صفحة الكاتب : حسين البحراني

البحرين .. ما بين قطف الثمرة وقطع الأيادي
حسين البحراني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بدايةً، إسمحوا لي بتعريف مقتضب عن نفسي، أنا مواطن بحريني الجنسية سعودي المولد والنشأة، وعلى منهج أهل السنّة والجماعة، وقد أمضيت في الغربة أكثر من 14 سنة لظروف خاصة، أعمل حالياً كمحلل سياسي لصالح مؤسسات إستثمارية في بلد اوروبي أقيم فيه!  نبدأ بحول الله وقوته.
هل إستعجلت المعارضة الشيعية في قطف الثمرة؟ الجواب بإختصار: نعم
المعارضة الشيعية في البحرين حققت مكاسب سياسية في فترة قياسية، فبعد أن كان رجالها في السجون وفي المنفى، خرجوا من الزنازين وعادوا من المنفى تحت مظلة العفو السياسي الذي تكرّم به عليهم الملك حمد قبل 11 سنة. ومنذ ذلك الوقت أصبح هؤلاء الرجال رؤساء جمعيات سياسية وأعضاء في مجلسي النواب والشورى ووزراء ومستشارين في ديوان الملك  وولي العهد، كل هذا كان نتاج قناعة من الملك بأن سياسة الإقصاء التي مارسها والده الشيخ عيسى، ضد السواد الأعظم من الطائفة الشيعية، وإن كانت قد آتت أُكلها من الناحية الأمنية إلا أنها خلقت جواً سياسياً وإجتماعياً مشحوناً بالحقد والكراهية النابعة من عقدة المظلومية التي لازمت النفسية الشيعية لأكثر من ألف عام. أضيف إلى هذا المزيج السام، أطماع إيران الإقليمية وتبنيها لمظلومية شيعة البحرين سياسياً وإعلامياً وعسكرياً من خلال تدريب كوادر وخلايا بحرينية شيعية في معسكرات الحرس الثوري في إيران وحزب الله في لبنان، نظرة الملك حمد كانت في تبنّي سياسة الإحتواء كحل لهذه المعضلة وأنتم تعرفون باقي القصة من دستور 2002 إلى حرية الإعلام ومجلس لنواب والجمعيات السياسية، كل هذه المكاسب حققتها المعارضة بالإضافة إلى ضغطهم على الدولة، لتخصيص وظائف أكثر لطائفتهم سواءً في الوزارات او المؤسسات الحكوميّة أو في الشركات التابعة للدولة. كل هذا تمّ في زمن قياسي خصوصاً إذا قارنّا البحرين بدول الجوار في خلال عشرة سنين أصبحت البحرين أكثر دولة مؤسسات وحرية تعبير بعد لبنان في العالم العربي. فهل كانت هذه المكاسب كافية للمعارضة؟ تم فقدت صبرها؟
 
 
 
في البداية أرحب بك, أخي في الدين والوطن وأسئل الله أن يوفقك في عملك داخل وخارج البحرين.
1- لقد أشرت إلى أن الأمير الراحل الشيخ عيسى مارس ضد الشيعة كل أنواع الإقصاء والتعذيب بحقهم لهذا تولدت عندهم غريزة الحقد والكراهية.
أولاً: ما هي الأسباب التي دعت الشيخ عيسى لممارست سياسة الإقصاء؟
 الكل يعرف بأن إنتصار الثورة الإسلامية في إيران كانت في سنة 1979, وأن الشيعة في البحرين إختاروا حكم آل خليفة سنة 1971 في تصويت لإستقلال البحرين بإشراف الأمم المتحدة وهنا بإمكاننا القول بأن الفارق 9 سنوات ما بين التصويت على عروبة البحرين وانتصار الثورة في إيران وعليه لا يمكن لأحد أن يشكك في ولاء الشيعة لوطنهم.
بدأت الأزمة السياسية في البحرين عندما قرر الأمير الراحل حل المجلس الوطني في عام 1973 أي قبل إنتصار الثورة في إيران بحوالي 6 سنوات, لأسباب عدة أهمها:
- محاسبة رئيس الوزارء عن أي تقصير في أدائه.
- إلغاء قانون أمن الدولة الذي أدخل البحرين في نفق مظلم.
- إصرار بعض الكتل السياسية في تلك الفترة على إدخال بعض البنود الإسلامية على الدستور.
- إقالة بعض الوزراء المتورطين في قضايا الفساد الإداري والمالي.
- الضغوطات الخليجية وخاصة من المملكة العربية السعودية لحل المجلس الوطني حرصاً منها على عدم إنتقال التجربة السياسية الناجحة في البحرين لأراضيها.
على ضوء ما ذكر أعلاه يتبين بأن الأزمة في البحرين هي سياسية محضة ولا دخل لقضية إيران أو مسألة تصدير الثورة في ذلك الوقت, وعلى ذلك قد سقطت مسألة الولاء لإيران والإرتباط بها. 
     
 ثانياً: مسألة العفو السياسي أو تكرم الملك بالصفح عن المنفيين والمعتقلين؟
 لا أدري لماذا يصر البعض على إستخدام كلمة العفو والصفح إذا ما تحدثنا عن  مسألة الإصلاح السياسي في عام 2001, وكلنا على دراية بأن المعارضة هي التي انجحت قصية الإصلاح السياسي في تلك الفترة, كيف؟
- الجولات والسفرات المكوكية للملك ولولي العهد في تلك الفترة ما بين لندن والمنامة لإيجاد صيغة مناسبة للخروج من الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد في فترة التسعينات, فعقدت لقاءات عدة بين الملك الشيخ علي سلمان في الخارج,وكذلك مع الشيخ عبدالأمير الجمري والأستاذ حسن المشيمع في الداخل إلى ان تم التوصل لإيجاد صيغة توافقية لحل الأزمة عبر عنها بميثاق العمل الوطني, والذي لولا دعم المعارضة لما وصل التصويت عليه إلى 98% من أصوات الشعب.
ما هو الميثاق؟
وثيقة بين الحكم والشعب على أن الميثاق هو للمرحلة الإنتقالية على ان دستور 1973 هو أساس العمل السياسي للبلاد, وان البحرين مملكة دستورية على غرار المماليك الدستورية العريقة, وان مجلس النواب لديه كامل الصلاحيات وأن مجلس الشورى للإستشاره فقط.
ماذا حصل بعد الميثاق؟
إنقلبت السلطة على تعهداتها ببنوذ الميثاق الوطني, فألغت دستور 73 واستبدلته بدستور 2002 الذي أعطى الملك جميع الصلاحيات التنفيذية, التشريعية والقضائية وحتى السلطة الرابعة (الإعلام) وبرلمان عاجر عن فعل شي ومجلس شورى معين كامل الصلاحيات بموازات المجلس المنتخب. وعليه دخلت البحرين أزمة سياسية جديدة فاقت خطورتها أزمة التسعينات بسبب إنقلاب السلطة.
 
ثالثاً: هل تجربة البحرين السياسية فاقت تجارب سياسية مجاورة لنا؟
من المضحك أن يأتي البعض ويروجت لتجربة البحرين بأنها الأفضل في منطقة الشرق الأوسط, ونحب أن نوضح بعض التجارب المجاورة:
- التجربة الكويتية: برلمان كامل الصلاحية يستطيع إقالة رئيس الوزراء ومحاسبة كل الوزراء والمسؤولين.
- التجربة اللبنانية: غنية عن التعريف فمن الظلم والغباء مقارنتها بتجربة البحرين العوجاء.
التجربة الأردنية: أفضل من التجربة البحرينية من خلال صلاحياتها المقبولة مقارتناً مع برلمان البحرين.
التجربة الإيرانية: يكفي انتخاب رئيس جمهورية كل أربع سنوات.
دعونا نذهب للتجربة البحرينية لنشاهد: رئيس وزراء لمدة 40 عام, برلمان عاجر عن اقاة موظف في الداخلية وليس مدير أو وزير, في مقابل هذا البرلمان مجلس شورى منتخب من قبل الملك وله الولاء التام للعائلة المالكة والحكومة, وهذا فيض من غيض لفشل تجربة البحرين.
 
 
رابعاً: بعد ما ذكر أعلاه يتبين لنا أن الأزمة في البحرين سياسية, وليس لإيران أو ولاء الشيعة لإيران دخل فيه....
 
 
 
ولنا عودة للرد على ما ذكره الأخ من مغالطات....


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين البحراني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/20



كتابة تعليق لموضوع : البحرين .. ما بين قطف الثمرة وقطع الأيادي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net