صفحة الكاتب : هادي التميمي

أربعة عشر قرنا مضت على إختيار الإمام عليّ (عليه السلام ) العراق عاصمة للدولة الإسلامية
هادي التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في العام ( 36 هـ ) إختار أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) العراق ليكون عاصمة للدولة الإسلامية بأختياره الكوفة مقرا للخلافة ، ولم يكن إختيار الإمام (عليه السلام) للعراق إعتباطا فقد تداخلت عدة عوامل فيما بينها لتكّون بالتالي الأسباب الرئيسة لذلك الإختيار ، ولعلّ أهم تلك الأسباب والعوامل بل أولها ، إنّ العراق منذ بواكير الفتح الإسلامي عرف بعلويته الخالصة ، وإنّ أهل العراق لطالما وقفوا في صف المعارضة للدولة الأموية ثم العباسيين بسبب مواقف حكام تلك الدولتين  من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقدمّ العراقيون بحور الدم وملايين الشهداء على مذبح حبّ آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ولايزالون يقدّمون ضريبة الولاء تلك .
وبالمقابل فإن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) كانوا مدركين لولاء العراقيين العلوي ذاك فلم يتركوا مناسبة إلا وأشادوا بالعراقيين بصورة عامة وبالكوفيين منهم خاصة ، فأمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) يقول متوعدا الذي يريد الكوفة وأهلها السوء قائلا : ( ماأرادك جبار بسوء إلا وأكبه الله على منخريه في النار ) والإمام الحسن ( عليه السلام ) يقول شعرا عند مغادرته الكوفة بعد هدنته مع معاوية :
                 وما عن قلىّ فارقت دار أحبتي             هم الحافظون حوزتي وذماري
أما الإمام الحسين ( عليه السلام ) فمنذ اللحظة الأولى لثورته المباركة وهو لمّا يزل في المدينة المنورة وقبل أن يذهب الى مكة المكرمة وتأتيه رسل العراقيين بصرة وكوفة ، كان يجيب كلّ من يسأله عن وجهة سيره : ( إني ذاهب الى العراق وشيعتي ) وهكذا كان رأي كلّ أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) من دون استثناء ليصبح العراق عاصمة العشق العلوي وعاصمة دولة الإسلام في غابر الزمان ثم عاصمة دولة العدل الإلهي يوم يرث الله الأرض ومن عليها .
وإذا كانت دول العالم تحتفي بالمناسبات المهمة التي مرت بها دولهم فيختارون يوبيلا ماسيا أوذهبيا أو برونزيا لسنوات قريبة يمكن عدّها فيملئون الدنيا إحتفالا وصخبا ، فحري بنا ونحن نستقبل مطلع العام الهجري الجديد ( 1436 هـ ) أن نحتفل نحن العراقيون بمرور أربعة عشر قرنا على إختيار أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) العراق عاصمة للدولة الإسلامية  ، وأن نجعل من هذا العام عاما ندعو من خلاله لوحدة العراقيين تحت راية حبّ عليّ ( عليه السلام ) الذي لايختلف في حبه مسلم قط بدليل قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ياعليّ لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق ) والمنافقون كما قال تعالى ( في الدرك الأسفل من النار ) أعاذنا الله وإياكم من ذلك المصير .
لنتوحد تحت راية حب ابن عم الرسول وزوج ابنته ونتخذّ قرارا بطرد الغرباء من أرضنا وليكون هذا العام عام الإنتصار الحاسم على من يريد بعاصمة الدنيا سوءا ، وليكون هذا العام عام أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) بامتياز ، ولنتسامى على خلافاتنا وجراحاتنا وليغفر كلّ عراقي ّ لأخيه كلّ ماأقدم عليه من أخطاء لأن كلّ ابن آدم خطاء وخير الخطائون التوابون ، وكلّنا أخطأ في حق أخيه ، وليكن أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) أنموذجنا الأمثل في التسامي عل الخلافات وتفضيل المصلحة العامة على المصالح الخاصة فهو القائل : ( والله لأسالمنّ ماسلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جورُ إلا عليَ خاصة ) .
 سلام عليك يامولاي ياأمير المؤمنين وأنت تحط رحالك قبل أربعة عشر قرنا في عراق الأنبياء لتحلّ البركة في هذه الأرض الطاهرة . وسلام عليكم أيها العراقيون بما ضحيتم على محراب حبّ عليّ وآل علي فإلى كلّ محب لعليّ ( عليه السلام ) اخترت هذه الأبيات من عيون الشعر الذي قيل في حبّ عليّ ( عليه السلام ) وبها أختم .
بعث الإله إلى الأنام محمدا ....
وأتمها بخلافة المولى علي ...
وتنزّل القرآن عند محمدٍ ...
وكمال تأويل الكتاب غدا علي ...
والى معاريج السماء محمدٌ ...
يرقى فيلقى عند سدرتها علي ...
ويقيم صرحا للجهاد محمدٌ ...
من ذا الذي صرع العتاة سوى علي ...
في خندق الأحزاب نادى محمدٌ ...
من ذا لعمرٍ فانبرى يمضي علي ...
وكذاك في أحدٍ أصيب محمدٌ ...
فرّ الجميع وكان كرارا علي ...
فلرحمة الباري علينا محمدٌ ...
والصدمة الكبرى على الأعدا علي ...
ومدينة العلم العظيم محمدٌ ...
والباب للصرح المبين غدا علي ...
فاعلم لواء الحمد باسم محمدٍ ...
ونراه في يوم القيامة معْ علي ...
والحوض يوم الورد ملك محمدٍ ...
لكنما الساقي عليه غدا علي ...
وأٌتم بالإيمان دين محمدٍ ...
وبها تسمى يوم خندقهم علي ...
أعطى إلهي كوثرا لمحمدٍ ...
من زُوّج الطهر البتول سوى علي ...
ويحج في بيت الإله محمدٌ ...
أوليس من بيت الإله أتى علي ...
والجنة المثلى لدين محمدٍ ...
لكن بشرط دخولها تهوى علي ...
والنار ماخُلقت وحقِّ محمدٍ ...
إلا لتصلى الحاقدين على علي ...
والجنة والنار قل لمحمدٍ ...
وقسيمها يوم الحساب غداً علي ...
وعليُّ يدعو ربّه بمحمدٍ ...
ومحمدٌ يدعو بحقِّ أخي علي ...
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/24



كتابة تعليق لموضوع : أربعة عشر قرنا مضت على إختيار الإمام عليّ (عليه السلام ) العراق عاصمة للدولة الإسلامية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net