صفحة الكاتب : علي علي

وباتت الموازنة نسيا منسيا..!
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كيف يعيش أبناء العراق الجديد.. بعد أن زهق حاكمو العراق الـ -عتيگ-؟

هل يحلمون بحياة حضارية مرفهة أكثر مما هم عليه اليوم من استقلالية ونظام انتخابي وحكم (منهم وبيهم)؟

أين تذهب ثروات البلاد التي كان "هدام" يبددها على حروبه ونزواته وغزواته وحماقاته؟

هي أسئلة تدور في أذهان سكان العالم في الدول المبتلاة بحكام يقولون عنهم ظلمة، او اقتصاد يطلقون عليه مترديا، او بلدان تسمى فقيرة، ومن المؤكد أننا محسودون، أو كما يقول مثلنا: (الناس ماكلتنا وشاربتنا) ولمَ لا..! فحكومتنا منتخبة.. واعتلى كراسي مجلس نوابنا   أناس أشرنا اليهم بأصابعنا البنفسجية، وانتقيناهم من بين أكثر من تسعة آلاف مرشح، وكذلك مجالس محافظاتنا.. نحن الذين أتينا بها أعضاءً ورؤساء، إذ من المفترض بعد ان عمت الديمقراطية والفدرالية عراقنا ان يرفل سكانه بالخير والرفاهية، ماداموا يعومون على بحر من نفط. لكن..! في حقيقة الأمر ان أبسط قانون من قوانين البلد مازال رهينة حبس أعضاء ورئيس مجلس النواب. فإذا كان إقرار قانون الموازنة إحسانا وفضلا من لدن برلماننا، فمعلوم لدى الجميع أن فعل الخير يتسابق على عمله الجميع، ويتزاحم على أدائه كذلك من يطمح برضا الله ورضا الناس، وقطعا المقصود بأدائه هو الأداء على أتم الوجوه، حيث إتقانه بما تيسر له من خبرة علمية وعملية، فقد قال نبينا (ص): "رحم الله امرأ عمل عملا صالحا وأتقنه". والأمر هذا يشمل الأعمال أيا كان حجمها وشكلها ومكانها وزمانها. إلا اننا نجد التهاون والتباطؤ والتراخي مصاحبا لأداء عمل جليل يهم ملايين العباد، عمل يسهم بشكل مباشر بإجلاء غيمة الحاجة عن كثير من الناس، عمل يضع حدا للترديات الخدمية والتلكؤات في إنجاز المشاريع، عمل يفتح أبوابا ولو صغيرة أمام شريحة واسعة من شرائح المجتمع، هي شريحة الشباب العاطلين عن العمل، عمل يفسح المجال أمام استثمارات تنهض بواقع البلد، وتحقق نقلة نوعية في طبيعة معيشة أهله. والغريب ان هذا التهاون والتباطؤ ليس وليد ظرف طارئ او قسري، بل هو ديدن القائمين به، والفاعلين بعمد على استمرار التقاعس فيه، ذلك العمل هو إقرار الميزانية العراقية. 

   نعم..! الموازنة واحدة من الأعمال الصالحة التي أمرنا نبينا أن نعملها ونتقنها، أما عملها فهو إقرارها من قبل مجلس النواب، وأما إتقانها فهو تسيير مفرداتها بما يصب في صالح الوطن والمواطن، ويخدم شرائح المجتمع التي طال بها سبات الانتظار. ولكن يبدو ان الحديث النبوي الشريف، ليس له صدى في التنفيذ حين يتعارض مع مخططات البعض، ونيات البعض الآخر. إذ  نرى ان الإرجاء والتأجيل هو سنّة متبعة لدى رئيس وأعضاء المجلس، وأهم ما يسوفون بمواعيد قراءته ويماطلون بإقراره هو قانون الموازنة، رغم صيحات القاصي والداني، فضلا عن صيحات المواطن الذي بات يرزح تحت ثقل تأخير إقرارها. فإن كان من المعيب أن يُستحَث الإنسان على فعل الخير حثا وكأنه مجبر عليه، فمابال فعل الواجب لو تماهل وتقاعس فيه؟ وكيف يكون الحال إذا كان هذا التلكؤ متعمدا ومقصودا؟

aliali6212g@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/28



كتابة تعليق لموضوع : وباتت الموازنة نسيا منسيا..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net