صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

في زمن الهذيان
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قبل أيام.. كنت أقرأ لأفلاطون, وطروحاته حول المدينة الفاضلة, تلك المدينة الحلم.. فأنقطع التيار الكهربائي, كالمعتاد ولم أكمل أراء أفلاطون للأسف, التي بدت أقرب للهذيان, بالمقارنة ما يجري في أيامنا هذه.. كثر هم دعاة الفضيلة, وأكثر منهم من يدعي السعي, لتحقيق المدينة الفاضلة.. رغم أن أفعالهم أقرب للرذيلة منها للفضيلة!

أنتهى حلم مدينة أفلاطون, مع إنقطاع التيار الكهربائي, ليحل بدلاً عنه كوابيس مليئة بفزاعات, الشاشات الفضائية, من ساسة أكل عليهم الدهر, وشرب من جهة, ومافيات قتل من جهة أخرى, يرتدون ثياب قصيرة, ويرفعون شعارات الإسلام الذي لا ينتمون له بأي شكل من الأشكال.

حلت كتب الرذيلة, في المكتبات بدلاً من كتب الفضيلة, وتحولت الأرانب الى أسود من ورق, بينما تحولت الأسود, الى كلاب تنبح على قارعة الطريق.

المؤتمرات الأقتصادية, تحولت إلى أسواقٍ, لغسيل الأموال, وشعارات النهوض بالاقتصاد الوطني, تحولت إلى شعارات للسرقة, لتؤمن الطريق لأموال اللصوص إلى بنوك سويسرا!

أحد الأيام كنت أمر بالقرب, من قاعة يقف, على بابها حماية لمسؤول رفيع المستوى, كان يخطب داخل القاعة بأعلى صوته, لدرجة, إن صوت خطبته الرنانة, يسمع من داخل القاعة!

فسألت من يقف على الباب, ماهي مناسبة الأمسية؟ ومن المتكلم؟

أجابني وهو يهمس, حتى لا يسمعه حماية المسؤول, إنه مؤتمر للمصالحة الوطنية؟ لكنها في الحقيقة أقرب للمناطحة, وإستعراض للقدرات سرعان ما ستنتهي, حين يتعب المتصارعين, ويملأ كل منهم كيسه بنصيب من الكعكة!

ثم بادرني بسؤال : هل ستنتهي الصراعات, التي تؤتي اؤكلها كل يوم على شكل سيارات, تمزق أجساد الفقراء, بعد إقتسام الكعكة؟  ويتوقف, نزيف الدم بعد ان تمتليء بطونهم من الكعك؟

فقلت له: هل تشبع الضباع من لحوم الفرائس؟

قال لي: ستنظرنا أيام دامية أخرى إذن؟

أجبته : ما العجب في ذلك؟ فدماؤنا توفر على الساسة غسل الأرصفة بالماء!

أنتهى حوارنا, بعبرة لمن يفكر بالأعتبار من أحداث الثورة الفرنسية, فقلت له.. يوماً ما إستهانت, ماري أنطوانيت بجياع الشعب الفرنسي, وطلبت ان يأكلوا الكعك, بدل الخبز.. فأصبحت طعاماً لمقصلة الثوار .. والحليم تكفيه الأشارة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/23



كتابة تعليق لموضوع : في زمن الهذيان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net