صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

أضحية العيد
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
?ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) سورة الحج / 30 .
(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج/32.
(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) [سورة المائدة الآية 2 .
(كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ)  الحشر/ 7
?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ?  الحجرات/ 13 .
?وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً?   الإسراء/  70 .
?وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ?  القصص/ 77  .
?وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً? النساء:/ 29 .
المقدمة|

التّعاون بين مختلف أعضاء المجتمع هو مبدأ أصيل متجذر في الدين الإسلامي، يوحي بهذا المعنى العديد من الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة .

إن هذا المبدأ يعكس في أفقه الاجتماعي مفهوم التعاضد والتضامن الشامل؛ حيث يهب المجتمع بمؤازرة مكوناته الفردية في حال تعرضها للأخطار من أجل تحقيق مصلحة كُلّ فرد من أفراد المجتمع والذين يشكلون بمجموعهم المجتمع كوحدة واحدة، ولعل جوهر التّكافل يبرز في قوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) [سورة المائدة من الآية 2]، ويبينه كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )...
التفاصيل |إهتم الإسلام ببناء المجتمع المتكامل ليكون مجتمعاً قوياً منيعاً قادراً على مواجهة التحديات كافة، وحشد في سبيل ذلك جملة من النصوص والأحكام لإخراج المجتمع بنياناً مرصوصاً وسدّاً منيعاً في وجه شتى أنواع المؤامرات، والتكافل الاجتماعي في الإسلام ليس مقصورا على النفع المادي بل يتجاوزه إلى جميع حاجات المجتمع أفرادا وجماعات، مادية كانت تلك الحاجة أو معنوية أو فكرية على أوسع مدى لهذه المفاهيم، فهي بذلك تتضمن جميع الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات داخل الأمة .
كما أن التكافل في بعده الروحي أرقى من التعاون والتكاتف والمؤازرة والمساعدة التي قد ينتظر المرء من الآخر وقوفه إلى جانبه بالمقابل، بل هو عون ينطلق من بعدٍ روحي لا ينشد سوى الرحمة الإلهية، ومن صفاء نفسي لا يتوسم سوى القرب من الله .
يمتاز التّكافل بالقيام على أساس التّعاون والتعاضد في تفتيت المخاطر التي تصيب المشتركين، فكل مشترك مستأمن، ومؤمن في حدود مبلغ الاشتراك الذي تبرع به أو التزم بالتبرع به ..
كما يميز التّكافل تحاشيه للتّعاملات الربوية، وبعده عن بيع الغرر .
يمتاز التّكافل بالقيام على أساس التّعاون , والتعاون هو أصل المطلب لهذا قال خير الثقلين أبو الزهراء صلى عليه وآله الساعي في الخير كفاعله وخير الناس من نفع الناس... والتعاون هو : التعاون هو تبادل المنفعة والتعاضد والتآزر في حصول الخير، وهو دافع فطرى، أودعه الله جميع مخلوقاته، منذ نشأت الحياة على سطح الأرض، فلا يمكن أن تكون هناك حياة دون تعاون .
وقد بين الله نوع التعاون الذي يجب أن يكون بيننا، كما نهى عن نقيضه وضده، وذلك قوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) المائدة /2 .
فالإسلام يأمر بالتعاون في كل ما ينفع الأمة في دينها ودنياها، ولا شك أن هذا مبدأ اجتماعي خطير،فالأمم وقد تكاثر أفرادها وتعددت مصالحها أصبح لا يؤثر فيها مجرد الفرد مهما كان قوياً، بل لابد من تعاون غيره ومساندته له، فالتعاون ضرورة اجتماعية واقتصادية وإنسانية بصفة عامة .
والتعاون على البر والتقوى يكون من كل حسب قدرته وصنعته، فالعالم بعلمه، والغنى بماله والصانع بحرفته….، وهكذا يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة، وفى الحديث:"المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم "
وقد ضرب الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مثلا للمتعاونين بالجسد الواحد وكيف تتعاون أعضاؤه: "مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى "
فتعاون أخي المسلم مع أسرتك ومجتمعك فيما فيه النفع للجميع .
ومن تعظيم حرمات الله - تعالى - تعظيم المقدسات الإسلامية، وتعظيم الشعائر الدينية، وتعظيم المسجد الحرام، ومعرفة مكانته ومنزلته، وأنه أشرف البقاع على وجه الأرض، وأن الذنوب فيه أشد حرمة وأعظم من غيره، ويجب تعظيم شعائر الله - جل وعلا - فيه لقوله - تعالى -: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} الحج ,وتعظيم مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، والأدب مع صاحبه، وعدم رفع الصوت على سنته؛ أو تقديم قول أحد من البشر على قوله .
والشعائر منها ما هو زماني، ومنها ما هو مكاني :
-   فأما الشعائر الزمانية فمن ذلك الأشهر الحرم، وشهر رمضان، وهناك من الناس من يعظم شعبان أو غيره من الأزمنة أو الأمكنة التي لم يعظمها الله - تبارك وتعالى -، ولا ينبغي ذلك، بل على الناس تعظيم ما عظمه الله وعظمه رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، على الكيفية التي أَمَرُوا بها، أو وردت عن النبي - عليه الصلاة والسلام - دون ابتداع أو غلو في التعظيم .
(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) يعني جل ثناؤه بقوله: {وتعاونوا على البر والتقوى} وليعن بعضكم أيها المؤمنون بعضا على البر، وهو العمل بما أمر الله بالعمل به {والتقوى} هو اتقاء ما أمر الله باتقائه واجتنابه من معاصيه. وقوله: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} يعني: ولا يعن بعضكم بعضا على الإثم، يعني: على ترك ما أمركم الله بفعله. {والعدوان} يقول: ولا على أن تتجاوزوا ما حد الله لكم في دينكم، وفرض لكم في أنفسكم وفي غيركم .

اقترب العيد وكالعادة اقتربت معه مصاريفه المخيفة التي تهاجم جيوب الموظفين كما يهاجم الجراد المزارع فيتركها خاوية واثر بعد عين, فبين ملابس الأطفال والحلويات والعيديات يقضي العيد على أخر قرش في جيب صاحبنا صهيب الموظف الذي يواجه هذا العام أزمة من نوع أخر تتمثل في رغبته بأداء نذره وذبح خروف في عيد الأضحى, جمع صهيب كل ما لديه من راتب وعلاوات ودوام إضافي واستعد لمواجهة العيد عارفا مسبقا انه مغلوب وان وحش العيد سيفترسه من أول لحظة وسيكون كل ماله في خبر كان .
بينما هو في أفكاره ارجعه صوت زوجته إلى عالم الواقع وهي تقول :
 أيدك يا صهيب
 عايزة أيدي تعملي بيها إيه؟
 أنت بتهزر؟ أيدك على الفلوس
- هي فين الفلوس علشان أحط أيدي وإلا رجلي عليها ؟
 لا دا أنت رايق بقى ,اديني فلوس علشان عايزة أجيب هدوم للأولاد
-يادي الهدوم اللي ما بتخلص  كل يوم هدوم هدوم
اجابته زوجته باستهزاء :
 لا معاك حق ونجيب هدوم ليه ؟ خليهم يروحوا بيت القرايب بالبيجاما ايه رايك؟
- والله مادام فيها توفير مافيش مانع !!!
 انت ياراجل عايز تجنني ؟ ايدك على ألف جنيه
 الف جنيه ؟ ليه ؟انتي حتلبسيهم شقة مفروشه؟ انتي مابتسمعيش اخبار ؟ مش شايفة ازمة السيولة العالمية ؟
 لا حاالبسهم عمارة على النيل !!! انت يارجل فاكر ان الآلف جنيه لسه فلوس ؟ دي يادوبك تجيب حتتين هدمة لأولاد وكمان درجة تانية .
 بس انا كنت عاوز أضحي خروف السنة دي !!
 ضحيه السنة الجاية حيحصل ايه يعني ؟ وإلا خيفه انهيار البورصة يقضى على الأغنام كمان زي ما قضى على السيولة ؟
 خلاص خلاص أعطني الآلف جنيه وربنا يسهل واقدر أجيب خروف بالباقي
ذهب صهيب إلى المحل المخصص لبيع الأغنام واتجه نحو أحد تجار الأغنام والذي كان جالسا على كرسيه وكأنه أحد الباشوات سلم صهيب عليه وقال :
 السلام عليكم يا معلم لو سمحت عاوز اشتري خروف
وعليكم السلام, ما فيش هنا حاجة اسمها لو سمحت ,هنا فيه لو دفعت !!كل حاجة هنا بالفلوس ياحبيبي !
 طيب عاوز خروف لو دفعت !!!
 عاوزه بلدي والا اجنبي ؟
 وايه الفرق ؟
 البلدي سعره ضعف الاجنبي
 ما شاء الله, الخروف البلدي قدر يتفوق على الأجانب والبني آدم عندنا لسه الأجنبي سعره مليون ضعف البلدي , شوف الأمريكي اللي يتقتل بياخدو غرامته بالملايين والعربي يا حبة عيني يتقتل وإلا حد بيدفع غرامة ولا عشرة دولار حتى , يا ريت نتعلم من الخرفان ازاي نحترم ابن البلد ونقدمه على الأجنبي .
نظر تاجر الاغنام الى صهيب بشكل مريب وقال :
انت جا ي تشتري خروف والا تلبسني تهمة ؟ امريكان مين وعرب مين ؟
 خلاص يا عم ما تزعلش انا طالب القرب منك في خروف واحد يكون على قد حاله زيي كده
نظر إليه تاج الأغنام باستخفاف وقال :
 لا لو كان زيك مايبقاش خروف, ده يبقى يادوبك ديك رومي !!
 الله يكرمك, المهم ارخص خروف عندك بكام ؟
 ألف جنيه
 هي أبه حكاية عفريت الآلف جنيه اللي راكب الكل النهارده ؟ مراتي عايزة ألف جنيه أنت عايز الف جنيه !! تكونش الآلف جنيه بقت فكة ؟
 والله هو ده الموجود اجيبه ؟
 هات ياسيدي
نادى المعلم على أحد صبيانه أشار إلى أحد الخرفان فذهب الصبي وجلبه وكان خروفا هزيلا نحيفا لاترى عليه أي لحم نظر صهيب إلى الخروف وقال :
 آيه ده يا معلم ؟ خروف ده وإلا عارضة أزياء؟
عارضة ايه؟ أنت بتقول كلام غريب ومش مفهوم ليه ؟ هو ده الخروف عايزه والا لا ؟
بس ده شبه كلاب الصيد يا معلم لا له لحم ولا عظم ولا فروة !! ولا إي من مواصفات الخروف
هو موديله كده ده خروف اجنبي !!
 والله حتى لو كان السفير الأمريكاني شخصيا ما يسواش آلف جنيه , ده بالسعر ده مش انا اللي حادبح الخروف ده الخروف هو اللي حيدبحني !!! حاستنى للسنة الجاية جايزة سعر الخروف ينزل زي سعر النفط !!, ولا تنسوا أن لعبت نزول النفط هي بيد أصحاب الخرفان الكبار الذين يبيعونا السلاح ويحضرونا عصابات داعش والقاعدة والإرهاب بغارومنا الاوباش المهم أحنا هم انميل للخرفان لان أكثرنا يحب الطائفية ويحب المال الحرام ولو أحدنا وتعاونا راح انربي خرفنا بيدنا ويكون مشحم وملحم وسعر متوازن المهم يداً بيد للتعاون والتآخي لضرب كل من سولت له نفسه ودخل العراق عن طريق العدوة الصديقة تركيا التي بتصرف نفطنا المسروق وتصرفه بربع الربع !! وأن التعاون والتآخي سوف يجمع شملنا ويقوي عضدنا ولنكن في هذه الأيام وكل سند لبعضنا واليوم ندعم الدولة والمواطنين إخواننا المهجرين والمتضررين والأيتام والأرامل والفقراء المسنين والمعوقين ,وأقول لعصابات الإرهاب داعش التي تريد تشويه سمعة الإسلام لتسمية داعشهم بسم الدولة الإسلامية والإسلام منهم برئ   أن للإسلام صفات وخصائص
كما يقول ربنا تعالى في تكريم الإنسان ولم يخلق للذبح والقتل والتعذيب يا عصابات الإرهاب والتي تقودهم هي الدول التي فلت منها زمام الأمر واليوم تحاربهم !! وأنظر لقوله  تعالى:  ?وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً?. فالإنسانية جمعاء تندرج تحت لواء هذا المفهوم حيث يبدأ الإنسان المسلم بدائرته الذاتية ثم دائرته الأسرية ثم محيطه الاجتماعي ثم إلى تكافل المجتمعات المختلفة . وأنظر للآيات التالية :
قال تعالى:?يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ? .
قال تعالى:  ?لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ?.
قال تعالى:?وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ?  .
قال تعالى:  ?وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ
سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
قال تعالى:  ?وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا?
قال تعالى:  ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?.
وخذ الأحاديث الواردة عند جموع المسلمين يا إرهابيين يا داعش في احترام الإنسان والتكافل واحترام البشر جميعا وبدون تميز في التكافل الاجتماعي في الإسلام :
عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى".
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلِمُهُ من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة، فرَّج الله عنه بها كربة من كُرب يوم
القيامة، ومن ستَرَ مسلماً سَتَره الله يوم القيامة"
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "من نفَّس عن مسلم كربةً من كُرَب الدنيا نَفَّسَ الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستَرَ على مسلم ستَرَ الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: " وما من أهل قرية يبيت فيهم جائع ينظر الله اليهم يوم القيامة".
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشد بعضه بعضاً ثم شبك بين أصابعه".
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه".
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به". وقبل أنهي الموضوع أرجو أن تتعمقوا بآيات والأحاديث ليتسنى لكم محاسبة كل فاشل فاسد إرهابي باطل مثل داعش وأخواته وركز : من جانب آخر فإن الجماعة أيضا مسئولة عن حفظ حرمات الفرد وكفالة حقوقه وحرياته الخاصة قال الله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ?  الحجرات/ 11- 12 .
وقد صور الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الصورة التكافلية في مثال رائع بقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً»، والقائم على حدود الله يدخل فيه القائم على حفظ النظام العام للمجتمع وأفراده
وأما التكافل بين جميع المجتمعات الإنسانية فهو الذي ترسم ملامحه الآية الكريمة: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ?  الحجرات/13.، فهي تعلن مبادئ تكافل دولي بموجبه تنتظم كافة المجتمعات الإنسانية في رباط عالمي، هدفه النهائي والحقيقي إقامة مصالح العالمين ودفع المفاسد عنهم، وتبادل المنافع فيما بينهم، مادية ومعنوية، علمية وثقافية واقتصادية، مع الحفاظ على خصوصيات كل مجتمع وكيان، دون تهديد لتلك الخصوصيات بما يهدمها أو يلغيها، وأساس ذلك إحساس الجميع بوحدة أصلهم ومنشأهم ومصيرهم .
ونهدي لجميع من مات على الأيمان ونال الشهادة على يد داعش المجرمين ...
نهديهم ثواب سورة المباركة الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد أرجو الله أن يوصل ثوابها لأمي وأبي والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين
وكل عام وانتم بخير بألف خير ولتكون كل أيامنا أعياداً في طاعة الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/29



كتابة تعليق لموضوع : أضحية العيد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net