صفحة الكاتب : عبد الرزاق عوده الغالبي

عجائب الدنيا التسع....و نحن......!
عبد الرزاق عوده الغالبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
محتدم في  قوله ، قالها بعصبية ، رجل على اعتاب الستين اتسعت الصحراء فوق هامته واشتعل ما بقي من ريعها بياضا :
-         "وعادت في بلدنا العجائب من جديد ...!"
ابتسمت حين عانقت مسامعي رصاصاته و ادركت حجم ما يحمل ابناء بلدي من هم عميق وحزن مكبوت والم دفين...... كالعادة ، سرقتني افكاري من حيز الواقع نحو مكامن الخيال وتوقفت عند بوابات عجائب الدنيا السبع ، وهي تختم كل شيء اشتدت غرابته لكونها نقطة الوصل في حيز الزمن بين الاشياء و درجة الغرابة فيها ، تعمل منذ الازل بوصلة ترسي درجات الغرابة عند الامور وتجلب الانتباه حين تذكر مع اقترانها الاشياء...!؟ بدأت العجائب تشتد وتغلظ استهلال القرن الحادي والعشرين عموما ، وفي بلدنا بعد التغيير خصوصا ، حتى اضحت تحتل مساحة كبيرة من تساؤلات الناس الى ان فاقت ذاتها بل تجاوزتها نحو غرائب وعجائب اكبر كادت تغطيها وتلقيها في سلال النسيان...!
صحوت من غيبتي واجبته بعفوية:
-" اذكر لك ،يا سيدي ، واحدة من تلك العجائب الجديدة والتي فاقت السبع وهي تسكن مجتمعنا العراقي وتتربع على عرش الثامنة: العلاقة المتناقضة بين الانسان العراقي وممثليه في البرلمان ، تلك العلاقة المثيرة للجدل  والنقاش ، حين يرتبط الشعب بممثليه بدرجة عالية من الحب التي تصل الى حد التوسل ، قبيل الانتخابات بعدها بأيام أي بعد الانتخابات يتحول هذا الحب الى حقد مطلق يصل حد الفتك بالشعب وهذه ظاهرة غريبة ينفرد بها العراق ولا تعرف اسبابها لحد الان، حين يكسب النواب الاصوات التي تأهلهم قدما في سلم الفوز، يبدءوا بالابتعاد عن  الشعب بشكل كامل ومناصبته العداء بمصافحة الارهاب للفتك به الى الحد الذي وصل بالكثير منهم بيع مدنهم واهلهم للغزاة من اجل وعد كاذب بمنصب ذليل وهذا ما حدث في الموصل ....!؟!
هز الرجل رأسه بالموافقة ونظر لي بامعان وابتسم..... ادركت حينها انه عرف ان رسالته قد وصلتني ووجد من يعطيه المتابعة في التحسس المؤلم فأضفت:
-" التاسعة ان العراقيين يدركوا تماما قاتل ابنائهم ومصدر تعاستهم ومنابع البلاء ومكامن السوء لكنهم لا يستطيعوا التخلص لقلة الوعي لدى ساستنا حين تقبلوا مسرحية الخلاص الامريكي من الارهاب بالارهاب نفسه......صنيعتهم.....!؟ وهذه ظاهرة قد استفحلت واصبحت محط انظار العالم واستحقت الوقوف عندها تحت ظن الغرب والمراهنة على غباء وغفلة العرب واستغلال الضعفاء منهم لبناء كيان مجرم بديلا للكيان الصهيوني تحت عباءة الدين وتسليحه بأحدث المعدات التكنولوجية والاسلحة والمتطورة والاعلام المظلل ونظرية الرعب لقتل الشعب العراقي بمساندة بعض الانظمة العربية المشبوهة وبعض الخونة من ساستنا........!!!؟" ضحك الرجل طويلا ثم قال وهو يكاد يغص بضحكته:
-"اعتقد ان داروين قد وجد ضالته المفقودة فينا وندم اديسون على اكشاف مصباحه ....!؟" اجاب الرجل:
-"صدقت يا اخي......لكن ماذا نفعل ما دام العيب فينا....!؟!" ونحن في هذا الحديث واذا بسائق الحافلة يعلن وصولنا مركز المدينة ، ودعت صاحبي وانا لم اعرف حتى اسمه ثم انطلقت الى بيتي لممارسة المي وعذابي اليومي مثل كل عراقي......!؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرزاق عوده الغالبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/31



كتابة تعليق لموضوع : عجائب الدنيا التسع....و نحن......!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net