صفحة الكاتب : د . نبيل عواد المزيني

المرأة المصرية والانتخابات البرلمانية
د . نبيل عواد المزيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ان مصر بصدد انجاز الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق المتعلق بالاتنخابات النيابية، ولا شك في أن الانتخابات المقبلة تعتبر فرصة مهمة للمرأة لممارسة حقها في المشاركة السياسية وبما أن المرأة هي نصف المجتمع فليس من الانصاف حرمان نصف المجتمع من حقوقة السياسية تحت اي مسمى او ذريعة! وخاصة بعد ان اثبتت المرأة انها حجر الزواية للمجتمع المصري حيث ظهر هذا جلياً من خلال مشاركتها الفعالة لإقرار الاستحقاق الأول والثاني من خارطة الطريق، ومن العجيب ان تبقى مواد دستور 2014 الجديد والتي تخص المرأة غير مفعلة حتى الان وخاصة المادة (11) والتي تنص على المساواة بين النساء والرجال في تولي المناصب القيادية، فقد كان نصيب المرأة في الحكومة الجديدة هو اربع سيدات فقط.

لقد خاضت المرأة المصرية كفاحاً طويلاً ومريراً عبر تاريخ مصر الحديث لنيل بعض حقوقها، فمنذ عصر التنوير عندما ناشد رائد حركة التنوير الأمام محمد عبده بحق المرأة في التعليم مرورا بفترة العشرينات عندما تجاهل دستور 1923 حقوق المرأة السياسية وحرمها من دخول البرلمان فهاجمته المرأة بشراسة واستمرت تكافح الى ان اعترف المجتمع المصري بحقوقها السياسية من خلال ثورة 23 يوليو 1952 ثم تمكنت من انتزاع حقها في الترشيح في أول مجلس أمة عام 1957، الى ان شهدت فترة السبعينيات والثمانينيات أكبر نسبة تمثيل للمرأة المصرية تحت قبة البرلمان، وفي التسعينيات ومع بداية القرن أكدت المرأة دورها الريادي في الحياة السياسية حيث تولت في مجلس الشعب منصب وكيلة مجلس الشعب، ورئيسة اللجنة التشريعية، وفي مجلس الشورى تولت رئيسة لجنة التنمية البشرية.

غير ان المرأة المصرية اصبحت تشعر بالغبن والتهميش في الاعوام الاخيرة بعدما طرأ على مصر من تغيرات حيث تعكس الدكتورة سحر الهواري عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة هذا الشعور بقولها "إن المرأة يتم محاربتها في كافة المجالات التي تعمل بها وتلاقي صعوبة بالغة من أجل الحصول على حقوقها" ولا شك ان هذا الاقصاء يعرقل اندماجها ومساهمتها في الحياة السياسية كما ينعكس على وضع المرأة المصرية مقارنة بالمرأة العالمية. فقد تدنى مستوى مصر الى المرتبة 128 من ضمن 135 دولة في تصنيف المنتدي الاقتصادي العالمي عام 2013 من حيث التمكين السياسي للمرأة.

ان تهميش المرأة اقتصادياً أعاق تقدمها السياسي حيث لا يوجد بين النساء المصريات سيدات اعمال يمكنهن تقديم دعم مادي واعلامي للمرشحات لمجلس النواب حتى يستطعن المنافسة على القائمة الفردية والتي تحتاج الى كثير من الدعم المادي والاعلامي، ومن المعروف في المجتمع المصري ان القدرة الاقتصادية تأتي معها القدرة الاعلامية حيث يمتلك كل رجل اعمال قناة فضائية او جريدة صحفية تمكنه من دعم من يرغب من المرشحين الرجال..أما المرأة المصرية فهي خارج الحسابات الاقتصادية والاعلامية وبالتالي السياسية!

وبعد ان همش الرجل المرأة اجتماعياً واقتصاديا نراه ينظر لها بنظرة دونية من الناحية السياسية، فقد وصل الامر الى حد تناول وسائل الاعلام الى بعض التصريحات للأحزاب السياسية تدعي عدم وجود كوادر سياسية بين النساء قادرة على خوض المعركة الانتخابية القادمة.

مما اضطر المجلس القومي للمرأة لإصدار بيان يوضح ورود شكاوى للمجلس من سيدات حزبيات مفادها أنه لا يوجد أي دعم لهن من خلال الأحزاب المنتميات لها، وأن بعض القيادات العليا بالأحزاب السياسية تتجاهل الكوادر النسائية الموجودة لدى الحزب مما يصعب على السيدات الراغبات في الترشح الحصول على دعم هذه الأحزاب.

وتعترف رئيسة المجلس القومي للمرأة ميرفت التلاوي بوجود ازمة حقيقية على صعيد النخب والاحزاب السياسية وترى ان التحالفات الانتخابية مجبرة على ضم المرأة على قوائمها بنسبة 50%، مشيرةً إلى أن عدم الالتزام بهذا الشرط يجعل من البرلمان غير دستوري, مسترشدة في ذلك بما تم الاتفاق عليه من أن نصف العدد الذي سوف يقوم بتعيينه الرئيس عبد الفتاح السيسي (والمقدر بنحو 30 مقعدًا) سيكون من النساء.

وبحكم تكوين المجتمع المصري فإن هناك فئات نسائية متعددة بعضها تعاني اكثر من بعض، فالمناطق النائية جغرافيا عن العاصمة ومركز صنع القرار تحظى بنسبة اعلى من الاهمال والتهميش مثل المرأة السيناوية، فرغم وجود بعض الجهود المبذولة من قبل بعض نساء المجتمع السيناوي مثل عزيزة الماظ منسق عام الجمعية العمومية لنساء مصر فرع جنوب سيناء والتي تعمل في مجال دعم قضايا المرأة وتنمية المجتمع إلا ان المرأة السيناوية ما زال امامها شوط طويل وهذا هو موضوع مقالنا القادم بإذن الله..فانتظرونا..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . نبيل عواد المزيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/22



كتابة تعليق لموضوع : المرأة المصرية والانتخابات البرلمانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net