صفحة الكاتب : فلاح المشعل

زهايمر عراقي ...!
فلاح المشعل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 حين تفقد الذاكرة تحت وطأة العمر والشيخوخة،تكون قد اصبت بالزهايمر، مرض يحيط حياتك بسياج النسيان ، فلا تعرف اسمك ولا تاريخك ويصبح كل مايتصل بماضيك مبني للمجهول ، لكن هل سمعتم أو قرأتم عن مجتمع أو شعب يصاب بالزهايمر ..؟
هذا ما يحدث مع المجتمع العراقي الذي يعيش انقلاباّ تاما في منظوماته الفكرية والجمالية والسلوكيه، بما يرشح لنا مفهوما جديدا ينص على ان الشعوب هي الأخرى معرضة لشيخوخة وهرم يصاحبه فقدان ذاكرة..!

دارت في ذهني هذه القناعة وانا اقرأ إجابات لسؤال وضع كإستطلاع تجريبي محدود شمل مائة طالب في المرحلة الإعدادية والسنة الجامعية الأولى ، السؤال يقول من هو ؟ ويضم عشرة اسماء لشخصيات عراقية اشتهرت بإبداعاتها والإسهام الفاعل في اختصاصاتها العلمية والأدبية والفنية والإجتماعية .

لم استغرب من الخطأ الذي طبع غالبية الإجابات ، لكن مالفت نظري أسم الفنان سعدون جابرالذي كان ضمن الإستطلاع ، فقد تعرف عليه ثلاثة تم استطلاعهم ، اثنان أجابا أنه مطرب عراقي راحل ، والثالث وصفه بالموسيقي ..!
وهو مايجعل السؤال عن كوكب حمزة متعذرا بالطبع ؛ "تاهت الطيور الطايرة ياكوكب ولم يبق من الأهل سوى الذكرى "

هل يعقل ان تمسح ذاكرة مجتمع في عشر سنوات ؟ ويغيّب الأديب والفنان والعالم والوجيه ،ليحل بدلا عنهم اشباه البشر من افراد الميليشيات والعصابات الإجرامية وثقافتهم في تدجين الخوف والموت بين الأهالي .؟

هل يعقل ان مئة طالب يقف المستقبل العراقي بانتظارهم ، لايعرفون شعراء مثل بلند الحيدري وحسين مردان وعبد الرحمن طهمازي ..؟
"آه لو تبكي على نفسك يارحمن ساعة ،
انت بعد اليوم قد تحتاج ان تذكر ايام الشجاعة ".


قد تكون اصوات الإنفجارات وكوارث داعش وماقبلها قد ساهم بنسف مااستقر في ذاكرة المجتمع ، وما عاد يتذكر عبد الجبار وهبي وبهنام ابو الصوف وحميد مجول النعيمي ،أو فائق حسن وفيصل لعيبي أو جميل بشير وغانم حداد ومحمد القبنجي الذي وصفه بعضهم بخطيب حسيني ...!؟

لاغرابة ان الطلبة أخطأوا بعد هذه العشر الملبدة بالموت والتهجر والمآتم المتواصلة 156يوما في السنة ، لكن المخزي ، من بين ثمانين نائبة بالبرلمان العراقي ثلاثة فقط يعرفن لطفية الدليمي ووداد الأورفلي وعفيفة لعيبي .؟

مجتمع يراوح بين المقابر والمزابل وعطايا المنطقة الخضراء ، يكون الزهايمر أيسر استحقاق له كي يخفف من وقع الألم النفسي وآثار "النستولوجيا" اي الحنين للماضي .

الزهايمر يستر العراقيين من معرفة نجوم المجتمع الجديد من عبعوب الى وزراء الفساد ، ومن البطاط الى البغدادي وسلسلة طويلة من القتلة .
لعل الزهايمر أهون على العراقيين من صيحة المعري ؛
"فياموت زر ان الحياة ذميمة +++ ويانفس جدي ان دهرك هازل "


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح المشعل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/01



كتابة تعليق لموضوع : زهايمر عراقي ...!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عباس علي ، في 2014/10/03 .

هنالك اشياء اهم قد نسيت ياصاحبي واني احييك لطرح الموضوع وهذا الوفاء
ليس سرا لبعض الناس ان هذا الاغتراب قد خطط له .....




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net