صفحة الكاتب : باسم العجري

متى يحكمنا الحسين؟!
باسم العجري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"ليس كل ما يتمناه المرء يدركه"، ألا من خلال العمل، الذي يصل بالإنسان، إلى ما يريد، بالمثابرة والجهد المبذول، يستحق عليه الثواب الذي يساويه أو يفوقه بضعف أو عشرة، كما هو في الثواب، عند البارئ، لكن لو أن أي شخص منا، يطلب منه التضحية بأطفاله وأولاده وأخوته، ونسائه، يقف عند النساء، تأتيه أفكار غريبة، تمنعه من الجهاد، ويبدأ يبرر لنفسه، ما لا يعقل وفق الحياة الحرة الكريمة، ونبذ العيش المذل الذي يخل بحياة الاحرار، مثل سبط الرسول) صلواته تعالى عليهم).
لم يتوقف الإمام الحسين (عليه السلام)، عند مبدأ التضحية، بل كان كل شيء يبذل بدون أي تردد، أو تفكير، لأن فلسفة الجهاد، مفهومة لدى العلويين، لهذا كان الاستعداد والتوكل، مصدر شعاع لا يراه إلا نافذ البصيرة، في رحلة الحياة الكريمة، وليس الخنوع والاستسلام للطغاة، من شيمهم، لذا نرى أنفسهم مطمئنة تغوص في حب الخالق، العشق الإلهي الذي يملئ القلوب، يمانه العقيدة الحية، امام أعدائهم الذين لا يراعون حق اهل البيت.
عندما كان الإمام في الطريق، وغفى ثواني، عندها سمع المنادي" القوم يسيرون والمنايا تسير معهم"، أسترجع الإمام الحسين (عليه السلام)، فقال: ولده علي الأكبر (عليه السلام)، ما الأمر يأبي، فقص عليه ما سمع، فقال: أولسنا على الحق، قال بلى، فكان رده وافيا، "أذن لا نبالي سوى وقعنا على الموت، أو وقع الموت علينا"، قدموا أنفسهم كرامة، وحبا لربهم، ابتغاء مرضاته.
فلسفة الطف كبيرة، ولها عدة مفاهيم، من هذه المفاهيم أنها أشترك بها جميع الفئات العمرية، ولم تقتصر على الشباب، الذين يدافعون عن أموالهم وعرضهم ودينهم، لذلك ميز معركة الطف، أنها عطت شخوصها الأدوار الحقيقة، التي رسمها البارئ لهم، وطبقوا أدوارهم بكل تفوق، ونجاح، واجتازوا الامتحان بقلوب مبتسمة، مستبشرة، غير مقفرة.
في كل خطوة من تلك المسيرة المباركة، تحمل معها نوع من أنواع الفداء، رغم الألم، و المحنة حتى الوصول إلى كربلاء الطف، لتكتمل حلقات التضحية، وتبدأ مسيرة جديدة، طريق الحياة والشهادة، هذه البوابة التي بحث عنا صناع الأمل والسعادة الأبدية.
أصحابا يتمنون الوصول إلى الموت، لذا لبسوا القلوب على الدروع، متوسمين بمنهج، أهل البيت (عليهم السلام)، يعملون وفق مشروع ألهي، يحمله القرأن الناطق، فكيف لا يستبسلون من أجله؟! وفي سبيله.
انتصر الحسين (عليه السلام)، لأنه يؤمن بمشروع، حارب الطغاة، وأراد اجتثاث الفساد، وأراد الإصلاح في أمة جده، لذلك بقى خالدا.
الشهادة عند الاحرار وسام المجد، الذي لا يمكن التخلي عنه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسم العجري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/02



كتابة تعليق لموضوع : متى يحكمنا الحسين؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net