صفحة الكاتب : صلاح السامرائي

شراكة الاضداد
صلاح السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد اعلان نتائج الانتخابات في 2010 تعالت بعض الاصوات التي كانت لها رؤية دقيقة لواقع الساحة السياسية في العراق بحكومة الشراكة الوطنية بينما تغافلت الكيانات السياسية وبالخصوص من كان لها فرصة تشكيل الحكومة عن هذا المطلب باعتبارها صاحبة الاحقية في تشكيلها فضلا عن الكيانات التي استعدت للتفاوض للحصول على اكبر قدر من المكاسب مع اي كان والى مؤتمر اربيل والخروج منه بالاتفاقات المبرمة بين غالبية الكتل والمساومات التي نجهل محتواها لحد الان وفي خضم ذلك كله فامل ابناء الشعب في المؤتمرين لم ينقطع على ان القادم من الايام سيحل كثير من المشاكل العالقة والخدمات المتاخرة والبدء بتنمية متطورة مصححين الاخفاقات التي وقعت بها الحكومة السابقة ولكن سرعان ما بدأت اصوات الكيانات تتعالىوتتداخل بمضاربات وسجالات ابتداء من المحاصصة التي وزعت الوزارات واوجدت جديدة لارضاء البعض والتي انهكت كاهل العراق بكل جوانبه الادارية والاقتصادية والسياسية , المحاصصة التي كان بالامكان استثمارها كعنوان للتنافس الشريف والتسارع بتقديم افضل اداء من خلال العمل الجاد وانجاز المهام الموكلة للوزارة او اي مفصل اخر واستخدامها كدعاية واعلان للمكون المتصدي وكثير من ابناء شعبنا كان يامل من البعض تقديم الافضل وتصحيح المسارات الخاطئة في ادارة بعض الوزارات ولكن كانت الصدمة الكبيرة وخيبة الامل هو ما اصاب الشعب وظهرت حالة جديدة هي الاسوء على نطاق السياسة العراقية وهي الجمع بين المتناقض فنرى المكونات السياسية التي حصلت على مغانمها من التشكيلة الحكومية تنتقد عمل واداء الحكومة التي هم جزء منها وبالنتيجة هم ينتقدون انفسهم ويمكن ان نقول ان هذه الظاهرة هي نوع من النفاق السياسي فعملية تسقيط الاخر مستمرة بعيدة عن حكومة الشراكة الوطنية الحقيقية التي يجب ان يعمل الجميع على تجسيدها قولا وفعلا وان يكون لها وجود حقيقي .
وان الايام القادمة سيواجه العراق تحديات جسام قد تجره الى دخول مرحلة جديدة قد يندم عليها من يدعي انهم سياسيين والشعب هو المتضرر الاكبر من جراء النهج السياسي الذي يتبعه المتنافسون على السلطة وكلما اقترب موعد الاتفاقية الامنية مع الامريكان التي تزداد رغبتها في عدم الرضوخ اليها وستحاول جاهدة على العمل في ابقاء قواتها لفترة اطول لخطورة الوضع في المنطقة العربية ولوجود تحديات تناهض وتهدد المصالح الامريكية فيها ولاسباب اخرى لسنا بصدد الحديث عنها ولكن المهم هو العراق الذي يمتلك بعدا ستراتيجيا في المخطط الامريكي ولايمكن ان يتغاضى او يترك ليتعافى ,علينا ان ندرك ان اليد الخفية والمعروفة ( امريكا ) ستعمل على اثارة الصراعات داخل الجسد العراقي مبتدءة من الصراع السياسي على السلطة وتردي الاوضاع الامنية المدعومة من قبلها وغير ذلك من التصورات المدعومة لاثارة الخلافات والفتن من اجل تمديد بقاء القوات الامريكية ويضا لتعالي بعض الاصوات التي تنادي ببقائهم .. على جميع السياسين ان يعملوا على نبذ الخلافات وتقديم التنازلات بعضهم لبعض من اجل عدم الانصياع الى اللعبة الامريكية التي تستهدف الشعب العراقي وتحقيق ماربها .
ان مواجهة الخطر الذي يواجه العراق اليوم وغدا هو امانة في اعناق السياسين والتاريخ سيذكر الصالح والطالح ومن يعمل ويضحي في سبيل هذا الشعب سيكون محمودا فعلى الجميع ان يعملوا وفق شراكة حقيقية لاننا جميعا في مركب واحد ولنترك المصالح الضيقة والفئوية وعلى الحكومة ان تتخلى عن المركزية الادارية التي لاتتناسب مع وضع العراق الحالي ونهجه الذي يتطلب من الجميع ان يشارك في تقديم الافضل للعراق هذا العنوان الاعم والاشمل الذي يجمعنا وان توزع الادوار بشكل يعطي فرصة لكل من يريد تقديم ما يصب في مصلحة الشعب العراقي الكريم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/22



كتابة تعليق لموضوع : شراكة الاضداد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net