صفحة الكاتب : علي مولود الطالبي

رسائلٌ لامرأة غائبة
علي مولود الطالبي
ربما لم أمنحكِ ساقًا تمشينَ عليها ...
ولم أعطكِ يدًا تقطفين البلح بها،
لكنّني ... وبكلِّ يقين الهوى
وهبتُكِ روحي على خفقةٍ من حب خالدة
***
قالوا قديمًا
"الإعتراف بالذنب فضيلة"
وها أنا ... أَخرُّ معترفًا
أن الساعة بدونِكِ : "ألفَ سنةٍ ممّا يعدّون" !
***
يحقُ لكِ المساومة على دمي
ويجوزُ لكِ هدر جسدي
ولا مانعَ عندي أن أتنازلَ عن كلِّ أعضائي
لكنّ يستحيلُ أن أسمحَ لكِ بطيفَ فكرةٍ لا نكونَ سويّاً
***
مثلُ محترفةِ فوتوشوب ...
تتلاعبُ أنفاسكِ بخصلات نبضي
ترفعُني ... تخفضُني
تقرّبُني ... تبعدُني
بشهقةِ رئةٍ واحدة 
أو نفثةِ عطرٍ من خطوِها !
***
وقداسةُ النساء أعنيها : أنتِ 
وأنتِ تعنينَ أنّكِ وحدُها
مَن أطبعُ على صدرِها قوليَ الغيّر مكرر
غاليتي : زوجتُكِ نفسي
وأشهدتُ النبضَ والروحَ على ذلك !
***
كأنّنا الغصنُ والثمر
لنا علاقةٌ وطيدة في التلاصق
وهكذا تقفُ على قصتِنا العصافير
وتتبادلُ التلاحقَ غيرةً منّا
***
كلُّ يومٍ ... أُخرجُ زكاةَ حبّي إليكِ بزهدِ تقيّ
رغم أنَّ عناقَنا لم يبلغ النصاب !
***
أعطيتُها قلبي
وهبتُها روحي
وسلّمتُها عمري
فقط نسيتُ أن أتركَ لها فمي
لتأكُلَني وقتَ ما تشاء
***
لديَّ ملحوظةٌ مهمةً يا مولاتي :
كلمةُ شاعرٍ أو مفردةُ رسامٍ مثلاً
أو نحات ... 
حينَ نطلقُها على شخصٍ
يستحقُ تقلّدَها كَمْ يكونُ ذلكَ نفيسَا ؟؟؟
وحقِ مَن فضحَ السماءَ بالنجومِ
أنتِ أسمى مِن تلكَ الصفات بلا منازع !
***
هذه الأرضُ أكثرُ قسوةً مِن الرحيل
ترفضُنا رغمَ جمالِ نسائها
ذلكَ أنّها لا تعرفُ معنى الوليد !
***
تمنيتُ يومًا أن أتوب
ومرةً أن أحجّ وأخرى أن أسكر
وحين عرفتكِ فعلتُ كلَّ ما سبق
ومعها سجدة عشق واجبة
***
ستهاتفُني العرافةُ أمس غدٍ
تنبهُني لصفقةٍ مع الغيم
احزمي مشاعرَكِ
لأنّني متيّقنٌ
 أن أول هطول لكِ سيكونُ في مرآبِ حضني
***
أتدرين ...؟
إنّ فكرةَ بعدُكِ عنّي
أشدُ رهبةً مِن فتاةٍ عذراء
هددوها بفضّ غشاءِ بكارتها !
***
كما يختارُ البحرُ ساكناتَه مِن الصدف ...
أختارُ قبلاتي لكِ
وأنسجُها عقدًا على عنقِكِ المرمريّ
***
وأنتِ تطرّفينَ حاجبيّكِ تذكّري :
أنّ هناك رجالاً ينتظرون الشهادة !
***
نملكُ العلماء بكلِّ مجال
وتاريخَنا بعرضِ السماء
ولا شكَ في أعدادِنا المليونيّة
إلّا إنّنا أكثرُ الشعوب قهرًا
لأنّنا رسبنا في إمتحان الإنسانية 
لمرافقةِ النفاق
***
أشدُ مِن تسلّطِ دكتاتوري
وأرغبُ مِن شهوةِ ذكر
وأعنفُ من يدِ قصّاب
وأشفقُ مِن قلبِّ أُم
هو حناني عليّكِ
***
أنبّلُ الخيبات :
أن تطرقَ الحبَّ
وأنتَ لا تدركُ أن بيبانَهُ مقيّدةٌ بالأنانية
***
لا تقولّي أحبُّكَ
لا ترسمّي لي قبلة
لا ترسلّي باقة ورد
لا تحتفظّي بذكرياتي
فقط ... 
اعتني بنفسّكِ
 لأدركَ أنّكِ مازلتِ على قيدِ قسوتكِ
***
لا شكَّ في كرمِ السماء
لا أفضلَ مِن غذاءِ الفاكهة
لا أجملَ مِن نومٍ بلا قلق
لا أروعَ مِن صباحٍ بلا توتّر
لكنّ الأهم :
أنّي سأسجدُ بين قدميّكِ متوسلاً شفاءكِ
***
لا ضيّرَ لو إفترقنا
ولو إحترقنا أيضًا
وحتى لو متنا
لكنّ الطامة :
أن لا تحسّيني أبًا وأخًا وطفلاً قبل الغرام
***
هل تخافينَ الإفتراق ؟
أنا أكثرُ صعقةً منكِ
لا ... لا تخشيّه فإنّ ما غرسّناهُ مِن عِفّة القُبلات
لا تقلَعَهُ الظروف !
***
تصدّقينَ بالله ؟
لو إحتجتي لإحدى كليتيّ سأتبرّعُ لكِ بها
لكنّ :
 وحقهِ !
 أحبُّ أَبَوَيَّ أكثر !
***
تُحبّينَ الحضنَ صح ؟
وتكرَهينَ الشتاء ؟
ماذا لو صرتُ خلفَكِ
وطوقّتُكِ بذراعيّ 
وأنفاسيّ مدفئة ؟
***
تشتهينَ الماءَ أم تعطشين ؟
ومازلتِ صائمةً عنّي
ما رأيكِ 
أن يكونَ فمي ساقيةَ ماءٍ 
وشفتيّ بلح ؟
***
عذرًا لجرأتي !... آسف لخدشِ حياءكِ
لكنّ !
 وبأمانةِ محبٍّ يُخلِصُكِ
إن أكثرَ رغباتِ القربِ إليكِ
عند الحيض !
ذلكَ أنّكِ أخبرتيني آلام النفسِ والجسدِ
 فلبيّتُ !
***
أصحُ الصّحِ
 أن لا تكترثي لضوضاءِ العذّال
ما دمتُ قد أشهدتُ الله حبّكِ
و صلّيتُ لرضاكِ
وصمّتُ عن غيركِ
وزكيّتكِ حناني
وحجيّتُ لراحَتِكِ
***
مؤتَمَنةٌ
 أن تشكيني "الأنتربول"
لو نبضةٌ
 خفقتْ لغيّركِ
***
حذاري من وسائدِ الأسِرّة !
إنّها أقلُ أمّنًا من صدري
وأكثرُ خشونةً مِن حشائشه
وخاليةً من طمئنينة طوقي
***
أتدرينَ لماذا أحبُّ أمّي ؟
لأنّها علّمتني :
إن أضفّرَ شَعركِ
وأقلّمَ أظافركِ
وأهذّبَ حاجبيكِ
وقالتْ لي 
استوصي -بها- خيرًا
***
تنتظرينَ منّي صباح الخير ؟
أيُّ خيرٍ ؟
 وأنا مثلُ طفلِ
فطمتهُ أمّهُ عن الرضاعة
دونكِ !
***
صوّبوا نحوي كلّ أدوات الموت 
واعطوني فرصة واحدة
أوصيكم : 
لا تقتلو – من بعدي- أحدا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي مولود الطالبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/06



كتابة تعليق لموضوع : رسائلٌ لامرأة غائبة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net