صفحة الكاتب : مهدي المولى

ما هو المثقف وما هو دوره
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


لا يمكن ان نعتبر استاذ الجامعة المحامي السياسي مثقفا فهؤلاء اصحاب مهنة كصاحب اي مهنة اخرى مثل الحداد النجار  التاجر السائق الطبيب المهندس  العامل الفلاح  لكن من الممكن ان يكون الحداد السائق مثقفا في حين استاذ الجامعة ليس مثقفا ومن الممكن ان يكون استاذ الجامعة مثقفا والحداد غير مثقفا يعني ان استاذ الجامعة الحداد النجار الطبيب يؤدي خدمة الى الناس  مقابل  اجر معين اما المثقف فانه يصلح الناس بدون اي مقابل
فالمثقف هو معلم للشعب كل الشعب  من القاعدة حتى القمة اي كل مستويات الشعب وخاصة جماهير القاعدة لا شك ان هؤلاء  يمثلون الاغلبية من ابناء الشعب
فالمثقف يعيش مع هذه الفئات ويرفع من مستواها اي يذهب اليها ويشاركها في مناسبتها المختلفة فاذا طلب منها ان تأتي اليه  وتستمع اليه وتتعلم منه فانه ليس مثقفا
فالمثقف ينزل الى الجماهير ويكون في مستواها بل تحت مستواها ثم يرفعها تدريجيا فاذا طلب منها ان تصعد اليه وترتفع الى مستواه فانه ليس مثقفا
فالمثقف ينطلق من مستوى الذين يخاطبهم فالامام علي يقول خاطبوا الناس على مستوى عقولهم  لان مخاطبة الناس من منطلق  اعلى من مستوى عقولهم يؤدي الى الاصطدام مع هذه الجماهير وهذا الاصطدام يؤدي الى فشل المهمة
فالمثقف  ان يفهم واقع الجماهير ويعمل على تغييره تدريجيا  وصنع واقع جديد عند ذلك تتغير الجماهير وترتفع الى مستوى ارقى واعلى
عندما نبدا في تعليم اطفالنا نبدأ معهم بعبارات دار دور داران ليس الهدف هو  عبارات دار دور داران  لكن عقول هؤلاء الاطفال لا تستوعب اكثر من ذلك فالهدف من ذلك هو ان نصنع منهم علماء مبدعين ومكتشفين ومخترعين نصنع منهم رجال يساهمون في بناء الحياة وتطورها
لهذا على المثقفين خلق حركة ثقافية وهذا يتطلب  حركة جماعية من كل المثقفين وفق خطة موضوعة مسبقا للاسف لم نشاهد  في العراق  حركة جماعية للمثقفين وفق خطة برنامج عامة متفق عليها مسبقا نعم هناك حركة على مستوى الافراد لهذا كان تأثير هذه الحركة قليلا او حتى غير موجود
فالثقافة تعني حضارة والمثقف متحضر
فالشعب المثقف  اي المتحضر هو الذي يتميز بصفات ومميزات حضارية مثل احترام القانون والالتزام به سواء كان في صالحه او في الضد من ذلك احترام الرأي ووجهة نظر الاخر مهما كان ذلك لانه يرى ان الافكار تتلاقح ولا تتصارع وكلما اطلع وسمع وشاهد اكثر عدد من الاراء والافكار كلما ولدت لديه افكار جديدة اكثرنضوجا واكثر استقامة واكثر صلاحية
لهذا فمهمة المثقف بالدرجة الاولى ان يعلم الجماهير احترام اراء وافكار الاخرين مهما كانت تلك الافكار والاراء غريبة ومتعارضة مع افكارنا كما يعلم الجماهير احترام القانون والتمسك به وخلق قيم جديدة ترى في عدم  احترام القانون وعدم الالتزام به دليل على جهل الشخص وجبنه فالشجاعة كل الشجاعة  هو في احترام القانون والتمسك به
اعتقد ما نراه في المركز الثقافي البغدادي وفي القشلة مبادرة رائعة وخطوة مهمة على المثقف ان يستغلها استغلال كامل لنهضة ثقافية شاملة ويدعوا الى خلق مثل هذه  الجامعات الثقافية في كل مدينة  وكل حي وكل قضاء وكل ناحية
للأسف هناك من يحاول ان يستغل مثل هذه الاماكن ويحاول ان يفرض رأيه ووجهة نظره على الاخرين ولا يسمح للرأي الاخر وهذا هو الطائفي العنصري
لا يعلم ان هذا المكان ليس مقر حزب وانما مكان عام   من حق كل انسان ان يعرض فكره ووجهة نظره وعلى المثقف ان يعمل المستحيل من اجل ذلك لانه مهمة المثقف الاولى والاساسية هي
ان يعلم الشعب كيف يحترم اراء الاخرين ويستمع اليها  بود ويقين بانه سيتعلم منها حتى لو كانت مضادة ومخالفة لارائه
ان يحرر العقول من اي احتلال من اي قيود ان يجعلها حرة متحررة
فكل شر وفساد وظلام في الارض نتيجة للعقول المحتلة المقيدة
وكل خير وصلاح ونور في الارض نتيجة للعقول الحرة المتحررة
مهدي المولى
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/19



كتابة تعليق لموضوع : ما هو المثقف وما هو دوره
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net