صفحة الكاتب : حمزة علي البدري

لا طائفية في العراق إنما مصلحية
حمزة علي البدري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في متابعة دقيقة , واستقراء ذكي وواعٍ للواقع المعاش, يتضح لنا بجلاء لا توجد طائفية بمفهومها العدواني المستعر والتي في جوهرها إلغاء ونسف الأخر, ففي حقيقة الشيعة والسنة لا يفكر كل منهم بإلغاء الطوائف والمذاهب الأخرى , ويتجنى على الحق والحقيقة, ويجافي الواقع والواقعية كل من يدعي أن الشيعة متمسكون بالطائفية وهذا افتراء واتهام باطل من الأساس فلو كان الشيعة متمسكون بالطائفية وملتزمون قولا وفعلا بهذه الخصيصة الانتهازية فنراهم ونجدهم متوحدين فيما بينهم كفريق عمل واحد وموحد في الرؤى والمواقف والتحرك بصورة تعكس أنهم يبتغون تهميش وإلغاء الأخر والانفراد بالحكم والمراتب والمكاسب ... وكذلك نجد أن السنة ليسوا ملتصقين بالطائفية الانعزالية الحاقدة فلو كانوا متشبثين وملتزمين بالطائفية بصورة جدية وفعلية فأنهم لا ولن يتشرنقوا ويتمزقوا وينقسموا فيما بينهم , ولكانوا وحدة متوحدة لا تنفصل , ولكن الواقع المرئي يؤكد بان الشيعة والسنة لا ولن تفتك بهم وتمزقهم الطائفية البغيضة من منطلقات دينية ومذهبية , فلكل طائفة حريتها في الدين والمعتقد الذي لا ولن يفرض السيادة المتفردة في الاعتقاد فحرية الأديان مضمونة حتى المثل الأعلى رب العالمين سبحانه وتعالى قد أكد بآيات مقدسة على هذه الحرية التي لا تخضع للإكراه .
إن من الحقائق الدامغة , القول بان الطائفية في العراق يجب أن لا نضخمها ولا نعطيها أكثر من وجودها المتأرجح , ولا نصنع منها شماعة نعلق عليها السلبيات,  ولا نتخذ منها شعارا أو قرارا أو ساترا نختفي خلفه ,  فلو كانت الطائفية سائدة وفاعلة فإنها تفرز المشاكل المتفاقمة , وتودي إلى الاقتتال البغيض, وتمزق الشعب شذر مذر, ولا تدع استقرارا مستمرا ولا اطمئنانا مضمونا ولا مستقبلا مصونا .
إن الطائفية المتغلغلة والمتجذرة تولد من رحمها معارك مستمرة وواضحة ومكشوفة , وتفرز الشحن الطائفي المتصاعد والذي تظهر وتطفح ظواهره في الشارع والمؤسسات والمساجد والجوامع و ..  و ..  الخ ..  ولكن هذا لم يحدث في العراق المحصن وان ظهرت بوادر طائفية فهي فورات انفعالية , أو ممارسات مقصودة , من صنع الأعداء والمغرضين والإرهابيين لشق وحدة الصف الوطني ودق إسفين بين الشيعة والسنة .
إن شعبنا المتأصل في تربة الوطنية الحقة والمتجذر في واحة الدين الحميد والمزروع في أعماق التاريخ لم يفسح المجال للرياح الطائفية أن تعبث في وحدته المتينة والراسخة , لذا فان من المؤكد القول لا طائفية في العراق تخيفنا وتمزق وحدتنا .. إنما توجد مصلحية فاتكة وفتاكة , فالمصالح الذاتية والشخصية والحزبية هي الوباء المهلك والمدمر لوحدة شمل الشيعة والسنة وان التعلق بالمصالح الدنيوية يحقق الانقسام والانشطار حتى داخل كل طائفة على حدة وان المصالح المتضاربة تفجر التصادم والتخاصم الذي قد يتطور إلى درجة الاقتتال المر المرير الناجم من الختلاف والخلاف الذي يظل دائم الاشتعال بسبب الته

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمزة علي البدري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/22



كتابة تعليق لموضوع : لا طائفية في العراق إنما مصلحية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net