الهروب ليس حلا يا قداسة الاب
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في الاجتماع الأخير الذي حدث في كندا بتاريخ 27/9/2014 والذي جمع عشرات الآباء المقدسين لمناقشة ما يحدث لمسيحيي العراق. تكلم الناطق الرسمي بإسم الاجتماع الأب (مار اسحاق اسكندر السرياني) وفي كل جملة كان يقول : (الرب يسوع ، ربنا ومخلصنا ، يسوع الهنا ومنقذنا). وكانه مولع بهذه الالقاب التي لايرضى بها يسوع نفسه ولربما يتضرع إلى ربه طالبا الغفران لو سمع احد يقول له إلهي يسوع خلصنا.

انتهى الاجتماع وتقدمت وجلست قرب الأب مار اسحاق ثم قلت له : أبي العزيز ممكن اسألك سؤال. قال نعم تفضلي يا ابنتي .

قلت له : أين قال يسوع في الإنجيل بأنه رب ، او انه إله ؟

قال : يسوع نفسه لم يقل ، ولكن التلاميذ كانوا يُنادنه هكذا : يارب . ولم يعترض يسوع على ذلك. 

قلت له : ولكن يسوع رفض ان يُقال له : يارب . ووضح لهم معنى كلمة رب وانها لا تعني الإله. 

قال : اين ذلك ؟ قلت له نعم ذلك موجود في الكتاب المقدس في إنجيل يوحنا 1: 38 حيث يقول (( فالتفت يسوع فقال لهما : ماذا تطلبان ؟ فقالا : ربّي ، الذي تفسيرهُ : يا معلم)). فتبين ان كلمة رب تعني معلم أو مربي .

فاعتدل الاب في جلسته وقال : ولكن يسوع ليس القائل بل ان الشخصين قالا ذلك ؟

قلت له : وماذا تقول في قول يسوع في إنجيل مرقص 12 : 39 (( فأجابهُ يسوع اسمع الرب إلهنا إله واحد .وتحبهُ من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك لأنهُ اللهُ واحدٌ وليس آخرُ سواه)).

فقال الأب : يسوع هنا يعني نفسه بأنه هو الرب الذي يجب ان يحبوه من كل قلوبهم وهو الواحد الذي ليس آخر سواه.

قلت له : ولكنك قلت قبل قليل ان يسوع لم يقل ذلك بل التلاميذ قالوا ذلك . ثم هل انت مقتنع بهذا الكلام من أن يسوع هو الله الكلي القدرة .

قال : نعم !!

قلت له : ولكن اخبرني عن هذه الفقرات التي وردت في مختلف الأناجيل هل هي من صفاة الرب الله الكلي القدرة ؟!

قال : واين هي وماذا تقصدين . .

قلت له ورد في إنجيل متى 4: 2 (( فبعد ما صام ــ يسوع ــ جاع)). وفي إنجيل متى أيضا 21: 18 (( وفي الصبح إذ كان راجعا إلى المدينة جاع)). وكذلك قوله في إنجيل مرقس 11: 12(( وفي الغد عندما خرجوا من بيت عنيا جاع)).

وفي انجيل متى 25 : 35 (( اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس ، لأني جعت فلم تطعموني ، وعطشت فلم تسقوني وكنت غريبا فلم تأووني . وعريانا فلم تكسوني)). فكما ترى يا قداسة الأب ان الله هنا يشتم ويلعن الناس ويصفهم بالملاعين ويدخلهم النار مع إبليس لأنهم لم يعطوه طعاما ولا ماءا، بس هاي مال عريان لم افهمها.

وفي إنجيل يوحنا 19: 28 قال يسوع : (( أنا عطشان)) . وفي إنجيل لوقا 8 : 23 (( وفيما هم سائرون في السفينة نام)). وفي إنجيل يوحنا 11: 33 (( فلما رآها يسوع تبكي انزعج واضطرب )). 

وفي إنجيل يوحنا 4: 6 (( فإذ كان يسوع قد تعب من السفر، جلس على البئر)). وفي إنجيل متى 15: 21 (( ثم خرج يسوعُ من هناك وهرب إلى نواحي صور وصيداء)). طبعا يا قداسة الاب انتم تترجموها (انصرف) لأن كلمة (هرب) لا تليق بالرب.

وفي إنجيل مرقس 15: 37 (( فصرخ يسوعُ بصوتٍ عظيم وأسلم الروح)).

فماذا يعني لك كل ذلك يا قداسة الأب المحترم . هل تعني لك شيئا هذه الاقوال : ( جاع ، عطش ، تعب ، ثم يصرخ أنا عطشان ، نعس ونام، ثم ينزعج ويضطرب . ثم ما معنى قول الإنجيل : فصرخ يسوع بصوتٍ عظيم وأسلم الروح ، يعني مات).

بقى الأب المقدس ينظر بين قدميه متأملا وهو يتمتم. ولا ادري ماذا يقول في داخله وفجأة قطع حديثنا احد الاخوة جاء ليسلم على قداسة الاب ، فقام الأب ورحب به ثم اخذ بيد الاخ وتمشى وهو يتحدث معه بحميمية بالغة وكانه ابن او اخ او اب ثم اختفى خلف المطعم.

فبحثت عن هذا الاخ الذي جاء وسلم على الأب المقدس ، فوجدته . فسلمت عليه وسألته : هل تعرف قداسة الاب مار يعقوب ؟

قال الأخ : لا ، لا أعرفه ولكني احببت ان اسلم عليه لنيل البركة.

فقلت له : ولكني رأيته اخذ بيدك وسلّم عليك بحميمية بالغة وحرارة عالية وكأنه يعرفك او كانك قريبه.

قال : وانا ايضا استغربت ذلك وتعجبت كثيرا، فسألته : هل تعرفني يا جناب الاب ؟ فلم يجبني بل انصرف مسرعا ليندس بين بقية القساوسة.

حملت حقيبتي وخرجت من قاعة الاجتماع وأنا اخشى ان يخبره احد الحضور بحقيقتي. فتركته يجوس في حيرته وانصرفت.

الموضوع السابق الانسان بين استغلال الفرص ..وتحقيق النجاح

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat