صفحة الكاتب : وسن المسعودي

في قلوبِ ألمجانين؛ ألفُ قبرٍ للحسين,,
وسن المسعودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مدرسةُ ألحسين عليه ألسلام, تكاد تكون الأسطورة, ألتي عجّز عن إدراكها, أدهى العلماء, وأفقه الفقهاء, فكيف لعشق مجنون؛ أن يصنع من الموت حياة أبديه, وأن يولد من رحم ألشهادة, أجيال لا تفقه سوى الأستبسال, وألفداء!, وكيف لعقيدةٍ متناميةٍ, تتجدد في كل عام, وكأنها ثورة ولود, عطرها هيل المواكب, وأنفاسها رايات خافقات, يعتلّين أسطح المآذن وألمنازل, معلنةً حدادها, لتجدد العزاء, لأمامها ألغائب ألحاضر.

جُبلت النفس البشرية, على التأثر بالمحيط, ومواكبة التطور, والتمدن, والموضة, والثورات العلمية, لأن الأنسان بطبعه, مسيراً أو مخيراً, يتبع ألتقدم, فيدفعه فضوله, لأن يجاهد, في سبيل معرفة ماذا بعدـــــــــــ؟, فالكلمة التي سيضعها في الفراغ, سيتبع اليها كل السبل, ويطبق عليها كل النظريات, حتى يصل الى نهايته!, التي لو علم أي ألطرق أوصلته إليها, لما سلكها طائعا, فنهاية كل موجود, هي الموت والفناء.

الموت لم يفني حيسيناً, بل يولد فينا مع كل عاشوراء, فذكرى إستشهاده, هي ذكرى ولادة الحياة, التي تُسقى من مآقينا, الباكيات حزناً, لمظلومية أهل بيت نبينا(عليهم السلام),فيتجدد حزننا, مواكباً هو الآخر, لمتطورات الحياة, فاليوم حزني على الأمام الحسين, هو حزن ,على أخ, أو أب, أو زوج, أو طفل رضيع, أشبه بعبد الله ألرضيع, فالطفوف تشابهت علينا, ومصائبنا لم تختلف عن مصيبة الحسين.

لم نختر تطور أحزاننا, بل فرض علينا القدر, ذلك التجدد بالثورات, من خلال إستنساخ الظالم لتجربة يزيد, ليكون في كل زمانٍ يزيد وشمر جديد, فيثور فينا ألحسين, فنغدوا سيولاً من الأباء, ننتفض بوجه الظالمين, وكأننا نستنهض ألهمم, من إمامنا ألثائر, واخية محتكرُ الغيرة, وأصحابه ألذين ذادوا عن الحرمات, ليُّحول عشقنا المجنون, الى سيلٍ يقتلع عروش الظالمين, الذين أبغضهم حبنا للحسين عليه السلام.

قتلوه بالأمس, فأرتعبت حروف التأريخ, فكيف لها أن تخط,  (توفي) الحسين أبن علي؛! وأي سنة تلك التي, ستختتمُ عمر ذلك الرجل, الذي ما وهبتهُ العظمةُ, إلا علواً, وما أعطاه الموت, إلا خلوداً, تعلم منه أتباعه, أن يطرقوا أبواب الشهادة, مقدمين أليها غير مدبرين, فذلك ألشوق لقائدٍ حبيبٍ, ناصرٍ منتصر, جعلنا نصنع لحُسيننا الثائر, ألف عاشوراء, ونوسع حدود كربلاء, لتكون كل أرضٍ كربلاء.

يقول جبران خليل جبران, الفيلسوف اللبناني,«لم أجد إنساناً كالحسين سجل مجد البشرية بدمائه», وها هم محبيه وأتباعه اليوم, يسجلون من جديد, حاضر البشرية ومسقبلها, بدمائهم الزكية, فقاتلّي إمامنا, قد ظهروا اليوم, يحملون غربان ألشر,على رؤوس رماحهم, وينعقون, جئناكم يا أتباع علي والحسين, ولقبور أئمتكم هادمون, وكأن أمامي, إختزلته الأماكن وألقبور, خسئتم فنهضة الحسين نهضة فكرية وإجتماعية وسياسية فأي منها تريدون ان توئدون؟

إمامي عشقهُ مخلوطٌ بحليب الأمهات, يجري مجرى دمانا في ألعروق, عشقاً سرمدياً, خالداً, بخلود الوجود, يأسر الأرواح, فتهوى أرواحنا أسِرها, فسّجانها ملَّكَ القلوب, وإستباح الجوارح, ليسمو بها الى العزة, ذلكم هو إمامي ألحسين؛ ألذي علم ألوجود معنى ألشجاعة, وألتضحية, فمن ذا ألذي يظن واهماً, بأنه سيمحو ذكرك  مولاي؟, ملئت ألكون سيدي فخرآ وأنصارك سبعون, فكيف لهم أن يمحو ذكرك, ومجانين عشقك ملايين!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وسن المسعودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/31



كتابة تعليق لموضوع : في قلوبِ ألمجانين؛ ألفُ قبرٍ للحسين,,
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net