صفحة الكاتب : علي محمود الكاتب

أيها الساسة ....أرحموا شعبكم
علي محمود الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 انتهي مؤتمر اعادة اعمار غزه المنعقد بالعاصمة المصرية القاهرة ، ولاشك أنه قد أسفر عن نتائج مبهرة لم يتوقعها الكثير من المحللين الاقتصاديين والسياسيين وحتى رؤساء دول عظمى ، وبدأت أحلام المشردين نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ، تخطو أول خطواتها نحو البناء ، حيث سمحت إسرائيل بالأمس بدخول مواد البناء ولأول مره منذ سنوات طويلة ، كما لاحت أنفراجات أخرى في الوضع الغزي فقد قررت العزيزة مصر تقديم تسهيلات كبيره بشأن الحركة على معبر رفح الحدودي ولا ننسى أيضا الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية بشأن استيعاب البطالة العمالية داخل فلسطين المحتلة وكذلك مطالبة إسرائيل بإعادة تفعيل الممر الآمن بين شطري الوطن ، كلها ولا شك انجازات تستحق الثناء والتقدير....

ولكن ولينجح الأمر برمته لابد من تضافر كافة الجهود الوطنية ليس عبر القبلات وتوزيع الابتسامات وتلك التصريحات الداعية للوحدة الوطنية ، ولكن بخطوات عملية وقانونية تمكن حكومة التوافق الوطني من بسط سيطرتها الفعلية الكاملة على مناحي الحياة في قطاع غزة والبدء في قضية الاعمار فوضع العصا في الدواليب لن يضر بكبار القوم من الساسة هنا أوهناك ، وإنما سيذهب ضحيته المواطن المنكوب والذي فقد كل أمل في النجاة !

وواهم من يقلل من أهمية قضية تسليم أركان السلطة في غزة لحكومة التوافق الوطني ، فالقصة ليست مناصب أو مكاتب أو تحكم طرف بطرف ولا استبدال موظفي "غزة" بموظفي "رام الله" وإنما هي تجسيدا لتطبيق القانون وللاتفاقيات التي مللنا ونحن نهلل لها تارة بفلسطين ومرات عديدة بالمملكة العربية السعودية ومصر وبلدان أخرى!

آن الأوان لنفهم أن كل الدول التي قررت مشكورة المساهمة في إعادة أعمار غزة ، أنها دولاً متحضرة لا تعترف ولا تؤمن بنظام قيادة الحركة أو الفصيل وإنما تتبع منهج علمي لإدارة الحكم من خلال مؤسسات شرعية ورسمية وبناء عليه فأنها لن تقبل بهذا الوضع القائم في سياستنا الداخلية ولا بخروج الناطقين الإعلاميين يوميا كل منهم يغنى على ليلاه وبالتالي سنفقد الدعم المنوي منحنا إياه !

فلنتقي الله في هذا الشعب ولنسعى جميعاً شمالا وجنوبا من أجل ترميم هذا الوطن على كل الأصعدة وبالأخص وضعنا السياسي ، فلا يعقل أن يبقى الحال على ما هو عليه من تعنت وتزمت لفكرة الأنا ،  وفصل الشتاء قادم والناس مازالت تبيت في العراء أو تنتظر صدقات المحسنين والمساعدات المقدمة من وكالة الغوث والمنظمات الاهلية ، ولنعلم أننا في الوقت الذي يتعمد فيه البعض وهم وللأسف كثر إيقاف عجلات قطار الوحدة الوطنية أو حرفه عن مساره ، تركب إسرائيل طائرة الاستيطان وتهويد القدس دون رادع أو عقاب !

ونقول ختاماً ان لم نقف مع أنفسنا  أولاً ، ونسير وفق الآليات التي صاغها النظام الأساسي والقانون الفلسطيني فلن يقف لجوارنا احد وستصبح كل مليارات الأعمار مجرد حبر على ورق !

قال تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة: 105)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمود الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/16



كتابة تعليق لموضوع : أيها الساسة ....أرحموا شعبكم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net