صفحة الكاتب : قيس النجم

الحسين وأصحابه هامات لا تعرف الخضوع..
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جميع مَنْ خرج لمقاتلة الحسين (عليه السلام ), كان يتصور بأن أبا الأحرار لا يملك أي فرصة للإنتصار؛ وسيُمحى ذكره, وستكون معركة الطف مجرد معركة, لا تأخذ من التاريخ سوى أسطر قليلة, وتختفي مع مرور الزمن, ولكن صموده بوجه الطغاة, ومواجهة سيوف الباطل بدمائه الزكية, سجلت بأحرف من نور, لتكون هي التاريخ بين أسطر التاريخ, وستبقى خالدة مدى الحياة.
الحسين خاض معركة للحق, والكرامة, والإصلاح ضد أئمة الكفر والجور, المتمثلة بيزيد وزمرته الفاسدة, التي إغتصبت كل الأخلاق المحمدية, وكانت سفيرة الفسق رغم إدعائها الإسلام.
ثورة حقيقية رسم ملامحها الإمام الحسين (عليه السلام), ضد المتسلطين والطغاة, أُعتبرت أولى الثورات, سيما وأنها صنعت عهداً جديداً, منذ عام (61) هجري حتى يومنا هذا, خطوطها مواقفهم البطولية, وألوانها دمائهم الطاهرة الزكية, فكانت لوحة للشهادة يذكرها التاريخ, على أنها نصرٌ أزلي لا مثيل له, حين أنتصر الدم على السيف.
لقد تفردت مصائب كربلاء بميزات خاصة, رغم إستشهاد أبطالها, وعظم رزاياها؛ عندما أفرزت جملة من أساطين المعاني, وعنفوان المفردات, وعبقرية المواقف وخلود الثوابت, حين أتفقوا جميعهم في أكبر كلمة (لا), على مدى الدهر, فكانت سر خلودهم الأبدي بإستحقاق, ولأن الأنصار في معركة كربلاء مؤهلون للتضحية, والشهادة لم يستسلموا للوجع والظروف والألم.
جيش من الآلام, وسحابات سوداء من الحزن الموحش تمر علينا, فكل شيء في كربلاء يحكي إيثاراً, وتضحية, وفداء, بعد أن هفت قلوب الإنصار المؤمنة, الى منابر الزمن التليد, لتكون أسمائهم أنواراً تسطع على الملأ, حتى أمسوا وجعاً في القلب محبوس, وألماً على مدى الدهر محسوس, ومنهجاً للمظلومين ملموس, هولاء أصحاب الحسين, ما ذكرنا بطلاً منهم حتى أدمعت العين, لقد سطروا ملاحم خالدة, فأصبحوا صوتاً لمن لا صوت له.
إذن شعائر الثورة الحسينية, ومسيرات العزاء المليونية, أسقطت عروش الجبابرة, وزلزلت الأرض تحت أقدام الأمويين الجدد, أحفاد معاوية ويزيد, الذين زرعوا البذرة الأولى لداعش (لعنة الخالق عليهم أجمعين).
الحسين وأصحابه, باتوا درراً لا تتكرر, وكواكب تشرق ليل نهار؛ فهم هامات لا تعرف الخضوع, أو الركوع إلا للخالق الجبار, فكانوا مشروعاً للشهادة, ومنبراً للإصلاح, ودستوراً للأحرار يتجدد كل يوم, وعلموا الدنيا كيف يموت الإنسان من أجل الحق, فكربلاء قضية عادلة, (وجوه يومئذٍ ناضرة الى ربها ناظرة).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/02



كتابة تعليق لموضوع : الحسين وأصحابه هامات لا تعرف الخضوع..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net