتحوا أبواب جهنم عليهم ! فبعد أن يئسَ الأمامُ منهم ..قال لهم.. تباً لكم أيتها الجماعة وترحاً .....الى أن يقول لهم.. أجل والله غدرٌ فيكم قديم وشجت عليه إصولكم ..وتأزرت عليه فروعكم ..فكنتم اخبث ثمر .. وشجى للناظر .. وأكلة للغاصب ..ألا وأن الدعيّ بن الدعيّ قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة وهيهات منا الذلة ...ويستمر بتوبيخهم...الى أن يتلوا عليهم قوله تعالى ( واتل عليهم نبا نوح اذ قال لقومه يا قوم ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بايات الله فعلى الله توكلت فاجمعوا امركم وشركاءكم ثم لا يكن امركم عليكم غمّة ثم اقضوا الي ولا تنظرون ) ..إني توكلت على الله ربي وربكم ومامن دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم....ثمّ رمق السماء بعينيه ورفع  شكواه الى الحاكم المطلق قائلاً...اللهم أحبس عنهم قطر السماء وأبعث عليهم سنين كسني يوسف ...الى آخر فقرات الدعاء ....شكوى تهد الجبال بثقل كلماتها ختم بها سيد الشهداء ووريث الأنبياء مرافعته   ضد الأمّة التي خذلته وسفكت دمّه ودم اهل بيته والثلّة المؤمنة من أصحابه... وإنتهكت حرمة رسول الله (ص) ..
ففتحت له السماءُ أبوابًها وأستجابت دعوته وقرّرالحاكم المطلق مايلي:
" بسم الله الرحمن الرحيم"
1 (وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاؤوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها الم ياتكم رسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ).
( الآية 71 من السورة 39---سورة الزمر )
" الكافرون هم .. يزيد وجيشه  وآباءه ومن تبعه ورضي بفعله ومن أسس الظلم الى يوم يبعثون .."
2 ( وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى اذا جاؤوها وفتحت ابوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين )
( الآية 73 من السورة 39-سورة الزمر)
" الخالدون هم .. الحسين وأهل بيته وأصحابه ومن تبعهم وسار على نهجهم الى يوم يبعثون ".
فسلام على الخالدين الحسين  وأهل بيته وأصحابه ومن سار على نهجهم ..ولعن الله الكافرين يزيدا وأتباعه وآباءه ومن رضي بفعلهم وسار على نهجهم الى يوم يبعثون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/04



كتابة تعليق لموضوع : المشهدُ الأخير من طفِّ كربلاء ...النطقُ بالحكم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net