صفحة الكاتب : قاسم المعمار

سفر ذاكرة ورقية لم تحرق بعد حكايات.. معالم..شخوص ..عبر
قاسم المعمار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حملت تلك السنوات التي قضيناها عمرآ زاهيا من شبابنا عطاءا مثمرا وكلمة صادقة ومحبة الجميع واحتراما لقيم العمل ولاساتذ تنا الكبار الذين وهبوا خبرتهم واخلاقيتهم لنا نحو الاداء الافضل في ضوء التبصر والهدوء والاستشارة بعيدا عن حالات الغرور والهيمنة والانا 000
فلم اشعر بتلك الاشهر السته الاولى التي بداتها تلميذا مستلهما افاق الاداب والمعرفة حين كنت طالبا جامعيا اهوى المطالعة او اتمنى لقاء النخب الاعلامية المثقفة التي الاحاطثني بالحب والرعاية اصحاب تاريخ وطني عريق منهم يوسف متى - بيتر يوسف 00عبد الحميد الصافي –فاضل الفراجي –ابراهيم العضاض –جميل طارش السوداني –مالك منصور –الى ان استقربي المقام في قسم الاخبار المحلية الذي امضيت فيه 33عاما 000
فلقد وهبنا انفسنا للاداء العمل اليومي دون النظر الى ساعات العمل الاعتيادية وفي ظل جدول المناوبة الليلية حتى ساعة الطبع فجرا بعد عمليات جمع النشاطات الخبريه من المراسلين والمندوبين والتيكرات ووكالة الابناء العراقية وتحريرها وتصميها وتنفيذصفحاتها ومونتاجها استعدادا للمرحلة الاخيرة لطبعها 00وسط همة وحماس واغاني الريف الجميل من لدن عمالنا اما في قاعات التحرير فكنت استعذب جلسة السمر مع اساتذتي و زملائي زيد الحلي وعلي عبد الحسين و مؤيد البدري ورياض شابا وقاسم العبيدي وضياء حسن وعز الدين المانع وعماد عبود وحازم باك ومحمود علي حسن ورياض السعدي للاستماع لصوت الزميل العزيز عمران رشيد صاحب النبرة الريفية الحزينةوياله من صوت رخيم مؤثر وحكاياته الجميلة وحال خروجنا مبكرا حين انتهاء الطبع تكون على موعد مع اخر باص مصلحة نقل الركاب في الساعة الثانية عشرة مساءآحيث توطدت لنا صداقة حمية مع سائقي هذه الباصات والتي تعد رحلة سياحية جميلة لوصولنا الى بيوتنا وعلى مدى الساعة من الوقت
كنا نخثلس فترات مابين التنفيذ والطبع والتي تستغرق اكثر من ثلاثة ساعات راحة في جولات جماعية مابين الشوارع والمرافق العامة والمسارح القريبة والمتنزهات والمطاعم حيث تزهوا الحياة بملاهيها ونواديها المنتشرة فاذا مااردت ان تجلس لتاكل السمك المسكوف فما عليك الا ان تركن سيارتك في اي مكان تشاء دون تفكيرك بسرقتها او الاعتداء عليك اومضايقتك وعائلتك 00مجاميع بشر مكتظة بهم تلك المقاهي الممتدة في شوارع العاصمة وعلى امتداد شارع ابي نؤاس والمسارح الكبيرة والشعبية والفنادق الراقية ودور السينما تحف بالعديد من الانشطة الفنية والفعاليات الاجتماعية المتنوعه تكثظ يالرواد الى جانب السهرات الثقافية والادبية والمسابقات والمهرجانات الشعرية واقامة المعارض وحفلات الغنائية والموسيقى والرقص الفلكوري للفرقه الشقيقة والصديقة
نعم صور جميلة لازالت عالقة في اذهاننا كنا نشاهدها عبر تجوالنا هذا وسط توفر وسائل النقل الميدأني في كل مكان وفي احصائية قدمتها وزارة النقل ائنذاك كانت هنالك ثلاثة شفتات عمل للعاصمة وضواجها والمدن القريبة منها بحدود الف باص لكل وجية عمل
اما اطلالة مجاميع الزوارق السياحية في نهر دجلة للعوائل واطفالهم فتشكل كرنفالا حلوا مقرونا بتلك الاهازيج والاغاني الشعبية البغدادية الاصيلة من شمال الاعظمية حتى جنوبا جزيرة ام الخنازير ولساعات متاخرة من الليل 00في حين تلج النوادي الاجتماعية لنقابات الاطباء والمهندسين والحقوقين والمحاميين والمحاسيين والاقتصاديين والصيادلة والكيمياوين والمعلمين والصحفيين والاعلام والعمال والزراعيين والفنانيين بعوائل منتسبيهاوسط تلك الانشطه والفعاليات الثقافية والاجتماعية وحفلات الاعراس والعاب الدنبلة
حينما نورد هذه الصور الجميلة لبغداد نكون قد وثقنا جزءا من تراثنا عاصمتنا الاصيل وجماليتها العريقة 00املين ان يكون المستقبل اكبر واكثر شمولا وتطلعا وبهاءا وحضارة
مصادفات لاتنسى
1
وانا اتهيأ لصعود الحافلة عثرت قدمي وكدت اسقط لولا انقاذي من قبل رجل حسن لكنه قوي الشكيمة عرفت فيما انه ارمني الاصل بائع كبة جوال في الباب الشرقي ومن سكنة الدورة حيث توطدت الصلة والاحاديث بينا طيلة الطريق الذي استغرق زهاء نصف ساعة روى لى هذه الحادثة خلالها
كنت اعمل قهوجي في مضيف الشيخ خزعل شيخ امارة البومحمد الممتدة من الكوت حتى العمارة صاحب سطوة وجاه وكرم مرة جاءه شخص طالب حاجة منه فنهره احد حمايته (حراسه )ائنذاك فحال سماع هذا الشيخ بهذا الخير وكان لديه وليمة للمتصرف وعددمن الموظفين ووجهاء القوم 00انسل منهم معتذر لحاجة لديه فخرج الى هذا الفرد من حمايته واراده قثيلا بثلاثه طلقات من مسدسه وقال لحمايته خذوه وادفنوه هذا مايستحق ورجع لضيوفه ليكمل بقية دعوته لهم وحين سأل عن الطلقات اجابهم ادبت بخيلا 00مؤكدا محدثي هذا وقوفه على هذه الحادثة ايام شبابه 0مباشرة
(2)
مرة كنت في طريقي لانجاز كتابة موضوع ميداني التقيت برجل يعتمر الكوفية عرفت انه صاحب مهنة ميكانيكية يعمل سابقا (بايسكلجي )في منطقه الرحمانية في الكرخ فرحبت به وتمنيت له العمر المديد في عمله الاانه بادرني بالقول هل انت صحفي قلت نعم قال مصادفة حلوة احب ان اعرقك على نفسي لعلك تنشر شيء عني قلت تفضل واخذت اكتب ما يحدثني عن شخصيته قائلا اني اول شخص ممتهن صنع دراجتي للملك فيصل الثاني وابن عمه الملك الحسين بن طلال ايام طفولتهما حينما استدعاني الامير عبد الاله (الوصي )وطلب مني صنع هاتين الدراجتن العراقيتين وفعلاتم له مااراد بعد فترة وجيزة باعتمادي على المواد الاولية الموجودة في محلي ضاهية بهما ماركه الرويال والفيلبس ائنذاك 0حيث تم تكريمي من قبل البلاط الملكي
وحينما جئت الدائرة بموضوعي المؤهل للنشر الانتي اصطدمت بالرقض كونه يخص فترة الحكم الملكي من قبل نائب مدير التحرير ائنذاك فتركته مروكنا في احد مجرات دولابي الخاص كي اجده منشورا في احد الصحف المحلية بعد الاحتلال والامستحواذ على دائرتنا
(3)
اما الحادثة الثالثة التي لازالت ماثلة امامي حنيما فوجئت في صبيحةايام ثورة 14تموز 1958بجمهرة من الناس تحمل فخذا بشريا يلوحون به مرة واخرى يسحلوه عرفت فيما بعد انه من بقايا جثة صباح ابن نوري السعيد رئيس وزراء النظام الملكي وذلك وسط غضب جماهيري كثيف 00رجعت الى بيت خالي في الكسرة بالاعظمية مذهولا حيث كنت ضيفا عندهم تلك الليلة
(4)
مسار مشوار واصل سكريترة رئيس التحرير حينما سمعت 00استاذ لقد وصلا قاسم وعباس 00اهلابكم رئيس التحرير باانتظاركم وحينما دخلنا فلم تكن تحيته لنا بالمستوى اللائق تلاها رفع مذكرة مرفوعة ضدنا من قبل احد الصحفيين المصريين العاملين معنا في الدائرة فيها اتهام امني خطير ضدنا وافتراء كاذب باننا نعمل لقاءات صحفية مع مجموعة منا هضة لاعضاء احد الوفود المشاركة في المؤتمر الاقتصادي العربي المنعقد في بغداد وبرعايه رسميه خاصة وكنت مكلفا وزميلي عباس بالتغطية الاعلامية لهو
في هذه اللحظة منحي الله تعالى قدرة على الرد والدفاع مؤكدا اننا عملنا بنشاط متميز طيله ثلاثة ايام من انعقاد المؤتمر وحصلنا على شكر وتقدير رئاسة التحرير كيف يكون اليوم الرابع هكذا معنا 00كما ان هذا الشخص\" الواشي \"ليس له علاقة بعملنا انما هو مشارك مؤتمر فقط وانه متملق وكيف تدعوا الدولة وفودا للمشاركة وهي معادية لسياستها مؤكدين لرئيس التحرير ضرورة التاكد مما يرفع اليه قبل ان نستدعى من قبل مراسيم المؤتمر بضروة ترك المؤتمر والتوجه فورا الى دائرتنا لامر طارئ وكان السيد مدير التحرير 00علي عبد الحسين بانتظارنا فهون علينا الامر مطمئننا بانه اقنع رئيس التحرير بعملنا الجيد وافتراء صاحب هذه الوشايه ضدنا 00
نعم ان هذا جزء من سفر ذاكرة ورقية لم تحرق بعد لها حكاياتها ومعالمها وشخوصها وعبرها باتت مغروسة في القلب والعقل معا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم المعمار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/27



كتابة تعليق لموضوع : سفر ذاكرة ورقية لم تحرق بعد حكايات.. معالم..شخوص ..عبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net