صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

التقسيم بالدم!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رَحِمَ الله وزيريَ خارجية فرنسا وبريطانيا (فرانسو جورج بيكو , ومارك سايكس) , اللذان قسّما غنائم الدولة المريضة بسرية تامة , وتفاهم مع وزارة خارجية روسيا القيصرية .
وقد كشف الشيوعيون في ثورتهم عام 1917 عن الإتفاقات التي جرت بينهم , ما بين (11\1915  -  5\1916) , والتي أسفرت عن إتفاقية (سايكس - بيكو).

أ تعرفون لماذا علينا أن نترحم عليهما , لأنهما قسّمونا على الورق وبسرية وبرحمة , أما اليوم فمجتمعاتنا المسلوبة الإرادة , والمكبلة بقدرات القوى المفترسة الجديدة , التي وجدت أن مصالحها في القرن الحادي والعشرين تتطلب تقسيمنا بالدم , فأخذت ترسم الحدود بنزيف عروق الأبرياء ,  فما عادت الحدود الجغرافية السياسية الموضوعة على الورق تنفع في عصر الإنترنيت , والحل الأمثل هو التقسيم بالدم.

ومعنى ذلك أن تقام حدود قتالية ذات جدران عاطفية وإنفعالية عدوانية مرعبة ما بين أبناء المجتمع الواحد , تمنعهم من التمتع بالتواصل مع بعضهم عبر شبكات الإنترنيت , وإنما تتحول مواقعها إلى ساحات قتال وميادين عدوان وترهيب وتدمير , لإزهاق روح العروبة والدين والتأريخ.

فما يجري اليوم في منطقة الشرق الأوسط هو التقسيم بالدم , وبوقاحة وصراحة وعلنية وعدم إكتراث للملايين , التي تقاسي الويلات والتداعيات , لأنها وُضِعَت في خانات الأرقام المهجورة على يسار رقم المصالح العتيد.

التقسيم بالدم هو أفضل الحلول وأمهرها لإشغال أبناء المنطقة ببعضهم , وإستنزافهم لطاقاتهم , لكي تتحقق أفظع سرقة في التأريخ لثرواتهم ووجودهم الحضاري.

فما دامت المنطقة قد وُصِمَت بالأوصاف السلبية , وتوفرت مسوغات الفتك بها , وتزاوج فيها الدم والهدم كشعار وهدف وعقيدة , فهذا يعني أنها ستتحول إلى كينونات متناحرة متصاغرة خانعة تابعة  , متفانية متهالكة مندفعة في دروب التهاوي والخسران المروّع الشديد.

فالمُقسِّمون بالدم هم أشرس مما يخطر على بال , والذين يساهمون في سجير الويلات , هم القوى التي قررت أن تحقق مصالحها بنزيف أبناء المنطقة أنفسهم لا غيرهم , فتقاتلوا أيها العرب والمسلمون , وتذابحوا وتثاءَروا , فهذه حياتكم ومصيركم ولا خيار عندكم إلا أن تتقاتلوا , وتبيدوا عن بكرة أبيكم , كما بادت الديناصورات بأكل بعضها البعض من قبلكم.

نعم لا خيار عندكم أمام ساطور الدم سوى القتل البشع المشين , وحزّ الرقاب بالسكين , فأنتم بلا قدرة على تقرير مصيركم , وإدراك قيمة بلدانكم وأنوار دينكم , فليقتلكم دينكم , وتحرقكم أنواركم , التي تحولت في عرفكم الخلاق إلى نار وسعير دفاق!!

فخريطة الشرق الأوسط الجديدة يتم ترسيمها بالدم , فهل عندكم ما يدحض هذا الترسيم وسلوكه الأليم؟!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/17



كتابة تعليق لموضوع : التقسيم بالدم!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net