صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

في ذكرى وعد بلفور مؤامرات متلاحقة تستهدفنا ؟؟ "
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بالبداية،، هذه الحقائق موجهة لعقول أبناء هذه الامة حتى يستطيعو أن يستوعبو حقيقة الفوضى التي نعيشها اليوم وان يحكمو عليها وفق تصور "مؤامراتي" فالغرب المتصهين والذي تديره اليوم مافيات ماسونية متصهينة،، كان ومازأل وسيبقى،، يستهدف منطقتنا وشعوبها وثرواتها وحضارتها وعقيدتنا ألاسلامية بشكل خاص والمسيحية الشرقية بشكل عام,,،، ومن هنا علينا جميعآ كمسلمين و مسيحيين عرب ،، أن نفهم حقيقة واقعنا المعاش كماهو،، والعذر موجود هنا للجميع أقر بذلك،، فقد اختلطت علينا الاحداث ولم نعد نعرف أين مصلحتنا ومن عدونا ومن صديقنا،، ولكن بهذه المرحلة تحديدآ فقد جاء زمن سقوط ألاقنعة وتبيأن الحقائق،،
 
فلقد كانت اتفاقية سايكس - بيكو - سازانوف عام 1916، اول طعنه وأول مؤامره تلقاها العرب ساهمت بتقسيم كيانهم الجغرافي والديمغرافي فقد كانت تفاهمآ سريآ بين فرنسا والمملكة المتحدة و بمصا دقة من الإمبرا طورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى وبموجب هذه الاتفاقيه فقد حصلت فرنسا الاستعماريه على سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق،، أما بريطانيا فأمتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالإتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا،،،

ولاحقآ لاتفاق سايكس  -بيكو –سازانوف ,,صدر وعد بلفور أو تصريح بلفور وهو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين,,,ويقول نص الرسالة المرسل :
 
"وزارة الخارجية:
في الثاني من نوفمبر / تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد :
يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر ".
وسأكون ممتنآ إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا التصريح.
المخلص
آرثر جيمس بلفور",,,
 
 

ولاحقآ لهذا الوعد وبعد أنكشاف مخطط سايكس –بيكو  بعدالثوره الروسية وتكشف هذه الوثائق وهذه المخططات وظهورها للعيان، وتخفيفا للإحراج الذي أصيب به الفرنسيون والبريطانيون بعد كشف هذه الاتفاقية ووعد بلفور، صدر كتاب تشرشل الأبيض سنة 1922 ليوضح بلهجة مخففة أغراض السيطرة البريطانية على فلسطين. إلا أن محتوى اتفاقية سايكس - بيكو تم التأكيد عليه مجددا في مؤتمر سان ريمو عام 1920 بعدها، أقر مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب على المنا طق المعنية في 24 حزيران 1922 لإرضاء أتاتورك واستكمالا لمخطط تقسيم وإضعاف سورية، عقدت في 1923 اتفاقية جديدة عرفت باسم معاهدة لوزان لتعديل الحدود التي أقرت في معاهدة سيفرو تم بموجب معاهدة لوزان التنازل عن الأقاليم السورية الشمالية لتركيا الأتاتوركية إضافة إلى بعض المناطق التي كانت قد أعطيت لليونان في المعاهدة السابقة،،،

ولقد قسمت هذه الاتفاقية وما تبعها سورية الكبرى أو المشرق العربي إلى دول وكيانات سياسية كرست الحدود المرسومة على الاقل لليوم الذي أكتب فيه هذا المقال،،،
 

هنا أنتهت المرحلة الاولى والشق الاول من المؤامره على الشعوب العربية  من هذا المخطط الذي يستهدف الجغرافيا العربيه،،،

فبعد انتهاء المرحلة الاولى من هذا المخطط الذي يضمن الامن والامان للكيان الصهيوني المسخ وبعد زراعة الكثير من الانظمه الوظيفية و "أذناب الاستعمار" لتحكم كل منها بعض أقطار العربية و لتؤسس هذه الأنظمه فيما بعد كجزء من دورها الوظيفي لحاله ستتعمق بالمستقبل وهي تمزيق الديمغرافيا المكونه للمجتمعات العربيه وتشكيل حاله واسعه من التناقضات التي ستكون نواه فيما بعد لحالة التقسيم الجديده للكيانات الجديده التي ستفصل عن بعضها البعض في المستقبل لتشكل "ثلاثه وخمسون" كيان عرقي وديني ومذهبي وطائفي وهنا كانت المؤامره الثانيه،،،،

وبالفعل قام بعض هؤلاء "الزعماء" بتأدية المهمام  الموكلة اليهم بكل كفاءه وفقآ لاوأمر مشغليهم وسيدهم الصهيو- امريكي وبالفعل تم أشعال فتيل التناقضات المذهبية والعرقية والدينية بالكثير من ألاقطار العربية،،

اليوم وبعد نجاح هذا المخطط وهذه المشاريع وفق رؤية صناع القرار الأمريكي الجد د وهؤلاء من يخططون ويدرسون الخطط على الأرض ويتنبؤون بالنتائج ثم ينفذون على الأرض هذه المخططات، وعلى رأس هؤلاء "دينيس روس" المستشار في "معهد واشنطن" وهو المهندس الخفي لسر غزو العراق والمؤرخ الأميركي "دافيد فرومكين" وهو مهندس احتلال أفغانستان ومروج نظرية "صراع الحضارات" وتأثيرها على أمريكا، والباحثان "كينيث بولاك ودانييل بايمان"، وهما يعتبران من أعمدة البيت الأبيض لرسم وبناء سيناريوهات التخطيط للمستقبل الأمريكي وشكل العالم الجديد بعد ما يسمى بحصد نتائج "الربيع العربي "وضبط فكرة" صراع الحضارات "ضمن مفهوم التبعية لأمريكا، هؤلاء جميعا اتفقو من خلال دراسة معمقه قامو بها أن هذه الفترة الحرجة من عمر ألامة الاسلامية  والعربية هي الفترة الأنسب والوقت المناسب للانقضاض على العرب والمسلمين وبلدانهم وشعوبهم الهشة وتقسيمها إلى دويلات عرقية وديمغرافية ويشاركهم بكل ذلك المخططان الاستراتيجيان الصهيونيان برنارد لويس وبريجنسكي  ونوح فيلدمان، ويلقى هذا الموضوع رواجا كبيرا الآن في أجنحة وأروقة البيت الأبيض الذي تحكمه وتديره مافيا صهيو -ماسونيه قذره،،،

وهنا يقول عراب الصهيونيه الامريكي برنارد لويس في أحدى مقالاته المنشوره قبل مايقارب الثلاث عقود من الان شارحآ عن طبيعة الغزو المستقبلي الصهيو امريكي للمنطقه العربيه ويقول فيها "إن الحل السليم للتعامل مع العرب المسلمين هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان،،،،

و إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلي وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، فنحن نضمن أن عملائنا أنجزو كل شيء ولم يبقى علينا الا التنفيذ الان، ولذلك يجب تضييق الخناق علي هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها،،، التي أسس لها حكامهم،، لذلك اليوم يجب أن تغزوها أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة الاسلاميه فيها "

ولمن لايعرف من هو "برنارد لويس" ،، فبرنارد لويس ... مستشرق امريكي الجنسية، بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء فقد اوصلته جماعات اللوبي الصهيوني في امريكا ليكون مستشارا لوزير الدفاع لشئون الشرق الأوسط. وهناك أسس فكرة تفكيك البلاد العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضا، وهو الذى ابتدع مبررات غزو العراق وأفغانستان،،،،

الان وبعد قرأة هذه الحقائق وهذه المراجع الموثقة تاريخيآ نستطيع أن نفهم بعض الحقائق التي تعطينا تفاصيل واضحة لحقيقة واقعنا المعاش اليوم،، فالهدف اليوم للكيان الصهيوني المسخ والذي هو بالطبع أداة من أدوات الغرب الصهيوني الماسوني الذي تحكمه اليوم القوى المسيحية المتصهينة بكل ما تحملة من تجليات متطرفة هذه القوى،، فهدف الصهاينة اليوم هو تأمين كيانهم المسخ "المدعو بدولة اسرائيل" بالمنطقة وتوسيع نفوذها الى أقرب نقطة تقدر من خلالها أن تكون هي السيد المطاع لمجموع "ثلاث وخمسون" كيان عرقي ومذهبي وديني تسعى الان وبالتعاون مع بعض المستعربين والمتأسلمين لتاسيسها بهذه المنطقة ،،،،

وبالنهاية ,,فالوقائع على الارض اليوم للأسف تقول أننا نسيركعرب للأسف بطريق أنجاز فصول هذا المشروع على أرض الواقع لتحقيق مقولة بني صهيون "حدودكي يااسرائيل من الفرات الى النيل" فهل من صحوه أسلامية اليوم ولو متأخره ؟؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/04



كتابة تعليق لموضوع : في ذكرى وعد بلفور مؤامرات متلاحقة تستهدفنا ؟؟ "
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net