صفحة الكاتب : باقر العراقي

من أين نبدأ مع داعش؟
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
التاريخ لا يكتب مرتين، ولا يستطيع الزمن تغيير حقائقه، مهما كان عداءه معه، ومهما كثر المزورن، والثوابت الإنسانية تبقى كما هي، لأنها لا تتغير مع التاريخ، فالصدق يبقى الطريق الأمثل للنجاة، والفرج يبقى طريقه؛ العمل المستمر مع الصبر، والشجاعة في كبح جماح النفس، وليس في ذبح الآخرين، والمروءة والكرم والسخاء والتضحية وحتى التفاؤل، كلها ثوابت لم تتغير، ولم يجرؤ أحد على المساس بها.
يقال أن من العرب كرماء، وشجعان، وصادقون ، ويقال أيضا هناك بخلاء وجبناء وكاذبون، لكن لا أحد من العرب يدعوا إلى الصفات الذميمة، وفيهم الكثير ممن يمتلكون صفات الرذائل، بل وفيهم أرذل ما خلق الله سبحانه وتعالى.
التاريخ كتب عن أول قاتل في الدنيا، وهو قابيل الذي قتل أخيه هابيل، فالأول كان بخيلا فأعطى الرديء، وقتله لأخيه كان حسدا وجبنا، ولم يكن صادقا مع ربه، بينما هابيل الكريم مع ربه الشجاع الصادق مع نفسه.
إستمرت القصص الحزينة، وكثرت الرذائل، وقلت الفضائل، ولا عذر للصادقين غير الصدق، ولا عذر للشجعان غير محاربة النفس أولا، ولا يُقبل العطاء من غير الكرماء، حتى وإن كانوا على شح وفاقة.
أما اليوم فيستمر الصراع، وليس لنا إلا التزام الفضائل، إن كنا نبحث عن وطن ضائع، فالحرب مع أنفسنا أولا وليس مع بعضنا هي الحق، والجهاد ليس فقط في ساحات القتال مع داعش، بل في ساحات السياسة أيضا.
علينا أن نصحوا وننظر للتاريخ، وماذا سيكتب عنا؟  فلو صح ما قيل أن داعش رفعت رايتها اليوم على جبل عرفات وفي يوم عرفه، ولو صح أن منسق قوات التحالف ضد داعش "جون ألن" قال: "أن التخطيط فقط؛ لتحرير الموصل يحتاج إلى سنة"، فعلينا أن نعرف من هو عدونا؟ ومن يستطيع مساعدتنا في معركتنا، والتي يجب أن تبدأ من داخل أنفسنا، فلنطهرها بتراب الوطن، ثم بماء الفراتين، ونبدأ معركتنا مع داعش، ونعتمد على الله أولا، ثم على كل أبناء شعبنا بألوانه وأطيافه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/07



كتابة تعليق لموضوع : من أين نبدأ مع داعش؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net