حلف الناتو ...... يغزو الشرق الأوسط

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


دفعت التغيرات السريعة والمروعة التي شهدها الشرق الأوسط الولايات المتحدة إلى أن تشكل حلفا دوليا واسع النطاق يكون محوره (حلف الناتو) الذي تقوده أمريكا بنفسها.
و(حلف الناتو) اختصار لاسم منظمة حلف شمال الأطلسي (North Atlantic Treaty Organization) التي تأسست عام 1949 بناءً على معاهدة بين أمريكا ودول غرب أوربا بسبب شعور هذه البلدان بالخطر العسكري الذي يتهددها من جانب الاتحاد السوفيتي إبّان الحرب الباردة، وكل الدول الأعضاء فيه تسهم في القوى والمعدات العسكرية التابع له.
وخلال ازمة تمدد داعش في سوريا والعراق بشكل يفوق التوقعات، سعت امريكا الى ان تنفخ روح النشاط في هذا الحلف، باضافة اكبر عدد ممكن من الدول اليه، وبخاصة من الدول الاسلامية.
ومما يؤكد ذلك ما نشرته صحيفة سوا بعنوان (ضرورة انضمام دول سنية للتحالف الدولي ضد داعش) بتاريخ 5/9/2014 جاء فيه:
((أكد الرئيس باراك أوباما خلال مؤتمر صحافي الجمعة، في ختام أعمال قمة الناتو في نيوبورت في بريطانيا على ضرورة انضمام دول عربية سنية إلى التحالف الدولي للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وقال أوباما: "من المهم أن تكون معنا دول عربية سنية وخاصة تلك الرافضة لتطرف داعش لنبين أن أفعال هذا التنظيم لا تمثل الإسلام بصلة" وشدد على أهمية دور العشائر السنية والاستخبارات في مواجهة التنظيم. وتابع أن هناك توافقا داخل الناتو حول التهديد الذي يمثله داعش على أمن شمال الأطلسي، مشيرا إلى أن دولا قوية تدعم التحالف الدولي من أجل القضاء على داعش.
وأوضح أوباما أن الضربات الجوية الأميركية مكنت من زعزعة قدرات داعش. وأشار الرئيس في هذا السياق إلى الدعم الانساني واللوجستي الذي تقدمه واشنطن في العراق بالإضافة إلى تزويد البشمركة والقوات العراقية بالمزيد من الأسلحة.
وقال أوباما: "إن هناك حلفاء في العراق يساعدوننا، والناتو سيقدم مساعدات أمنية وإنسانية لكل من هم على الجبهة هناك"، مضيفا أن وزير الخارجية جون كيري سيتوجه الى المنطقة لبحث وسائل القضاء على داعش مع الحلفاء)).
تحشيد كبير لتوسيع الحلف:
وقد قامت الولايات المتحدة بنشاط واسع على الصعيد الشؤون الخارجية لاجل توسيع تحالفها لمحاربة داعش، وفي هذا الصدد نشرت قناة العالم تقريرا بتاريخ 14/9/2014 تحت عنوان (كيري يختتم جولته الاقليمية لحشد الدعم للتحالف ضد داعش) جاء فيه:
((اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت ان القاهرة تقف في الخطوط الامامية للقتال ضد "الارهاب"، وذلك في ختام جولة اقليمية هدفت الى حشد الدعم للتحالف الذي تبنيه واشنطن ضد مسلحي جماعة داعش الارهابية.
وفيما تنشط الولايات المتحدة لتشكيل تحالف دولي يهدف بحسب الرئيس الاميركي باراك اوباما الى "اضعاف" جماعة داعش ثم "القضاء" عليها، اختتم كيري السبت في القاهرة جولة قادته الى بغداد وعمان وجدة في السعودية وانقرة، ووصل الوزير الاميركي مساء السبت الى باريس حيث سيشارك غدا الاثنين في مؤتمر دولي حول العراق يتمحور حول مواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله جماعة داعش الارهابية وتمارس تجاوزات فظيعة، ومن المفترض أن يتيح هذا المؤتمر للدول التي ستشارك فيه وعددها حوالى 20 دولة "ان تكون اكثر دقة في تحديد ما يمكنها فعله او ما ترغب بفعله" ضد هذه الجماعة الارهابية... وافاد مصدر دبلوماسي ان مؤتمر باريس الذي دعيت اليه نحو 20 دولة "سيتيح لكل دولة ان تكون اكثر وضوحا حول ما تريد او ما بوسعها القيام به"، مشيرا الى ان القرارات التي ستصدر عنه لن يتم اعلانها بالضرورة. واضاف المصدر "لن نقول من سيضرب او اين او في اي وقت")).
وقد بدى جليا اهتمام امريكا بتشكيل هذا التحالف ودعمه وفق شروط معينة اهمها عدم ارسال قوات على الارض، وترك المهمة هذه للقوات العراقية، وعقدت لاجل ذلك قمة لحلف شمال الاطلسي في (ويلز) تمخض عن تأييد واسع للتدخل في الشرق الاوسط لمحاربة داعش، ويؤكد ذلك تقريرا لصحيفة ميدل ايست اونلاين نشرته بتاريخ 5/9/2014 جاء فيه:
((قالت الولايات المتحدة إنها شكلت "تحالفا أساسيا" الجمعة لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق ودعت إلى تأييد واسع من الحلفاء والشركاء لكنها استبعدت إلزام نفسها بإرسال قوات برية. وسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى استخدام قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز للحصول على دعم الحلفاء لمحاربة المتشددين الاسلاميين لكن لم يتضح عدد الدول التي قد تنضم لواشنطن في شن ضربات جوية بالعراق.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أمام وزراء الخارجية والدفاع من عشر دول على هامش القمة التي عقدت على عجل إن هناك طرقا عديدة يمكنهم تقديم المساعدة من خلالها بما في ذلك تدريب العراقيين وتسليحهم.
وحذر وزيرا الخارجية البريطاني والألماني من أن دحر المتشددين السنة الذين يشكلون تنظيم الدولة الإسلامية بعد انتصاراتهم المذهلة في العراق وسوريا وانجذاب متطوعين لهم من دول عديدة بينها دول غربية سيحتاج إلى حملة طويلة الأمد... وقال كيري "نحتاج لمهاجمتهم على نحو يحول دون استيلائهم على أراض ولتعزيز قوات الأمن العراقية وغيرها من قوات المنطقة المستعدة لقتالهم دون أن نلتزم بإرسال قوات".. وأضاف "من الواضح أن هذا خط أحمر للجميع هنا: لا قوات برية".
وقال هاغل لوزراء الخارجية والدفاع من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واستراليا وتركيا وإيطاليا وبولندا والدنمرك إن دولهم ومعها الولايات المتحدة شكلت المجموعة الإساسية للتغلب على التنظيم السني، وقال "هذه المجموعة الموجودة هنا هذا الصباح هي التحالف الأساسي. إنها النواة الأساسية التي ستشكل التحالف الأكبر والأوسع المطلوب لمواجهة هذا التحدي)).
وعلى صعيد متصل نشر المركز العربي للدراسات المستقبلية خبرا بعنوان (تعهدٌ دولي في باريس بالقضاء على داعش وروسيا تشترط مشاركة إيران وسوريا) بتاريخ 16/9/2014 جاء فيه:
((مؤتمر دولي ثانٍ لمحاربة الإرهاب في أقل من أسبوعين بعد مؤتمر جدة، ها هي العاصمة الفرنسية باريس تحتضن مؤتمراً دولياً تحت شعار “السلام والأمن في العراق”.
ثلاثون دولة حضرت بينها الولايات المتحدة، وروسيا التي استبعدت عن اجتماع جدة، خلص اجتماع باريس إلى ضرورة تحرك دولي لتحقيق السلام في العراق. المجتمعون اتفقوا على دعم بغداد في حربها ضد “داعش” بكل الوسائل الضرورية وضمنها العسكرية.
يقول وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “إذا أردنا أن نحقق نتيجة فعالة ضد هذا الإرهاب الذي يأخذ وقتاً، يجب أن نبذل جهداً جماعياً”)).

انقلاب مفاجئ في المواقف:
ولكن بالعودة الى الوراء قليلا نجد ان مثل هذا التحشيد النشط جاء على طرف نقيض من موقف الولايات المتحدة قبل مدة قصيرة من الزمن، وبالتحديد حينما غزت قوات داعش الاراضي العراقية وانتشرت بشكل سريع حتى هددت باسقاط بغداد.
ولو بحثنا في المواقف الغربية تجاه الازمة في اوائلها فربما سنكتشف قطعة من احجية هذا التغيير المفاجئ في المواقف، إذ يمكن ان نجد ان خيار الحلف الغربي في التدخل بقوة كان يتوقف بدرجة كبيرة على تغيير منهج الحكومة العراقية السياسي، من حكومة اغلبية سياسية – ينادي بها المالكي- الى حكومة شراكة وطنية تفسح المجال للقوى السنية والكردية في ان تأخذ مساحة كبيرة من القرار السياسي في العراق.
وهذا ما يشهد عليه العديد من الاخبار والتقارير والتحليلات السياسية التي جاءت على خلفية الموقف الامريكي في بدايات الازمة، فبمجرد القاء نظره على خطاب الرئيس الامريكي في مطلع الازمة سيجد ذلك واضحا دون لبس، خذ مثالا على ذلك هذا الجزء من الخطاب الذي نشرته شبكة فولتير بتاريخ 19/6/2014 اذ يقول:
((عليّ أن أقول الآن إنه ليس من حق الولايات المتحدة أن تختار زعماء العراق، ولكن من الجلي أنه ليس سوى الزعماء القادرين على الحكم وفق برنامج عمل حاضن للجميع سيتمكنون فعلاً من جمع شمل الشعب العراقي معا ومساعدته على تخطي هذه الأزمة.
وفي الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة لا تسعى إلى اتخاذ إجراءات عسكرية من شأنها أن تدعم طائفة واحدة داخل العراق على حساب طائفة أخرى. ليس هناك حل عسكري داخل العراق، وبالتأكيد ليس هناك حل عسكري تقوده الولايات المتحدة. ولكن هناك حاجة ملحة لعملية سياسية شاملة، ولقوات أمن عراقية أكثر قدرة وكفاءة، ولبذل جهود لمكافحة الإرهاب من شأنها أن تحرم جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من اتخاذ ملاذ آمن.
وفي الختام، فقد ذكرتنا الأيام الأخيرة بالآثار العميقة التي خلفتها الحرب التي خاضتها أميركا في العراق. فبجانب فقدان ما يقرب من 4500 جندي من الوطنيين الأميركيين، يحمل العديد من المحاربين القدامى جراح تلك الحرب، وسيحملونها بقية حياتهم. لقد أثارت العراق في الماضي، هنا داخل الوطن، جدالا قويًا ومشاعر جياشة، وقد رأينا بعضًا من هذا الجدال يطفو مجددًا على السطح.
ولكن الدرس المستفاد بشكل واضح من العقد الماضي هو حاجة الولايات المتحدة لطرح الأسئلة الصعبة قبل أن نتخذ أي إجراءات في الخارج، وبشكل خاص إجراءات عسكرية. إن أهم سؤال يجب علينا جميعًا أن نطرحه، المسألة التي يجب أن نُبقيها في الصدارة وفي المركز، القضية التي أجعلها أنا في الصدارة وفي المركز، هو، ما هي مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية في ذلك؟ بصفتي القائد العام، فإن هذا ما أود أن أصب تركيزي عليه. ونحن كأميركيين، هذا ما ينبغي علينا جميعا أن نركز عليه)).
وتعقيبا على هذا المضمون فقد نشر المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية بتاريخ 8/7/2014 مقالا تحت عنوان (تدويل الحرب على "داعش") جاء فيه:
((صرح جيل دي كيرشوف المسئول الأول عن ملف مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي في 30 /6/2014 قائلا: "نبذل أقصى جهودنا في أوروبا لإقناع رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل حكومة تشمل كل الجماعات السنية والشيعية والأكراد" كما أرجعت فرنسا ما يشهده العراق إلى وجود نوعٍ من "السلوك الطائفي الذي سهل على الإرهابيين الدخول بسهولة إلى عدد من المدن العراقية". فيما أكد وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، في 26 /6 عدم وجود توجه لدى بلاده للتدخل عسكريًّا في العراق، وحثّ الحكومة العراقية على إعادة بناء قوات الأمن العراقية بشكل يمثل كل أطياف المجتمع...)).
ويختم المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية موضوعه بالقول: ((الضغط الدولي لتشكيل حكومة عراقية جامعة تستند إلى تحالف مع القوى السنية المعارضة لـ"داعش"، وذلك على غرار التحالف الذي هزم "القاعدة" بين عامى 2006-2007، والذي ضم الحكومة العراقية وقوات "الصحوات" والقوات الأمريكية، حيث قد تتجه الإدارة الأمريكية للضغط على الحكومة العراقية الحالية أو الجديدة، في حال تخلي المالكي عن حقه في تشكيل الحكومة، بهدف إحياء تجربة قوات "الصحوات السنية" التي قاتلت، إلى جانب القوات الأمريكية، تنظيم "القاعدة" في الأنبار، بحيث يتم إعادة تشكيلها، ودعم قدراتها القتالية، وتطوير آلية تضمن دمجها في القوات الحكومية.
ومن المتوقع أن يستتبع تشكل هذه الحكومة، تقديم القوات الأمريكية دعمًا عسكريًّا محدودًا لها في مواجهة "داعش"، لكن يظل تحقق هذا السيناريو مرتبطًا بقدرة الحكومة العراقية على اتباع سياسات تفرق بين "داعش"، والقوى السنية المعارضة لرئيس الوزراء نوري المالكي، وكذلك وجود قدر من الثقة بين هذه القوى والحكومة العراقية، وتوافر ضمانات تحول دون تكرار عمليات تهميش "الصحوات" وإضعافها.
ويمكن القول، إن المسار الأخير قد يكون الأقرب للتحقق، وذلك بالنظر إلى إعلان الجنرال مارتن ديمبسي في 4 /7/2014 عن أن "داعش" لا يمثل حتى الآن تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي، وأن "أى مساعدة من القوات الأمريكية تعتمد على جهود الحكومة العراقية لتشكيل حكومة جديدة تضم السنة والأكراد والشيعة")).
والعبارة الاخيرة للجنرال ديمبسي(وهو رئيس أركان الحرب الأميركي) عبارة لافتة في اكثر من اتجاه، فهو يلمح الى ان امريكا لا تهتم – آنذاك- بمحاربة داعش، ويعلق مساعدة الحكومة العراقية على تغيير مساراتها السياسية، ما يعني ان التغيير في الموقف الغربي الذي شهدناه – متمثلا بنزول الحلف الغربي الى الشرق الاوسط- كان يتوقف فعلا على منهج الحكومة العراقية السياسي..
النظام السوري جزء اساس من اللعبة:
النظام السوري يمكن ان يعد سببا آخر لنشاط الحلف في الشرق الاوسط.. فهذا النظام قد اقلق وجوده الغرب مدة طويلة من الزمن لعلاقته الوثيقة بروسيا وايران، ومنهجه المعادي لاسرائيل والدول الحليفة لامريكا في المنطقة.
ان وجود داعش ونموها السريع في سوريا خوّل امريكا ان تعلن بصراحة انها مستعدة لانشاء معارضة سورية تدخل سوريا تحت غطاء شرعي دولي لمحاربة داعش، ويؤكد ذلك الخبر الذي نشره المركز العربي للدراسات المستقبلية بتاريخ 17/9/2014 تحت عنوان (الحملة العسكرية ضد داعش في سوريا ستكون متكررة ومتواصلة) جاء فيه:
((قال رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي “إن الولايات المتحدة لا تعد لبدء حملة من الضربات الجوية الساحقة بأسلوب “الصدمة والرعب” في سوريا” ضد مقاتلي داعش.
وقال ديمبسي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء “سنكون على استعداد لضرب أهداف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا بما يقلص قدرات الدولة الاسلامية” مضيفاً “لن يكون ذلك مثل حملة للصدمة والرعب لأن هذه ليست ببساطة الطريقة التي يقوم عليها تنظيم الدولة الإسلامية. لكنها ستكون حملة متكررة ومتواصلة”. وبحسب المسؤول الأميركي فإن ” تدريب وتجهيز 5000 عنصر من المعارضة السورية خلال العام الأول لن يغير الكثير لكنها البداية”)).
وفي السياق ذاته نشر المركز العربي للدراسات المستقبلية تقريرا بعنوان (أوباما يحشد قواته وحلفاءه...) بتاريخ 18/9/2014 جاء فيه:
((أكد اوباما أن الضربات الجوية ستكون المساهمة الأميركية الرئيسية في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إلى جانب تشكيل تحالف قال إنه يضم الآن أكثر من 40 دولة... مضيفاً: «بصفتي قائدكم الأعلى، لن ألزمكم وباقي قواتنا المسلحة بالقتال في حرب برية أخرى في العراق» ... وفي نقطة بارزة أشار إلى استعداد السعودية لاستضافة بعثة اميركية لتدريب «المعارضة السورية المعتدلة» على اراضيها، وقال ان قوات مظلية ألمانية ستشارك كذلك في المهمة التدريبية التي لم يحددها... من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن من سماها «المعارضة السورية المعتدلة ستنفذ عمليات عسكرية ضد داعش في سوريا»، زاعماً أن عمليات التحالف العسكري ستتوقف بعد القضاء على التنظيم)).
ولكن يبدو ان تصريح كيري في ان عمليات التحالف العسكري للمعارضة المعتدلة السورية لا تتوقف بعد القضاء على داعش، ففي خبر اوردته قناة CNN الامريكية بتاريخ 26/9/2014 تحت عنوان: (المعارضة السورية توحد صفوفها باتفاق تاريخي لمقاتلة "داعش" ونظام الأسد) جاء فيه:
((وقع قادة أكثر من 20 جماعة معارضة سورية بما فيهم زعماء جماعات مسيحية، اتفاقاً لتوحيد صفوفهم في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" والقوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.
جاء توقيع الاتفاق، الذي وصف بـ"التاريخي"، في ختام اجتماع عُقد في تركيا الخميس، بتنسيق مشترك بين لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، و"المنظمة السورية للطوارئ"، التي تتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقراً لها.
وشارك اثنان من أعضاء الكونغرس الأمريكي في المفاوضات بين جماعات المعارضة السورية، والتي انطلقت بعد أيام على موافقة الكونغرس على قرار الرئيس باراك أوباما، بتدريب وتسليح "المعارضة المعتدلة"، للمشاركة في محاربة تنظيم "داعش" وبموجب الاتفاق، فقد وافقت الجماعات السُنية المعتدلة، التي تقاتل تحت لواء "المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية"، على تشكيل تحالف فيما بينهم، يضم أيضاً "المجلس العسكري السرياني"، الذي يضم جماعات المعارضة المسيحية في سوريا.
واتفق قادة جماعات المعارضة السورية، خلال الاجتماع، الذي لم تحضره أي وسيلة إعلامية باستثناء CNN، على العمل سوياً من أجل التأكيد على أن "سوريا الحرة" لن تشهد تمييزاً بين كافة العرقيات والديانات والأحزاب السياسية، ويتمتع فيها الجميع بحقوق متساوية)).
وبقدر مطاطية التصريحات الامريكية في تعيين هدف المعارضة السورية "المعتدلة"، فان تصريحاتها اصبحت مطاطة ايضا بخصوص نشر قوات برية لمحاربة داعش، ففي خبر نشرته قناة CNN الامريكية بتاريخ 26/9/2014 تحت عنوان (الحرب على "داعش" مازالت في بدايتها...) جاء فيه:
((أكد وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هاغل أنه "ليس هناك ولن يكون هناك تنسيق" مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشأن العمليات الجوية ضد مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" داخل الأراضي السورية، وقال هاغل في تصريحات للصحفيين الجمعة إن الولايات المتحدة لم تغير موقفها بشأن الأسد الذي اعتبر أنه "فقد كل شرعيته" للاستمرار على رأس السلطة في سوريا.
وبينما اعتبر أن العملية العسكرية، التي يقودها الجيش الأمريكي لدحر وتصفية التنظيم "المتشدد" المعروف باسم "داعش" مازالت في بدايتها وليست في نهايتها، فقد أكد هاغل أنه ليس هناك أدنى شك في أن العمليات الجوية وحدها لن تكون كافية لهزيمة داعش... من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي، إنه مازال من المبكر جداً معرفة ما إذا كانت الغارات الجوية قد أسفرت بالفعل عن مقتل قياديين بارزين في كل من تنظيم داعش أو جماعة خراسان في سوريا.
ورداً على سؤال عما إذا كان على نفس موقفه السابق، بأنه قد يرفع توصية إلى الرئيس باراك أوباما، بإرسال قوات برية لمحاربة داعش إذا ما كان ذلك ضرورياً قال ديمبسي: "سوف أرفع إليه توصية بكل ما يلزم علينا اتخاذه لتدمير داعش")).
روسيا هدف آخر للتحالف:
بعيدا عن الشرق الاوسط جغرافيا - وليس ستراتيجيا- فان تحالف الناتو قد صعّد من وتيرة اعماله ضد روسيا تزامنا مع حملته في الشرق الأوسط، وقد تناقلت وكالات الأنباء والقنوات الخبرية هذه الحقيقة بوضوح.
ويكفي في هذا الصدد ان نعلم بان ألمانيا قد سمحت –لاول مرة منذ عقود- بدخول عسكري معلن لقواتها في الاراضي الاوكرانية، وقد نشرت قناة روسيا اليوم خبرا تحت عنوان (دبابات ألمانية تدخل أوكرانيا لأول مرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية) بتاريخ 14/9/2014 جاء فيه:
((أعلن وزير الدفاع الأوكراني فاليري غيليتي ليل الأحد 14 /9 أن بلاده بدأت عمليا باستلام أسلحة من بلدان حلف الناتو، وذكر غيليتي في حديث مع " القناة الخامسة" التلفزيونية الأوكرانية أنه رافق الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو خلال قمة الناتو الأخيرة وتحدث في جلسة مغلقة إلى نظرائه من الدول التي "بإمكانها مساعدة أوكرانيا"، وقال إن هؤلاء أكدوا أنهم "سمعوا أن عملية تسليم الأسلحة لأوكرانيا جارية".
وأكد غيليتي أن "العملية بدأت" في إشارة إلى تسليم الأسلحة لبلاده، معبرا عن ثقته بأن " هذه هي الطريق الذي يجب أن تسير بها أوكرانيا".
في سياق متصل نشرت مواقع إلكترونية صورا ومقاطع فيديو قالت إنها لدبابات ألمانية من طراز "ليوبارد" دخلت الحدود الأوكرانية عند مدينة لفوف قرب الحدود البولندية، وذكرت مصادر إعلامية أن الدبابات الألمانية ستشارك في مناورات " الرمح السريع -14" التي ستجري في في ميدان قرب مدينة يافوروف على بعد 50 كلم غربي لفوف، في الفترة من 15 إلى 26 سبتمبر/أيلول الجاري، وذلك بمشاركة 1300 عسكري من 15 دولة هي أوكرانيا وأذربيجان وبلغاريا وكندا وجورجيا وألمانيا وبريطانيا ولاتفيا وليتوانيا ومولدافيا والنرويج وبولندا ورومانيا وإسبانيا والولايات المتحدة .
لكن شهود العيان ذكروا أن الدبابات الألمانية واصلت سيرها باتجاه مناطق شرق أوكرانيا، في إشارة إلى إمكانية تسليمها لاحقا للجيش الأوكراني لاستخدامها في العملية العسكرية ضد المناطق المنتفضة)).
ولروسيا بالذات رؤيتها في هذا الصدد، اشارت اليه قناة العالم في مقال لها بعنوان (اجتماع "عرب الناتو" في جدة.. من "القاعدة" إلی "داعش") بتاريخ 12/9/2014 جاء فيه:
((لخص الرئیس الروسي فلادیمیر بوتین الحراك السیاسي والعسكري والأمني الأميركي - الغربي بوصفه "إحیاء الناتو" والذي یعتبره هو وغیره في دول "بریكس" تهدیداً للأمن العالمي من خلال محاولات فرض واقع جدید تحت مسمیات متعددة، منها: الأزمة الاوكرانیة، الحرب ضد داعش ومواجهة التمدد الصیني في الشرق.
والحقیقة أننا بعد قمة "الناتو" في "ویلز" والتي انطلقت في 4 سبتمبر/أيلول الجاري واستمرت 4 أيام، واجتماع "عرب الناتو" في جدة یوم أمس، الخمیس 11 سبتمبر/أيلول، والذي شاركت فيه الشقيقات الخليجيات الست بالإضافة إلی الأردن ومصر والعراق ولبنان إضافة إلی أميركا وتركيا، دخلنا حقبة جدیدة لا تبشر بخیر، بل سیكون الصراع الأمني والعسكري طابعها العام، بین روسیا وأميركا، وبین بریكس - شانغهاي من جهة والناتو من جهة أخرى، وبین محور المقاومة ومحور الاعتدال الذي یمكن تسمیته الیوم بـ"عرب الناتو"... المشكلة لیست "داعش" والتي تقول الـ"سي آي إيه" أنها تملك ما بين 20 إلی 31 ألف مقاتل في العراق وسوريا، لأنها بالأساس صنیعة أميركا - السعودیة، بل هي نتاج للجشع الرأسمالي - الإمبریالي عند الأولی (وأرجو أن لا یصفنا مثقفو البترودولار والخجولين من ولادتهم في الشرق الإسلامي، باستخدام لغة خشبیة من أدبیات الحرب الباردة لأنهم إما لا یدركون حقيقة عودة الحرب الباردة وبشكل أشد ضراوة لأن الأميركي يشعر أنه هو الذي يختار هذه المرة مواطن النزال مع الروس وسوف ينتصر ويفكك روسيا الاتحادية كما فكك الاتحاد السوفيتي قبل أقل من ربع قرن، أو أنهم (الذين تفوح رائحة الدولار النفطي من كتاباتهم وتحليلاتهم) مسوق بضاعة بدویة مخزونة في الصحراء تجد فيها جهاد النكاح وقطع الأعناق وطبخ الرؤوس وبول الإبل وفتاوى الطماطم والخيار والموز والانبهار بـ"مهند ونور" و"ستار أكاديمي" و"عائلة الحاج متولي" و"القاصرات")).
فهل يقصد حل الناتو مشاغلة الدب الروسي في عقر داره ليتفرغ للمهمة الكبيرة التي تعهد للقيام بها بنفسه في الشرق الاوسط؟

إيران مبعدة عن إطار الحلف:
بالرغم من ان ايران تعد عنصرا فاعلا في المنطقة، الا ان الولايات المتحدة الامريكية رفضت دخولها في الحلف لمحاربة "داعش"، وقد عدّ مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية ابعاد ايران هذا لغزا يتعلق بطبيعة واهداف هذا التحالف، فقد جاء في مقال له بعنوان (إشكالياتُ التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية) المؤرخ في 16/09/2014:
((تم استبعاد إيران وهي دولة إقليمية "فاعلة" في المنطقة، وهو ما يمثل إشكالية أخرى من اللغز المرتبط بهذا التحالف، وبرغم أن استيلاء داعش على الموصل في 10 يونيو، دفع الولايات المتحدة وإيران للحديث عن إمكانية التعاون لمواجهة خطر "داعش"، فإنه في نهاية المطاف تم استبعادها، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" في 11 سبتمبر أنه "سيكون من غير الملائم أن تشترك إيران في تحالف يسعى إلى قتال مسلَّحِي تنظيم "الدولة الإسلامية". وعلى الجانب الآخر، قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، "مرضية أفخم"، في 11 سبتمبر إن "ما يُسمَّى التحالف الدولي لمحاربة جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام تكتنفه نقاط غموض شديد".
ويمكن عزو استبعاد إيران، إلى رغبة أمريكية في تحالف عربي سُنِّي، خشية أن تساعد إيران في إشعال صراع شيعي-سني، مما قد يعيد حدوث صراع الوكالة الظلية، وربما ترك المجال للولايات المتحدة للعودة إلى الساحة العراقية. وإذا كانت إيران ترفض فكرة التخلي عن حليفها الأسد، فإن لا شيء يحول دون تغير ذلك. فقد فرضت إيران نفسها لاعبًا رئيسيًّا في الإقليم، وباتت جزءًا من المفاوضات والمساومات التي تدور داخل المنطقة، وبالتالي فهي لن ترضخ بسهولة، كما حدث عندما تم استبعادها في مؤتمر جنيف-2 الخاص بالبحث عن تسوية سياسية للأزمة السورية، فكانت النتيجة فشل المؤتمر.
وفي السياق ذاته، يبدو أن روسيا غير راضية عن هذا التحالف بعد إعلان "أوباما" شن ضربات جوية في سوريا تستهدف "داعش"، متشككة في نواياها، معتبرةً أنها "غير شرعية". فاستبعاد إيران وتجاهل الدور الروسي يشير إلى الربط بين قضية "داعش" وعدد من قضايا المنطقة والملفات الدولية، أهمها البرنامج النووي الإيراني، والأزمة في أوكرانيا بعد فرض عقوبات على روسيا. ولكن قد يؤدي هذا الاستبعاد إلى اشتعال ساحات التوتر أكثر، واتساع دائرة المواجهات أيضًا)).

اسرائيل تدخل معادلة الحلف:
وفي مفارقة لا يمكن اغفالها، فان لإسرائيل حصة من الفائدة في نزول الحلف الى الشرق الاوسط، وقد نقل مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية بتاريخ 17/9/2014 مقالا مترجما عن صحيفة هآرتس الاسرائيلية تحت عنوان (يا داعش ليتك كنت حماس) بقلم الكاتب تسفي برئيل يقول فيه:
((عدنا الى أسرة الشعوب، فقد غابت الحملة الصغيرة المسماة "الجرف الصامد" عن الشاشة وحلت محلها حرب جليلة دولية ولا سيما حرب تستطيع اسرائيل أن تفخر بها.
صحيح أن اسرائيل ليست جزءا من الحلف الغربي أو العربي الذي بدأ بالقصف في العراق وربما في سوريا ايضا الى أن يتم القضاء على "الدولة الاسلامية" لكن من المؤكد أنها حاضرة. فالمعلومات الاستخبارية الاسرائيلية تستعملها وستستعملها اعضاء الحلف، واذا اقتضى الامر فان اسرائيل ستبيح لطائرات امريكية أن تستعمل قواعدها للخروج في هجوم، وقد اصبحت تشعر بالدثار الدافيء للانتماء الى الشرق الاوسط العربي الذي يحارب الاسلام المتطرف.
إن شعار "حماس هي داعش وداعش هي حماس" ثبت ثباتا جيدا، وقد خلصت حرب اوباما لقطاع الرؤوس اسرائيل من عزلتها، هذا هو اوباما الذي نحبه، إنه اوبامانا.. اوباما الذي لم يؤثر فيه أن يقتل أكثر من 200 ألف سوري، لكنه هب لطرد الارهابيين الاسلاميين من أوكارهم ولسحق بنيتهم التحتية والقضاء على قادتهم، واذا قتل في الطريق بضعة آلاف من المدنيين العراقيين أو السوريين بسبب اخطاء طيارين أو مصادرهم الاستخبارية فلا يوجد ما يمكن فعله لأن الهدف مُسوغ، أو ليست داعش تستخدمهم دروعا بشرية، هذا الى أن هؤلاء المدنيين يتعاونون على العموم مع داعش على الحكومة العراقية. ويبدو ايضا أن اسرائيل أسهمت بهذه المراسم الحبيبة في الحلف. فما أجمل أن يستطيع اوباما وشركاؤه أن يفهموا آخر الامر ما تمر به اسرائيل.
لماذا يصر العالم اذا على اتهام اسرائيل حينما تدمر عشرات آلاف البيوت في غزة وتقتل 2200 انسان فقط؟ ولماذا يقارنونها بسوريا خاصة لا بأوروبا التي تخيفها رهبة الاسلام المتطرف؟ فان مجرد حساب بسيط يثبت أن اسرائيل موجودة في جانب الأخيار، وقد قتل في عملية الجرف الصامد 44 فلسطينيا كل يوم في المعدل. ويبين ضعف هذا العدد في ثلاث سنوات ونصف من الحرب الجارية في سوريا على مواطنيها أن اسرائيل لو فعلت فعلها لبلغت فقط الى 56 ألف قتيل فلسطيني، أي الى ربع عدد السوريين الذين قتلوا)).

تركيا مفردة غريبة في الحلف:
على الرغم من ان تركيا عضو اساس في تشكيلة حلف الناتو، الا انها اعلنت رفضها الانخراط مباشرة في التحالف العسكري، ووفقا لتصريحات الرئيس التركي فان هذه الاستراتيجية كانت تتعلق بمسألة الرهائن الذين احتجزتهم داعش لديها عشية غزوها للعراق، اذ تناقلت وسائل الاعلام تصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان تؤكد بأن تركيا ستنظر في تغيير استراتيجيتها في عدم الانخراط في التحالف ضد داعش بعد أن استعاد الاتراك المحتجزين من العراق.
تجد الاشارة الى ان تركيا قد تمكنت من استعادة 49 رهينة لها من داعش في عملية استخباراتية نظيفة تماما، وقد اوردت صحيفة (سبق) هذا الخبر بتاريخ 20/9/2014 تحت عنوان (تركيا تستعيد رهائنها الـ 49 في العراق من يد تنظيم "داعش") جاء فيه:
(( قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو: "إن الرهائن الأتراك الـ 49 الذين اختطفهم تنظيم "داعش" في مدينة الموصل شمالي العراق في يونيو الماضي، قد عادوا إلى تركيا سالمين".. وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال داود أوغلو: "إن جهاز المخابرات التركي هو الذي أعاد المختطفين إلى بلادهم"... وكان احتجاز الرهائن الأتراك قد قَيّد رد تركيا على التهديد الذي يُشَكّله التنظيم لحدودها الجنوبية، وكانت تركيا قد أوضحت أنها لا ترغب في لعب دور بارز في الخطط التي تُعِدّها الولايات المتحدة للتصدي لـ"داعش" لأسباب منها الخوف على مصير الرهائن)).
ووفقا لما اورده الخبر السابق، يمكن ان نفهم موقف تركيا اللين تجاه داعش، ولكن ليس بالضرورة ان يكون هو السبب الوحيد، اذ ربما لديها اهدافا استراتيجية اخرى افصح عن جانب منها مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية في مقال له بتاريخ 16/9/2014 تحت عنوان (إشكالياتُ التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش") جاء فيه:
))ما زالت تركيا مترددة أو غير راغبة في أن تكون جزءًا من هذا التحالف الدولي، وهو ما ذكره رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو " كما أن أهداف أميركا واضحة وصريحة، وسبب رفض تركيا المشاركة في العملية العسكرية واضح بالمقدار ذاته.. فقد قال داوود أوغلو: "حذّرنا الجميع سابقًا بمن فيهم واشنطن والأسد من أنه من دون إنهاء الأزمة في سوريا، فإن المنطقة ستتحول إلى بركان غضب". فالغرب يعتبر تركيا حليفًا أساسيًّا، لكونها الدولة الوحيدة العضو في حلف "الناتو"، حيث تستضيف تركيا على أراضيها الكثير من معدات "الأطلسي"، معظمها في قاعدة "إنجيرليك" الجوية، ولكنها لن تشارك في حرب برية، مثلما فعلت في الحرب الأمريكية على العراق، التي رفضت أن تكون جزءًا من هذه الحرب. وتشديد "أوغلو" على إنهاء الأزمة السورية يرجع إلى تخوُّفها من أن التخلص من "داعش" في سوريا، قد يساعد على إضفاء الشرعية على نظام الأسد، حيث خاضت تركيا حملة طويلة من أجل التخلص من نظام الأسد، ولكنها فشلت وما زالت ترفض فكرة هزيمتها في الحرب بالوكالة.
وقد واجهت تركيا معضلة تعاون كردستان العراق مع القوى الكردية المعادية للدولة التركية مثل حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديموقراطي في سوريا؛ حيث أن مشاركة تركيا في الحرب مع الأكراد ضد "داعش"، سيعني مساندتها لمقاتلي حزب العمال، وربما سيسهم في تقسيم العراق، حيث ما زالت أزمة الرهان، واحتجاز 49 دبلوماسيًّا تركيًّا، تمثل ورقة ضغط على تركيا، وهو ما جعل الحكومة والإعلام التركي يرفض الإشارة إلى "داعش" باعتبارها منظمة إرهابية، ويُكتفي في بعض الأحيان بالإشارة إليها بالجماعة المتطرفة، حتى عندما أشار أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي حينها ورئيس الوزراء الحالي، أطلق عليها بالـ مروعة terrorized وليس الإرهابية terrorist، وهو ما يعكس أهمية المكانة التي تتمتع بها "داعش" في ذهنية القيادة التركية)).

لبنان وحزب الله والحلف:
نشرت جريدة العرب الدولية بتاريخ 13/9/2014 مقالا بعنوان (التحالف الدولي ضد الإرهاب يثير مخاوف حزب الله) جاء فيه:
((يستشعر قادة حزب الله اللبناني خطرا كبيرا إزاء التحالف الدولي الجاري تشكيله في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بداعش. ورغم عدم إعلان موقفه النهائي من هذا التحالف إلا أن تصريحات قياديين من الصف الثاني في الحزب تعكس مخاوف كبيرة، من أن تشمل الحرب على داعش حزب الله.
هذه المخاوف عبر عنها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب كامل الرفاعي، في تصريحات صحفية، بقوله إن هذا التحالف وموقف الولايات المتحدة -في إشارة إلى إقصائها لكل من إيران والنظام السوري وروسيا من التحالف الجديد- “لا يوحيان بالثقة”.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن ليل الأربعاء في ذكرى الحادية عشرة من سبتمبر عن تحالف تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد داعش “في كل مكان” ويستثنى منه كل من النظام السوري وإيران... وجاء خطاب أوباما قبيل قمة جدة التي حضرها وزير خارجيته جون كيري وقد ضمّت وزراء خارجية عرب من بينهم الوزير اللبناني جبران باسيل الذي ينتمي إلى فريق 8 آذار، هذا فضلا عن حضور تركي رفض المشاركة في الحرب الدولية ضد داعش.
ووقع وزير الخارجية اللبناني على البيان الختامي للقمة، كتأكيد على انخراط لبنان ودعمه للمشاركة في هذه الحرب المعلنة على التنظيم المتطرف، إلا أن مصادر مطلعة كشفت عن تململ وامتعاض صلب الحزب لخطوة باسيل ممثل الحكومة اللبنانية.
ويرى المتابعون والمسؤولون في لبنان أن مخاوف حزب الله تبدو مشروعة بالنظر إلى أنه جزء لا يتجزأ من الأزمة السورية من خلال انخراطه فيها ومساهمته في إطالة أمدها، وهو ما أفضى في النهاية إلى بروز تنظيم الدولة الإسلامية الذي بات يهدّد كامل المنطقة ومن ضمنها لبنان. وفي هذا الصدد قال عضو كتلة المستقبل النائب خالد زهرمان في حديث إذاعي إن “إرهاب النظام السوري والمليشيا الإيرانية منذ 4 سنوات هو الذي ولد إرهاب داعش وأخواتها”، متسائلاً “هل سيتم ضرب إرهاب المجموعات المقاتلة مثل حزب الله وغيره؟”.
ولئن يحاول الحزب إبداء تحكمه بالمشهد خشية إرباك عناصره في سوريا وفي الداخل اللبناني، إلا أن وسائل الإعلام المقربة منه لم تستطع كتمان هذه المخاوف، محذرة من أن استهداف الحزب والنظام السوري، سيشعل كامل المنطقة... وفي هذا الشأن أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن دعمه للجيش اللبناني في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” ، دون أن يحدّد طبيعة هذا الدعم.. جاء ذلك خلال لقائه ومستشارته للأمن القومي، سوزان رايس، في البيت الأبيض، وفدا مسيحيا شرق أوسطي بقيادة البطريرك اللبناني الماروني الكاردينال بشارة الراعي، حسب بيان صادر عن البيت الأبيض أمس الجمعة.
وأشار البيان إلى أن الرئيس الأميركي أكد على التزام بلاده “محاربة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وباقي المجاميع الإرهابية على الشعوب في العراق، وسوريا، ولبنان، والشرق الأوسط إضافة إلى المواطنين الأميركيين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/20



كتابة تعليق لموضوع : حلف الناتو ...... يغزو الشرق الأوسط
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net