صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

من حل هذه المجاز بسم الدين؟!!!
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المقدمة|
ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية، وغيرها من التكفير والتفجير، وما ينشأ عنه من سفك الدماء ، وتخريب المنشآت، ونظراً إلى خطورة هذا الأمر، وما يترتب عليه من إزهاق أرواح بريئة ؛ وإتلاف أموال معصومة ، وإخافة للناس ، وزعزعة لأمْنهم واستقرارهم أرجو من هيئة كبار علماء المسلمين من الطرفين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة وأصحاب الشهادتين جميعاً أن يوضح فيه حكم ذلك نصحاً لله ، ولعباده ، وإبراء للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لدى من اشتبه عليه الأمر في ذلك، فنقول وبالله التوفيق :

وحسب ما افهم أن التكفير حكم شرعي، مرده إلى الله ورسوله، فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله، فكذلك التكفير، وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل، يكون كفراً أكبر مخرجاً عن الملة ...

ولَمَّا كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله ؛ لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة ، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن، لِمَا يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة، وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات، مع أن ما يترتب عليها أقل مِمَّا يترتب على التكفير، فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات؛ ولذلك حذر النبي - صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر، فقال: (( أيُّمَا امرئ قال لأخيه: يا كافر ، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال؛ وإلا رجعت عليه))[ رواه البخاري في صحيحه(7/127رقم6104) وأكتفي بهذا وأرجو العلماء الاعلام أن يوضحوا هذا للامة ويقفون هذه المجاز والمآسي التي ذهب ضحيتها مئات الآلف لحد اليوم ومازل ....

بسم الله الرحمن الرحيم

(مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)المائدة /32 .

(وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا* وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) النساء/29 ـ 30  .

(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) البقرة/61 .

(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء/93 .

(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) هود/88 .
اتفقت مصادر التشريع الإسلامي على حرمة دم الإنسان بصورة عامة وحرمة دم المسلم بصورة خاصة ونزلت آيات السماء تترى بعضها اثر بعضها يحملها الأمين جبريل لتنزل على صدر سيد الكائنات محمد بن عبد الله تشدد على حرمة دم الإنسان لكونه قيمة عليا ( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ).
ولم يكن دم الإنسان وحده مصان من عبث العابثين بل ان الإنسان بمجمله وما يتعلق به من حقوق وممتلكات مصانة في شريعة الله سبحانه. فلقد جاء الإسلام ليرفع من شان الإنسان ويرفع من مكانته ويحفظ له كرامته وحقه بالحياة و يضمن له الحياة الحرة الكريمة، فلم يأذن الشارع الإسلامي لأحدٍ ان يسخر من احد ولم يسمح بالانتقاص من كرامته بل الإنسان مصان الكرامة في غيبه فلا يحق لأحد ان يغتابه بأي كلمة ( يا أيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خير منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكونوا خير منهن )، ناهيك عن حرمة الممتلكات الخاصة ومهما كان انتماء الديني لأصحاب تلك الممتلكات فلم يفرق الشارع الإسلامي في رؤيته للإنسان ما بين مسلم ومسيحي أو يهودي أو صابئي فهو لم يسمح بسرقة أموال اليهود ولا سبي نسائهم ولا حتى الاعتداء عليهم ما لم يسبقوهم هم بالاعتداء، و الأمر ينطبق على الديانات الأخرى وما وقع من حرمات على المسلمين يقع ايضاً على الأقليات الدينية الأخرى التي تحظى بحماية المجتمع الإسلامي. بل ويتوجب على المجتمع الإسلامي ذو الأغلبية ان يدافع عن حقوق الأقليات الدينية الأخرى فقد ورد عن النبي قال: " الا من قتل نفساً معاهدة له ذمة الله وذمة رسوله فقد اخفر بذمة الله، فلا يُرَح رائحة الجنة، وان ريحها ليوجد على مسيرة سبعين خريفاً ".
الرغبةُ في التوسُّع والبقاء، وحب الغلبة والاستعلاء تدعُوَان بني البشر إلى المُزاحَفَة والمُحارَبة، والتصارع والتنازل، والتسلُّح والإعداد، وما بين الشروع في العَدَاء والتعدِّي في الاستعداء فصولٌ لا تنتهي لهتك الدماء المعصومة، وإزهاقها، واستباحتها، وانتهاك كرامتها، والتجرُّؤ على حُرمتها .

أما الإسلام فقد عظَّم شأن الدماء، وحرَّم قتل النفس المعصومة بغير حقٍّ، قال - جلَّ في عُلاه -: وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [الإسراء: 33 ].

وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه  وآله وسلم -: «لا تُقتل نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كِفلٌ من دمها؛ لأنه أول من سنَّ القتل»؛ متفق عليه .

وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه  وآله وسلم -: «لا يزال المؤمن في فُسحةٍ من دينه ما لم يُصِب دمًا حرامًا»؛ أخرجه البخاري .

وقال ابن عمر - رضي الله عنهما -: "إن من ورَطَات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها: سفك الدم الحرام بغير حِلِّه"؛ أخرجه البخاري .

وحرَّمَت الشريعةُ  الإسلامية  :

القتل بغير حقٍّ جريمةٌ مُزلزِلة، وخطيئةٌ مُروِّعة، سواءٌ كان المقتول من أهل المِلَّة، أم كان من أهل العهد والذِّمَّة؛ فعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «لَزوال الدنيا أهونُ على الله من قتل مؤمنٍ بغير حقٍّ»؛ أخرجه ابن ماجه .

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: << من قتل مُعاهَدًا لم يرَحْ رائحةَ الجنة، وإن رِيحها يوجد من مسيرة أربعين عامًا»؛ أخرجه البخاري. وعند النسائي: «من قتل قتيلاً من أهل الذِّمَّة لم يجِد ريح الجنة >>.

وأهل الذِّمَّة في ديار الإسلام لهم ذِمَّةٌ وعهدٌ وحقوق، وعليهم عهودٌ وواجباتٌ وشروط، ومن أخلَّ منهم بشيءٍ من ذلك، أو فعل ما يُوجِبُ نقضَ عهده، وحِلَّ دمه وماله، أو ما يُوجِبُ عقوبَته لم يكن لأحدٍ من الناس أن يتولَّى ذلك بنفسه، كما هو الحال في شأن المسلم إذا أتى ما يُوجِب عقوبته؛ بل مُنتهى ذلك إلى ولاة أمور المسلمين الذين لهم الإمامة العُظمى، والولاية العامة، والحكم والسلطان على ما تقتضيه مصلحة الدين والإسلام .

ومن هذا يظهر بجلاءٍ: أن الاعتداء الذي استهدَفَ كنيسةً للأقباط في مصر  وكنيسة في بغدا وكنيسة في الموصل وهدمة أيضا وفي سوريا أيضا أعتدى عليهم وعلى متعبدين من النصارى وهم  يتعبَّدون فيها عملٌ إجراميٌّ وظلمٌ وعدوان تُحرِّمُه الشريعةُ الإسلاميةُ ولا تُقِرُّه، وهو قتلٌ للنفوس المعصومة المُحرَّمة بغير حقٍّ، وعملٌ إرهابيٌّ يُناقِضُ روح الإسلام ومبادئه التي قامت على العدل ومعاني الرحمة والوفاء بالعهود ونبذ الظلم والبغي والعُدوان .. وخصوص دماء أخواني الايزيدين الذين قتلوا شر قتل هم والشبك والاكراد وحتى اليوم من عرب الانبار من عشائر البو نمر وغيرهم وكل هذا العدوان يعود لآل سعود وقطر وبعض علماء السوء المنحرفين الين يشترون بآيات الله ثمن قليل...

أن القتل بغير حقٍّ جريمةٌ مُزلزِلة، وخطيئةٌ مُروِّعة، سواءٌ كان المقتول من أهل المِلَّة، أم كان من أهل العهد والذِّمَّة؛ روي عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: << لَزوال الدنيا أهونُ على الله من قتل مؤمنٍ بغير حقٍّ >>؛ أخرجه ابن ماجه .

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: << من قتل مُعاهَدًا لم يرَحْ رائحةَ الجنة، وإن رِيحها يوجد من مسيرة أربعين عامًا>> ؛ أخرجه البخاري. وعند النسائي: << من قتل قتيلاً من أهل الذِّمَّة لم يجِد ريح الجنة >> .

وأهل الذِّمَّة في ديار الإسلام لهم ذِمَّةٌ وعهدٌ وحقوق، وعليهم عهودٌ وواجباتٌ وشروط، ومن أخلَّ منهم بشيءٍ من ذلك، أو فعل ما يُوجِبُ نقضَ عهده، وحِلَّ دمه وماله، أو ما يُوجِبُ عقوبَته لم يكن لأحدٍ من الناس أن يتولَّى ذلك بنفسه، كما هو الحال في شأن المسلم إذا أتى ما يُوجِب عقوبته؛ بل مُنتهى ذلك إلى ولاة أمور المسلمين الذين لهم الإمامة العُظمى، والولاية العامة، والحكم والسلطان على ما تقتضيه مصلحة الدين والإسلام .

ومن هذا يظهر بجلاءٍ: أن الاعتداء الذي استهدَفَ كنيسةً للأقباط في مصر  وفي بغداد والموصل هدم كنائس وفي سوريا وأن المؤمنين من ابناءها النصارى كانوا  يتعبَّدون فيها أن هذا عمل إجراميٌّ وظلمٌ وعدوان تُحرِّمُه الشريعةُ الإسلاميةُ ولا تُقِرُّه، وهو قتلٌ للنفوس المعصومة المُحرَّمة بغير حقٍّ، وعملٌ إرهابيٌّ يُناقِضُ روح الإسلام ومبادئه التي قامت على العدل ومعاني الرحمة والوفاء بالعهود ونبذ الظلم والبغي والعُدوان ...

كما جاء في رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين (عليه السلام)  يروي الصدوق، الشيخ الصدوق ت 381، من لا يحضره الفقيه ( مؤسسة الاعلمي للمطبوعات: بيروت – لبنان ) ط1، 1426هـ - 2005 م ص 427.

وحق الذمة أن تقبل منهم ما قبل الله عز وجل منهم، ولا تظلمهم ما وفوا لله عز وجل بعهده " وفي كتاب عباس، قاسم خضير، الإمام علي رائد العدالة الاجتماعية ( دار الأضواء: بيروت – لبنان ) ط1، ص 6. وفي تطبيق عملي لهذه الأساسيات ما ورد في هذه القصة فقد مر شيخ كبير يسأل، فقال أمير المؤمنين ( علي بن ابي طالب عليه السلام ): ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين نصراني، فقال (عليه السلام ): استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه انفقوا عليه من بيت المال . وبذلك خصص الإمام علي راتباً تقاعدياً لهذه الشخص الذمي من بيت مال المسلمين اذ لم يكن هناك فرقاً بين المسلم والذمي في هذا الأمر .

وبلغه ايضاً ان ظلماً لحق بامراة مسلمة ومعاهدة فقال " وفي كتاب المغربي القاضي النعمان، شرح الأخبار،ج2،ص 75 .

 لو إن امرءاً مسلماً مات من دون هذا أسفا ما كان عندي ملوما، بل كان عندي جديرا، يا عجبا " .

لقد جاء الرسول الكريم محمد يحمل رسالة السماء السمحاء رحمة للعالمين في زمن انتهكت فيه كرامة الإنسان واتسع نطاق القتل إلى ابعد مداه حيث كانت القبائل الجاهلية يغير بعضها على بعض وينهب بعضها بعضا وينهش بعضهم لحوم بعض وكان احدهم يفتخر بقتله الأعداد الوفيرة من أبناء تلك القبائل ويتباهى بسلبه للأموال وانتهاك المحارم والاعتداء على ممتلكات الآخرين. فجاء الرسول الكريم ليضع حداً لانتهاك حقوق الإنسان وليبلغه مأمنه في دار الإسلام، فوقف معلناً وصوته يدوي على مسامع البشرية " المسلم من سلم الناس من لسانه ويده " وتنزل ايات الله يتلوها المسلمون على مسامع البشرية ( ان الله يأمر بالعدل والاحسان إيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تتقون ).

 أخوتي بقدر ما نال العالم من التقدم والمعرفة بقدر ما أوغل في العنف والوحشية
والصِّدَام والنزاعات والعصبية والحروب، في خريطةٍ غابَ العقلُ عنها، وتلاشَت قِيَم التسامُح فيها، وتضاءَلت فرصُ التعايُش السلميّ عليها، وليس غير الشرع الحق والعدل والعقل والإنصاف والحوار وحسن الجوار طريقًا يُصار إليه كي يُلجَم التعصُّب المقيت، والتمييز البغيض، والهمجيَّة والوحشية، ويعيش الناسُ في سلامٍ وأمان، وتُحفَظ عليهم دماؤهم وأعراضُهم، وأموالُهم وأوطانهم .

وتلك مسؤوليةٌ تُناطُ بالقادة والسَّاسة وأهل الكلمة والنفوذ في العالم؛ بيْدَ أن من لم يتجرَّد للحق، ولم يتعالَ على حظوظ النفس، وحب السيطرة، وفرض الهيمنة، ولم يستطع أن يكبِت آثار العداء الكامِن؛ فلن يُرتَجَى منه أ يُحقِّق للعالم سلامًا ولا للناس أمانًا .

ومصير الخلق إلى الله لا إلى العباد، ولن يُفلِت ظالمٌ من عقاب، ولا قاتلٌ من حساب، وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [يوسف: 21 ].

وجاء عن محمد بن علي بن الحسين (الباقر عليه السلام):" اول ما يحكم يوم القيامة فهو حق بنى آدم فيوقف بنى آدم فيفصل بينهم ثم الذين يلونهم من اصحاب الدماء حتى لا يبقى منهم أحد ثم الناس بعد ذلك فيأتى المقتول قاتله يشخب دمه في وجهه فيقول هذا قتلني فيقول انت قاتله ولا يستطيع ان يكتم الله حديثا ".
ابغض خلق الله الى الله سبحانه " مطلب دم امرئ بغير حق ليسفكه دون وجه حق، فقد روى عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:- " ابغض الناس على الله ثلاث، ملحدٌ في الحرم، مبتغ في الاسلام سنة جاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه "، وعن الصادق (عليه السلام)، " ان اعتى الناس على الله من قتل غير قاتله ومن ضرب غير ضاربه " . وجاء في مسند الإمام احمد " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ قَتَلَ فِي حَرَمِ اللَّهِ أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ أَوْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ "   وثبت عن النبي قوله " لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً. وفي رواية أخرى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ مُعْنِقًا – طويل العنق - صَالِحًا مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا فَإِذَا أَصَابَ دَمًا حَرَامًا بَلَّحَ ". وفي سنن ابي داود،ح 6259، ص 873 .

ونهى النبي (صلى الله عليه وآله) ان تصبر الروح وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله  وَسَلَّمَ عَنْ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْبَهَائِمِ . سنن أبي داود -  ج 7 / ص 113)ح2199 ; الكافي - الشيخ الكليني ج 6،ص 553 .

ولننظر الى رفق النبي الاكرم بهذه الحيوانات فعن عبد الرحمن بن عبد الله عن ابيه قال: كنا مع رسول الله في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حمَّرة معها فرخان فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمَّرة فجعلت تعرِّش ( تُفرِّش ) فجاء النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : " من فجع هذه بولدها ردوا ولدها اليها "

ومرّ النبي (صلى الله عليه وآله ) على حمار قد وسم في وجهه فقال: لعن الله من وسمه . سنن أبي داود - (ج 13 / ص 300 )..

ونهى النبي الاكرم عن سب الديك   لقوله (صلى الله عليه وآله)" لَا تَسُبُّوا الدِّيكَ فَإِنَّهُ يُوقِظُ لِلصَّلَاة ِ".  ويروي في كتاب دعائم الإسلام - القاضي النعمان المغربي( ج 1، ص 347 ). وعن علي بن ابي طالب (عليه السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال: يجب للدابة على صاحبها ست خصال، يبدأ بعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مر به، ولا يضربها إلا على حق، ولا يحملها ما لا تطيق عليه، ولا يكلفها من السير ما لا تقدر عليه، ولا يقف عليها فواقا.

أمام هذه الأحاديث الشريفة في حقوق الحيوان أقف مندهشاً حين ارى مسلماً ينتهك حرمة الإنسان والحيوان معاً ويسترخص الدماء ويروي في الصحاح  ـ صحيح البخاري - (ج 18 / ص 400) ح 5535 ; سنن الترمذي - (ج 12 / ص 240) ح 3703 ; المعجم الكبير للطبراني - (ج 3 / ص 209) ح 2815 .

أيا كان مصدرها، ولا عجب ان نرى هذه الابتسامة الحزينة من فم عبد الله بن عمر حين جاء جماعة يستفتوه في دم البعوض فسألهم من اين انتم؟، فأجابوه نحن من العراق! فالتفت الى أصحابه وقال: يسألوني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله!!.

وعن أيوب بن نوح، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (خمسة لا تطفأ نيرانهم ولا تموت أبدانهم: رجل أشرك، ورجل عق والديه، ورجل سعى بأخيه إلى السلطان فقتله، ورجل قتل نفساً بغير نفس، ورجل أذنب ذنباً وحمل ذنبه على الله عز وجل ).

وعن بعض أصحاب الإمام قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام)، عن قول الله عز وجل: (من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً) (المائدة: 32 ).

قال: (له في النار مقعد إن قتل الناس جميعاً لم يرد إلا ذلك المقعد ).

أقول: مع وضوح أن عذابه أشد كما يأتي وهذا لإفادة أن قتل إنسان واحد ليس أمراً هيّناً .

عن حمران قال: قلت لأبي جعفر في معنى قول الله عز وجل: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) المائدة...

قال: قلت: كيف كأنما قتل الناس جميعاً، فربما قتل واحداً؟ فقال (عليه السلام): (يوضع في موضع من جهنم إليه ينتهي شدة عذاب أهلها لو قتل الناس جميعاً لكان إنما يدخل ذلك المكان)، قلت: قتل آخر؟ قال (عليه السلام): (يضاعف عليه ).

وعن أبي أسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله : إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقف بمنى حين قضى مناسكها في حجة الوداع (إلى أن قال

فقال: أي يوم أعظم حرمة؟

فقالوا: هذا اليوم .

فقال: أي شهر أعظم حرمة؟

فقالوا: هذا الشهر .

قال: فأي بلد أعظم حرمة؟

فقالوا: هذا البلد .

قال: (فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقونه فيسألكم عن أعمالكم، ألا هل بلّغت؟ ).

قالوا: نعم .

قال: اللهم اشهد. ألا من عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها فإنه لا يحل دم امرئ مسلم ولا ماله إلا بطيبة نفسه، ولا تظلموا أنفسكم ولا ترجعوا بعدي كفاراً ).

وعن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قال رسول الله  صلّى الله عليه وآله): (لا يغرنكم رحب الذراعين بالدم، فإنه له عند الله قاتلاً لا يموت ).

قالوا: يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وما قاتل لا يموت؟

فقال: النار ).

وعن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (أول ما يحكم الله فيه يوم القيامة الدماء فيوقف القاتل والمقتول بينهما، ثم الذين يلونهما من أصحاب الدماء حتى لا يبقى منهم أحد، ثم الناس بعد ذلك حتى يأتي المقتول بقاتله فيتشخب في دمه وجهه فيقول: هذا قتلني، فيقول: أنت قتلته؟ فلا يستطيع أن يكتم الله حديثاً ).

وعن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال: (ما عجت الأرض إلى ربها كعجتها من دم حرام يسفك عليها ).

وعنه (صلّى الله عليه وآله)، أنه قال: (لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ).

وعنه (صلّى الله عليه وآله) قال: (يأتي المقتول بقاتله يشخب دمه في وجهه، فيقول الله: أنت قتلته فلا يستطيع أن يكتم الله حديثاً فيأمر به إلى النار ).

وعنه (صلّى الله عليه وآله) قال: (أول ما ينظر الله بين الناس يوم القيامة الدماء ).

وعن ابن عباس قال: سمعت (صلّى الله عليه وآله) النبي يقول: (يأتي المقتول يوم القيامة معلقاً رأسه بإحدى يديه، ملبتباً قاتله بيده الأخرى، تشخب أوداجه دماً حتى يرفعا إلى العرش، فيقول المقتول لله تبارك وتعالى: ربّ هذا قتلني فيقول الله عز وجل للقاتل: تعست، فيذهب به إلى النار ).

وعنه (صلّى الله عليه وآله)، أنه قال في حديث: (ولا يقتل القاتل حين يقتل وهو مؤمن ).

وعنه (صلّى الله عليه وآله) قال: (أبغض الناس إلى الله: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم إمرئ بغير حق ليهريق دمه ).

وعنه (صلّى الله عليه وآله) قال: (لزوال الدنيا أيسر على الله من قتل المؤمن ).

وعنه (صلّى الله عليه وآله) قال: (أول ما يقضي يوم القيامة الدماء ) .

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: (سفك الدماء بغير حقها يدعو إلى حلول النقمة وزوال النعمة). أن كل الأحاديث هي من ككتاب وسائل الشيعة :ج19 ص3ـ5 .

بأي شرع تسفك هذه الدماء؟ وبأي عقل تزهق هذه الأرواح؟ وبأية فطرة إنسانية يعتدى على الأنفس؟ إنها لكبيرة من الكبائر، وجريمة بشعة من الجرائم، لا يُقدِم عليها إلا من خُدِّرَ عقله، ومُسخَت إنسانيته، وأصبح وحشا من الوحوش الضارية، أو آلة من الآلات، تحرك من خارجها وتدفع، وتُسخر للقتل وتقذف، وتُملأ بالحقد والعدوان وتُرمى .

لا يندفع لترويع الناس، وفزعهم إلا من فقد ضميره، وأضحى الشيطان قرينه وسميره، فانقلب شيطانا مريدا في صورة إنسان، فخلا قلبه من خشية الرحمان، إن لم يفقد طعم الإيمان .

يدفعه إلى هذا تكفير الناس، ووسمهم بالارتداد، كأنه شق عن قلوبهم، واطلع على خفايا ضمائرهم، وعلى غيب الله وأسراره .

إنه لمن أكبر المنكر وأسوئها، وأبشع السيئات وأقبحها، وأردأ الأفعال وأشنعها، إراقة دم مسلم بغير حق، وهدم بنيان بناه الله وخلقه وسواه، وكرمه .

إن قطرة دم للإنسان بريء أفضل عند الله من الكعبة، فكيف تجرَّأ هؤلاء السفاكون على سفكها؟ وهؤلاء المجرمون على إراقتها؟ وقد حرمها الله، وفضل الإنسان على كثير ممّا خلق، وصوّر، وبرأ، وأبدع تفضيلا .

وهل يدفع الفقر، والبطالة، والجهالة إلى مثل هذه الأفعال السُّوأى، المدمرة؟ إن الفقر قد يدفع إلى السرقة، وإلى جريمة قتل لفرد ممن يمنعه، أو حارس تفطن إليه، ولا شك أن الأمة ومسئوليها يتحملون المسؤولية في هذا الفقر والبطالة، التي يعانيها الشباب، ولكن هذه الصناعة للإجرام، بقناطر مقنطرة من المواد المتفجرة، التي تأتي على عدد كثير من الناس، تزهق أرواحهم، وعلى الأبنية تدمرها، وتُطيّر النوافذ وزجاجها، مما يجاورها من المنازل، ومن نجا من القتل من الناس تجدهم: هذا رجلا فقد رجليه، أو ذراعيه، وهذه امرأة طار معصمها، وفقدت بصرها، وهذا طفلا عميت عيناه، وأصبح معوّقا طوال حياته، تبكيه أمه وذووه، ويتحسرون على ما أصابه من بلاء، ليس له علاج، فلا سبيل لهم إلا الشكوى إلى الله، واللجوء إلى رحمته، لكشف الضر، وذهاب الحزن الأليم، كل ذلك لا يبرره فقر ولا جهل ولا أي عذر بأي حال من الأحوال .

لا ندري ما هو مقصد هؤلاء من أفعالهم، هل يُنال الحكم والسلطة بقتل الأبرياء، وهل تُبنى الدول بسفك الدماء؟ إن الدعوة إلى الله ليس سبيلها التدمير، ولا التفجير، ولا الانتحار والتخريب، ولا شن الحروب على المواطنين الآمنين، وترويعهم، ونشر البلبلة، والهلع في أوساطهم .

الدعوة تكون بالحكمة، والرحمة التي تفتح القلوب، وتقنع النفوس، وتغرس الفضيلة، وتمحو الرذيلة، وبالموعظة الحسنة التي تربِّي الذات، وترقق من مشاعرها، وتهذب من غرائزها، وتدفع بها إلى الخير، وفعل البر، والبعد عن الشر، وبناء المجتمع النظيف، والسلوك العفيف، مما يرفع من شأنه بين الأمم، وينهض به بين الشعوب .

تكون الدعوة بالحوار الهادئ، والجدال بالتي هي أحسن، وألطف، وأرق، وأقوم، وأرحم، لا بالتي هي أخشن، وأوحش، وأقسى، وأغلظ، وأفضّ، وأسفك للدم، وأشد فتكًا، وأَوْضر .

ولنا في دعوة الرسول محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، القدوة المثلى، فقد ألف بين القلوب وما ناكرها، ونشر الرحمة وما نافرها، وجدد الإنسان من داخله وما أكرهه، ونفذ إليه من قلبه لا من جسمه، وما قاتل إلا من قاتله لا الأبرياء؟

أما من أعرض عن الصلح وهو خير، وأبى التسامح وهو سمح، ومضى في غيّه ولم يَرْعَوِ، ولم يستجب لنداء السلم، وارتضى سبيل الحرابة، ورفض الجنوح إلى الاتفاق، واختار طريق الشقاق، فأمره عند الله، وعند الناس لا غبار عليه، ينكر طريقه هذا الذي اختاره، الشرع في نهجه، والعقل في منهجه، والفطرة الإنسانية في جِبِلَّتها، ومشاعر الإنس، وربما الجن، في صفائها وطهارتها .

نحن نعلم أن كثيرا من الشباب زينت لهم شياطين الإنس هذا الطريق، وأغوتهم وأغرتهم، ووعدتهم الوعود الكاذبة، وعود الشهادة والجنة، وما أبعد الجنة عن قاتل إخوانه البشر من المسلمين والأديان الأخر الأبرياء، وتدمير وطنه بإشاعة الهرج والمرج، وتعطيل التنمية، بما أصاب الناس من فقدان الأمن، والخوف، ونقص في الأموال والأنفس، وهجرهم لمزارعهم وديارهم، وإهمال الأرض، والعناية بالشجر المثمر، وتربية الأنعام، وهو ما يزيد الناس عطالة وفقرا، ويجعل الوطن تحت رحمة الآخرين، في غذاء الأمة، وإطعامها، ويذهب بأمواله، وخيراته وخبراته بددا، وبأبنائه ونخبته قددًا، إنها لمحنة لا تعادلها محنة، تأتي على الأخضر واليابس، وعلى الكبير والصغير، وعلى الفلاح والموظف، في تعطيل الأعمال، وإيجاد الثغرات للنهب والسلب، وقطع الطريق، استغلالا للفوضى وانعدام الأمن . أن الإرهابيين يريدون بالوطن الخراب والدمار..لماذا لا يتقون الله

كفاكم لماذا كل هذا الدمار! ما لكم ضمائر أين جنة تريدونها؟ أن مقعدكم لهذا الإعمال هي ـ : \" أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ،...\"

وأن هذه الأعمال لها ويلات، توهن كيان المجتمع، وتضر بأمنها، وتجرح شبابها أيما جرح، وتوغز صدور الناس، الذين فقدوا أبناءهم، وآباءهم، وأمهاتهم، وزوجاتهم، فخيم عليهم الحزن، وما كان لهم أن يبتسموا، ولا أن يفرحوا إلا برحمة من الله وفضل .

علَّمنا الإسلام أن لا نيأس، ولعل شبابنا الذين هم منّا، ونحن منهم، من لحمنا ودمنا، وديننا، وثقافتنا، أن يفكروا في الأمر، وأن يعملوا عقولهم، وفطرتهم، ودينهم، وأن يزنوا أعمالهم بهذا كله، وأن لا ينخدعوا بخادع يخدعهم، ويزين لهم دون أن يُعملوا موازين العقل والشرع .

ومن طبيعة الإنسان الخطأ، وإنما المشكلة في الإصرار على الخطأ والغيّ، والبعد عن الرشد، مع وضوح البينات، وصريح البرهان، وقيام الحجة .

إننا على ثقة من أن الشباب الحي، الواعي، اليقظ، لا يرضى أن يقاد كما تُقاد النعاج، وأن يستقيل من عقله، ودينه، وفطرته، وأن يُوّجه توجيها أعمى وهو بصير، ويُقْذَفُ به في الفتن، ويُدفع به إلى قتل إخوانه، من خارج أو من داخل وهو ذو عقل، ويعرف الحق الواضح، ولعلها غشاوة على الأعين لا تلبث أن تزول، وختم على القلوب ما كان له أن يدوم، لمن حَيِيَتْ منهم البصائر، ووعيت منهم الضمائر .

ألا فَلْيحذر الشباب المسلم وغير المسلم، أن يكون مطية يركبها العدو، ووسيلة يستعملها لتخريب الوطن، وقتل إخوانه، وهو لا يعلم ما وراء ذلك !

إن طريق التفجير، والانتحار، والتدمير، لنيل المطالب طريق مسدود، وأفقه محدود، لا يُقبل عليه إلا يائس أو محبط، ينأى عنه الفطن، ويقع فيه الغافل المغرر به، فينقاد، ويكثر في الأرض الفساد، ويلقى حتفه بظلفه، في نهاية أمره، فيصبح من ضحايا من غرر به، وأوقعه في شباكه، وربما كان ذلك عن حسن نية، وطيب خاطر، دون وعي ولا دراية .

أقول هذا؛ لا خوفا ولا طمعا، وقد بلغت سني وأنا مريض أنتظر رحمة ربي أواخر عمري ، نسأل الله حسن الخاتمة، وإنما أعبر عن رأيي الذي اعتقده، وأؤمن بصحته، دفاعا عن الأمة والوطن والعالم وأمنه، وشبابها، من أن يغتال، أو يُجعل آلة للاغتيال، للقضاء على مستقبل هذا الوطن، وتعطيل تقدمه، في طريق الحضارة، والخير، والأمن .وبعد ما عرفنا أن الإرهاب والقتل هو ليس من عقيدة الإسلام وأن الذين يعملون هذه الأعمال قد انسلخوا عن دينهم أياً كان . ونسأل الله أن يتغمد أرواح الشهداء برحمته ويسكنهم فسيح جناته ويشمل روح أمي وأبي ثوابها أيضاً ،ويلهم ذويهم الصبر والسلوان ؛ وأرجو من الأخوة الكرام أن يقرأ سورة المباركة الفاتحة تسبقها الصلوات على محمد وآله ولروح أبي ويداً بيد للعمل سوياً ودعم المنكوبين والمهجرين والأيتام والمسنين والمعوقين وإبلاغ السلطات عن أي شك ، لأنه من الواجب الديني والإنساني والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/04



كتابة تعليق لموضوع : من حل هذه المجاز بسم الدين؟!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net