صفحة الكاتب : مرتضى شرف الدين

حقيقة موقف المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف من الأحداث منذ الثمانينيات وحتى اليوم (4)
مرتضى شرف الدين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 وصلنا في استعراضنا التاريخي إلى حقبة دار حولها جدل شديد ونُسجت عليها الاتهامات التي ما زالت تُتَوارث من جيل لجيل، وهي حقبة الغزو المغولي وموقف المرجعية الرشيدة منه. وحتى نفهم هذا المشهد الملتبس ،لا بد من التعرّف إلى شخصياته الرئيسية وجذوره التاريخية وحقيقة مجريات الأحداث. الواقع التاريخي: كانت الخلافة العباسية منذ مرحلة ما بعد المتوكل قد غدت مجرد غطاء صوري لدولة يقودها الضباط الأعاجم الذين انتقلوا من قيادة الجند إلى الوزارة ثم إلى منصب السلطنة الذي استحدثوه للإشارة إلى الحاكم الفعلي الذي يحكم البلاد تحت ظل خليفة عباسي صوري. وقد توالت على منصب السلطنة عدة أسر بين فرس وأتراك كل أسرة تطيح بالأخرى لتحكم مكانها. ومن هذه الأسر أسرة بني بويه الفارسية الشيعية التي أمسكت بزمام الحكم وشهد عهدها ازدهاراً وتسامحاً وحركة فكرية. وكالعادة فإن ربيع الشيعة إذا ازدهر وأزهر فإن عاقبته ستكون صيفاً حاراً قائظاً فجاء السلاجقة الأتراك وأطاحوا ببني بويه واستلموا السلطنة وحرصوا على التنكيل بالشيعة طوال فترة ولايتهم، خاصة في أحياء العاصمة بغداد -الكرخ والرصافة- وقد استمر السلاجقة في السلطنة حتى زمن الخليفة المستعصم الذي أطاح به المغول عام ١٢٥٨. واقع المغول غداة الغزو: لم يكن المغول مجموعة همجية كما يحاول البعض أن يصوّرهم ،بل كانوا كياناً عسكرياً منظماً يضاهي في تنظيمه كيان اسبرطة اليونانية، وكانت قبائلهم عبارة عن مجتمع حرب منظم بزعامة قائد عسكري صارم هو جنكيزخان. ولا شك أن هذه المجتمعات العسكرية لا تعرف معنىً للرحمة، ولكنها من جهة أخرى لا تعرف معنىً للعشوائية. وستظهر شواهد هذا الكلام خلال سرد الأحداث. كان المغول قبائل مضطهدة يرزح تحت سيطرة جارتها الصين حتى توحدت وصارت قوة عسكرية ضاربة وبدأت بالتوسع على حساب جاراتها حتى وصلت إلى حدود العالم الإسلامي. يومها أرسل جنكيزخان ولده رسولاً إلى سلطان خوارزم يعرض عليه الطاعة فما كان من سلطان خوارزم إلا أن استخف بعدوه وقتل رسوله، وهنا عزم المغول على غزو العالم الإسلامي. وخلال هذا الغزو توفي جنگيزخان وانتقل الحكم إلى هولاكو الذي استمر بالزحف في عمق العالم الإسلامي وعينه على العاصمة بغداد. في هذا الوقت كانت الخلافة الصورية في بغداد للمستعصم العباسي تحت نفوذ السلطان السلجوقي . وكان وزير الدولة شيعياً يكتم تشيعه هو مؤيد الدين بن العلقمي. وكان الخليفة منشغلاً بلهوه وجواريه وبذخه وترفه. والسلطان منهمكاً بتجريد حملات الإبادة المنظمة للشيعة في الكرخ والرصافة من أحياء بغداد. غير آبهين بالخطر المغولي القادم. وغير مصغين لتحذيرات ابن العلقمي بخطورة الموقف وأهمية صرف الخزينة في الاستعداد لمواجهة المغول والكف عن اضطهاد الشيعة ومناوشة الإسماعيلية والانصراف إلى توحيد الصف. حتى وصل هولاكو إلى تخوم بغداد. وسيأتي الكلام عن موقف المرجعية وملابساته في حلقة أخرى بعونه تعالى


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى شرف الدين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/27



كتابة تعليق لموضوع : حقيقة موقف المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف من الأحداث منذ الثمانينيات وحتى اليوم (4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net