صفحة الكاتب : اياد السماوي

تى لا نكيل التّهم جزافا
اياد السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


أوساط سياسية وإعلامية وّجهّت اتهامات صريحة ومباشرة للسيد نوري المالكي , بأنّه يقف وراء الدعوّة لتظاهرات اليوم الداعية لإسقاط حكومة السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي , فقد قال النائب أحمد السلماني من اتحاد القوى السنيّة (( إنّ تظاهرات 30/9 سياسية واضحة يحرّكها طرف سياسي ينتمي للمالكي لمحاولته إفشال حكومة العبادي في مهمته , وقال إنّ المالكي يحاول وضع العصى في الدواليب , لعرقلة الحكومة وحتى لا تفتح ملّفات قديمة )) , كما أنّ ائتلاف السيد عمار الحكيم وعلى لسان النائب سليم شوقي قال (( أنّ هنالك بعض المقرّبين من السياسيين لا يريدون للعبادي النجاح لأنّهم اعتاشوا على الأزمات والخلافات , وإنّ هذه التظاهرات التي يدعو إليها البعض هي رهان الخاسرين )) , كما أنّ كتلة الأحرار بزعامة السيد مقتدى الصدر وعلى لسان النائب عواد العوادي اعتبر (( إنّ تصرفات المالكي وأنصاره فيه إساءة للعراق والعراقيين , وقال إنّ بعض أنصار المالكي عليهم التّحلي بالخلق السياسي والخلق الحكومي )) , (( أنا شخصيا لا أعرف ماذا يقصد السيد النائب بالخلق الحكومي )) , كما إنّ بعض الصحف المحلية الصادرة هذا اليوم الثلاثاء 30/9 قد ذهبت لأبعد من هذا , فقد ذكرت صحيفة الدستور إنّ مصدرا سياسيا مطّلعا كشف عن وجود اجتماعات تعقدها شخصيات كانت محسوبة على العملية السياسية بالتعاون مع رجال أعمال وقادة عسكريين وإعلاميين , والهدف بحث سبل إسقاط الحكومة الجديدة وإفشالها أمام الراي العام )) , من دون أن تسمي الصحيفة أسم هذا السياسي المطّلع , وبدورنا كمحللين سياسيين ومتابعين للشأن السياسي العراقي , نريد أن نقف على حقيقة هذه التظاهرات والداعين إليها , وهل للسيد نوري المالكي علاقة بها أو بالداعين إليها من قريب أو بعيد ؟ ولماذا توّجه له أصابع الاتهام بالدعوّة لهذه التظاهرات ؟ وهل يعمل السيد نوري المالكي حقيقة على إسقاط حكومة السيد حيدر العبادي ؟ , أسئلة سنجيب عليها بالمنطق والوقائع وليس من خلال كيل الاتهامات جزافا دون منطق أو دليل .
أولا / إنّ الدعوّة لهذه التظاهرات قد تمّ الإعداد والتهيأة لها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ومن قبل ناشطين على هذه الشبكات , وليس للمالكي علاقة باي منهم , لا من قريب ولا من بعيد , بل ويجهل الجهات التي تقف ورائهم وما تهدف له هذه الجهات , وهذا ما أكدّه في بيانه الذي أصدره عن هذه التظاهرات .
ثانيا / إنّ الدعوّة للتظاهر من خلال شبكات التواصل الاجتماعي , اسلوب دأب عليه العراقيون بعد أحداث الربيع العربي , وأول من دعى له هم خصوم السيد نوري المالكي في تظاهرات آذار عام 2012 .
ثالثا / إنّ هذه الدعوات قد جائت بعد الأحداث المأساوية التي حصلت في السجر والصقلاوية والتي راح ضحيتها المئات من المقاتلين بسبب قرار رئيس الوزراء بإيقاف القصف الجوي على أماكن تواجد الإرهابيين , وعدم نجدة المحاصرين مما أدّى إلى إبادتهم جميعا بالرغم من النداءات والمناشدات للقائد العام للقوات المسلّحة .
رابعا / إنّ السيد نوري المالكي وفي بيان رسمي له قد رفض هذه الدعوات جميعا ودعى أعضاء حزب الدعوّة وأنصاره لعدم المشاركة فيها , وقال إنّه يجهل القائمين بها والداعين إليها وماهيّة أهدافهم .
خامسا / إنّ السيد نوري المالكي قد تنازل للسيد حيدر العبادي عن حقه الدستوري واستحقاقه الانتخابي طواعية ومن أجل المصلحة الوطنية العليا للبلد , وأعلن أنّه سيدعم حكومة السيد حيدر العبادي وسيعمل بكل قوّة على أنجاحها وإنجاز مهامها .
سادسا / ولو أنّ السيد المالكي يريد إسقاط حكومة السيد حيدر العبادي كما يتّهمه خصومه , لأعلن ذلك بشكل مباشر ودعى أنصاره للتظاهر في بيان رسمي , ولكان هو شخصيا في مقدّمة المتظاهرين , وليس من خلال هذه الأساليب الملتوية .
إنّ جميع الاتهامات التي وجّهت للسيد نوري المالكي بالوقوف وراء الدعوّة لهذه التظاهرات , لم تكن قائمة على أي أساس منطقي أو دليل واضح , بقدر ما هي اتهامات كيّدية يراد منها إسقاطه وإنهاء حياته السياسية , لأنه في نظر خصومه لا يزال يشّكل ثقلا سياسيا كبيرا في الساحة السياسية العراقية , ولا يزال الشارع العراقي متمسكا به , وهذا بحد ذاته يشّكل هاجسا مرعبا عند خصومه من العودة مجددا للسلطة , وخصومه يعرفون أكثر من غيرهم ثقله السياسي والجماهيري , وحب أنصاره له وتمسكهم به .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/01



كتابة تعليق لموضوع : تى لا نكيل التّهم جزافا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net