صفحة الكاتب : علاء كرم الله

هي فوضى؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عذرا أن أقتبست عنوان مقالي الأسبوعي من عنوان أحد الافلام المصرية!، حيث لم أجد عنوانا اكثر تعبيرا منه لحالة الفوضى والأنفلات والأنهيار التي يمر بها العراق!، فلا زالت الحكومة (العبادية) وكابينتها الوزارية عرجاء!!،  ولازال الصراع والعناد قائما على مرشحي حقيبتي الداخلية والدفاع  بين السنة والشيعة! بسبب من عدم الثقة حتى أن الصراع على المرشحين تعمق أكثر وصار الأختلاف حتى داخل المكون السني والشيعي وكل يرى في مرشحه هو الأحسن والأقدر!!، وأمام كل ما يمر به البلد من ظروف غير أمنة وغير ومستقرة وما يتعرض له من مخاطر فأن قادة الأحزاب السياسية لم يبالوا بذلك الفراغ الأمني الخطير بتأخرهم بالأتفاق على المرشحين  بقدر حرصهم على مصالحهم الشخصية ومصالح احزابهم! حتى وان أحترق العراق!، الذي مزقته ولا تزال أنفجارات السيارات المفخخة، اضافة الى الخطر الذي يداهمه من الخارج من قبل العصابات التكفيرية لمجرمي (داعش) حيث وصل خطرهم على بعد 60 كيلومتر! عن العاصمة بغداد في مناطق (جرف الصخر،الضلوعية، عامرية الفلوجة). فأنعدام الثقة بين قادة الأحزاب (الشيعية والسنية والكردية)، لازال يشكل العنوان الأبرز للعملية السياسية منذ سقوط النظام السابق في 2003 ولحد الآن، وأنعدام الثقة هذا بين قادة الأحزاب السياسية التي تقود العملية السياسية رسخ الأنطباع لدى الشارع العراقي أكثر، بأن مصلحة الشعب والوطن لا تزال بعيدة عن تفكيرهؤلاء القادة!. فرئيس الحكومة(العبادي) لا زال يبحث عن البوصلة التي تمكنه من قيادة سفينة العراق الى شاطيء الأمان، وأنقاذها بعد اكثر من عشر سنوات من الضياع في خضم بحر من المشاكل والأزمات والمخاطر الداخلية والخارجية، ولا زالت نفس القوى السياسية التي عارضت العملية السياسية ووضعت العصي لمنعها من الدوران منذ اكثر من عشر سنوات، تتبع نفس الأساليب وتعرقل أية خطوة ممكن ان تدفع العملية السياسية للأمام؟!. كما أن المصالح الشخصية والحزبية والفئوية الضيقة وضحت بجلاء من خلال تركيبة الحكومة، فأصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم وأعداء الأمس اصبحوا اصدقاء اليوم، بلا اية درجة من الحياء والخجل من الشعب الذي أنتخبهم ! في واحدة من أكثر مشاهد الأداء السياسي مهزلة وسخرية! غير آبهين بالضحايا الذين سقطوا بسبب خلافاتهم!!. من جانب آخر لا احد يدري ما تخبئه امريكا وبريطانيا وفرنسا وباقي دول الغرب الذين نهضوا فجأة نهضة رجل واحد للدفاع عن العراق من خطر (داعش) وهم الذين كانوا بالأمس القريب يقفون موقف المتفرج عن كل ما جرى بالعراق؟!!!،فالشكوك بدأت تراود غالبية العراقيين عن مدى مصداقية التحالف الدولي في القضاء على (داعش) فبعد اكثر من 400 غارة لقوات التحالف الدولي أزدادت قوة (داعش) أكثر حيث لازالت تحتل الكثير من القرى والقصبات والمدن وتشن هجوما هنا وهناك بين فترة وأخرى ليس في العراق حسب بل في سوريا أيضا؟!؟، والذي زاد شكوك العراقيين أكثر هو أصرار تركيا كأحد المشاركين ضمن التحالف الدولي على التدخل في العراق وسوريا بريا لضرب (داعش) رغم عدم موافقة حكومة البلدين على ذلك؟!!،فالمعروف لدى كل دوائر الأستخبارات والمخابرات العالمية وكذلك لدى عموم الشعب العراقي أن تركيا ولأيام قليلة خلت كانت تدعم عصابات (داعش) وتمدهم بالسلاح والمال والخبرات العسكرية والتدريب!!! هذا لاسيما وأن غالبية العراقيين وليس السياسيين فقط يعلمون مدى الأطماع والأحقاد التي تضمرها تركيا للعراق فهي لازالت تنظر الى العراق وسوريا تحديدا والى باقي دول المنطقة نظرة الدولة العثمانية السابقة وكأنها ولايات تابعة لها!!! ولا زال لعابها يسيل على محافظة الموصل التي فلتت منها بعد أنهيار الدولة العثمانية وأعادة تقسيم المنطقة من قبل بريطانيا وفرنسا وفق معاهدة (سايكس بيكو) بداية القرن الماضي ؟!!.صورة أخرى من صور الفوضى التي يعيشها العراق هو أستمرار هجرة الكثير من العراقيين وتركهم العراق الى لا رجعة!!! بعد أن أنهوا كل ألتزاماتهم وأية متعلقات لهم في العراق (سكن،أملاك،أعمال... وما الى ذلك) بعد ان تيقنوا بأن قادم الأيام في العراق لن يبشر بالخير!!، فأطماع الدول العربية ودول الجوار والعالم كله لازالت تحوط  العراق من كل جانب! وكأن أمر ألتهامه صار قريبا من الأفواه!!، لا سيما وأن المصالح الأمريكية والغربية لازالت تميل بقوة صوب السعودية التي يبدو أنها تمتلك صوتا عاليا وقويا ومؤثرا في رسم خارطة العراق الجديد!! خاصة بعد صفقة الأسلحة التي أبرمتها مع أمريكا والتي تقدر ب(75) مليار دولار!!. اما صورة الفساد الذي حطم العراق والذي هو الأساس في كل الخراب الذي نحن عليه، والذي أصبح كالغول الذي ألتهم كل شيء أمامه وماضي لألتهام ما تبقى من بعض الضمائر الحية! التي لا زالت تنبض حبا وفداء وتضحية من أجل العراق، تطور هذا الفساد أكثر وأكثر حتى صار جبلا قويا  لم تهزه رياح الحكومات السالفة ولا رياح الحكومة التي أخلفتها!!. فأذا أراد (العبادي) أن يحارب الفساد  الذي بسببه وصلنا الى ما نحن عليه من خراب ودمار فعليه أن يتسلح بالقوة والعزيمة والأيمان وعدم الخوف والتردد من أية جهة حزبية كانت كبرت أم صغرت وعليه أذا كان جادا في ذلك أن يضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين والعابثين بدأ من حزبه وأنتهاء بباقي الأحزاب السياسية! ولا تأخذه بالله لومة لائم وعليه أن كان جادا أن يمتثل لقول الأمام علي (ع) في محاربة الباطل والفساد ( والله لأضربن الباطل بخاصرته حتى أخرج الحق منه) لا سيما وأن الشعب قد وضع الكثير من علامات الأستفهام والتحفظ على نزاهة  جميع  الأحزاب السياسية!!؟، نعم قد يكون قائد الحزب والتيار نظيفا نزيها تقيا ورعا ولكن سكوته على أعضاء من حزبه متهمون بالفساد وعدم النزاهة يدخله في دائرة الشك والريبة من قبل الشعب!!؟، فمحاربة غول الفساد الذي يمثل الوجه الحقيقي والمكمل لعصابات (داعش) ونسف جبله العالي هي البداية الحقيقية لبناء العراق والقضاء على كل هذه الفوضى. فهل يقدر رئيس الحكومة (العبادي) على كل ذلك؟! ويكون بمثابة طوق النجاة والمنقذ الحقيقي للعراق،وهذا ما نتمناه، أم سيكتب على يديه نهاية العراق وتمزيقه وتقسيمه ؟! لا سامح الله. هذا ما ستكشفه قادم الأيام والتي ستكون حبلى بالأحداث!!؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/06



كتابة تعليق لموضوع : هي فوضى؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net