صفحة الكاتب : فلاح المشعل

المطر الأحمر والخريف العراقي ...!
فلاح المشعل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تظاهرالإرتياح لدى العراقيين بعد صمت قصيرلأصوات الإنفجارات وتنفس الأمل مع حكومة مافتئت تبشر به ، تشرين يطرق الأبواب ويخفف من حرارة الحيطان والبيوت والشوارع ،مساءات منعشة، ورغبات تنادي على مطر مبكر يغسل البلاد من أحزانها ،ويزيل عن الطرقات آثار الدماء والدموع .
بينما تراوح الأحاسيس والرغبات للعيش في خريف بلا موت بدأ المطر الأحمر يتساقط بغزارة في بغداد والبصرة وبابل وكربلاء المحملة بنشيج التاريخ والأحزان .
مطر أحمر يتساقط بالتزامن مع ضحايا داعش من جنودنا البواسل وابطال البيشمركة ورجال العشائر الأبية ومايترشح من سيول تحت سكاكين "الدعشّنة " و"الملشّنة" لتثبت ان نظرية الأواني المستطرقة تنطبق على دماء العراقيين ، بخلاف ماأراده البعض من المجرمين .

أرامل جدد ، وايتام آخرين سيبكي العيد لحظة استقبالهم ويغلق أراجيحه في تضامن ماعاد يجذب الآخرين ، فقد انتابهم الملل وجفت محاجر العيون من الدمع ..!

نحن نموت يوميا بسبب ان الحكومة والدولة لاتستطيع حمايتنا، بل صارت تحتمي بأجسادنا ، بعد ان افترست أحلامنا وسرقت حقوقنا وأهدرت زماننا ووضعتنا في غياهب الجب ، ولم يحضر بعد من يلقي لنا بدلوه ويخرجنا ..!؟

المؤسسة الأمنية المتعفنة بالفشل والفساد ،اصبح واجبها عرض أرقام الضحايا على طريقة مايفعل مراسلوا الفضائيات ..؟

الحكومة لم تكترث لعدد الضحايا ولم تستح من الله ولامن البشر ...تكرم الخونة من قادة الجيش والمؤسسة الأمنية، وتتستر على من سلّم ثلث البلاد لداعش والإرهاب ، ووضع الثلث الثاني تحت سلطة الميليشيات ...تلك هي حكومة "مختار العصر" الذي لم يكتب له النجاح بدورة ثالثة تجعل المطر الأحمر ينزل كل يوم في موسم يكتب نهاية للوجود العراقي .
ضحايا وقبور ويأس ، آمال مفقودة ترافقها جريمة منظمة واخرى فالتة ، هذا الواقع الجنوني، واقبال الناس على انتخاب القتلة واللصوص والتصفيق لأحزاب التفليش الوطني وكل ماهو شريف ومستقيم ، يضع العراق في الصفحة الأولى من تاريخ الخرافة والأساطير.. ويعيش مواسم متواصلة لاينزل فيها سوى المطر الأحمر .

واذ يدعو تشرين الناس الى تأمل شبه حزين يرنولتحولات الطقس والعمر المؤطر بأوراق الشجر المتساقط ، ويندفعوا للتحوط من برد مفاجئ ومطر داهم ، يستمر العراقيون بتشييع ضحايا والإقامة بالمقابر ونزيف المطر الأحمر، وهم ينتظرون بإرادة مفلسة، رحمة الله والحكومة والبطاقة التموينية و"تنكة" النفط المفقود ، ومايمكن ان يرتق حيدر العبادي من شقوق ثياب الفساد الموروث من زعيم حزبه ..؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح المشعل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/01



كتابة تعليق لموضوع : المطر الأحمر والخريف العراقي ...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net