صفحة الكاتب : فلاح السعدي

القابلية للبعث الكافر ...هي القابلية للاستعمار
فلاح السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأخطر من البعث الكافر هو (القابلية للبعث الكافر)، لأن النفوس إذا ضعفت وانهزمت من داخلها ، تكون خير وعاء لإستقبال فكرة البعث الكافر والرضا به والسير وراءه, إلا أن هذا لا يمكن أن يوجد في شعب مثل العراق بعد سقوط النظام الفاسد البعثي, لما مرّ به العراقيون من الحال النفسي أولا والاجتماعي ثانيا والوعي الفكري والسياسي, حيث ارتفع من النفوس ناقوس الخوف الذي جثم على صدور الشعب وما ما رسه البعث الكافر من بث الافكار والسيطرة على الناس من خلال الجرائم والقتل والتشريد وبمساعدة أعوانه الكفرة من الغرب الكافر إسرائيل وأمريكا, ولو نظرنا إلى الفترة السابقة على مدار الخمسين عاماً الماضية كان البعث يشكل حجر الزاوية في عدم استقرار العراق، نتيجة لما قام به من الاستبداد والظلم وسفك الدماء ونشر سياسة الرعب بين أبناء الشعب العراقي الجريح ولم تنتهي ملاحقة البعث الكافر للعراقيين طيلة الفترة السابقة بل حتى في المرحلة الحالية، حيث لا يزال مستمرا بالعمل على عدم استقرار العراق والعراقيين, مما شكل أزمة في نجاح العملية السياسية إلى اليوم وذلك أن البعث الكافر وكما ذكر لي أحد أصحاب الرأي: أن كل الشعارات المرفوعة من قبل الاحزاب ضد البعث الكافر هي شعارات من اجل المزايدات السياسية و كسب أصوات الشعب فنرى تارة أن بعض الأحزاب تساند البعثيين في سبيل الحصول على أصواتهم في الانتخابات وبعض الأحزاب تعادي البعثيين في سبيل أن تبيين نفسها زورا وبهتانا بأنها هي المنقذ لهذا الشعب حتى تكسب الأصوات المعادية للبعثيين, وهم الأغلبية بالطبع ...
ولو أن المحتل يأمر هؤلاء الأحزاب بالصلح مع البعث الكافر لأطاعوه إطاعة عمياء و لكن ماذا عسانا أن نقول عنهم غير أن يلهمنا الله عز وجل الصبر والقوة في مواجهة ظلمهم وزورهم المشكلة التي نعانيها هي وقوع شعبنا المسكين في هذه المهزلة السياسية التي سموها العملية السياسية والتي أثبتت ومازالت تثبت فشلها في كل حين ..فمادام المحتل يجثم على صدر العراق العظيم فلن نستطيع بناء أية دولة قوية وستظل هذه المزايدات السياسية والضحك على الذقون مستمرا وحسبي الله ونعم الوكيل ...
ففي هذا الحال يعني أن هناك أزمة (مفتعلة) أسمها أزمة البعث الكافر ولذا لا بد من الوعي والإحاطة بتفاصيلها منذ سقوط نظامهم الكافر إلى حين التطورات الأخيرة والتي تتمركز خيوطها الأخيرة في فتح صفحة حوارات للحكومة مع البعثيين الكفرة...
ولا ندري أن ما جاءت به هيئة اجتثاث البعث الكافر من الإحصائيات هي قابلة للتفعيل أم فقط إحصاء حبر على ورق
ويمكن حسب ما وجدناه ي بعض المصادر إحصاء ما جاءت به هيئة الاجتثاث بالآتي:
عدد البعثيين في زمن النظام البائد بحدود (1.200.000) مليون ومائتي ألف منتسب ، منهم (32000) عضو قيادة فرقة و(6000) عضو قيادة شعبة, (طبقا لإحصاءات هيئة الاجتثاث)، وما يقارب (250) عضو قيادة قطرية, وحسب التقسيم الذي جاءت به هيئة الاجتثاث ما يلي:
 ( قسم من البعثيين هم المجبرون, وقسم آخر من انتمى لأجل مصالح معينة وليس لقضية مبدأ) ولو لاحظنا هذين القسمين, فهم يعيشون بشكل عادي ولم تطبق عليهم قوانين الاجتثاث بل شارك قسم منهم في العملية السياسية إما كمرشحين أو ناخبين, كما أن للأحزاب والتيارات والجهات حصة من هؤلاء حيث انتمى البعض إليهم أو هي قامت بكسبهم....
قسم مشمول بقانون الاجتثاث طبقا لقانون الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث الكافر حيث أقصت حسب الأخبار ما يقرب (30000) بعثي من عضو فرقة فما فوق, عن كل ما يتعلق بالعمل السياسي المدني أو العسكري.
قسم من البعثيين الكفرة, وهم المسلحون, ممن شكلوا مجموعات مسلحة, وهؤلاء منهم من أنضمّ للعملية السياسية, ومنهم من أندمج بفصائل الصحوات, وهؤلاء أغلبهم ممن تلطخت أيديهم بالدماء في الفترة السابقة أو الفترة الحالية.
قسم آخر هم معادون متواجدون في دول الجوار, وهؤلاء أغلبهم ممن كان لهم منصب في زمن الهدام في المؤسسات الأمنية والعسكرية. كما أن قسم منهم هرب إلى الدول الإقليمية.   
قسم آخر من البعثيين وهم كفرة أيضا, وهم من المعارضين للنظام او ما يسمى خط حزب البعث الجناج السوري( اليساري) ومن أبرزهم محمد رشاد الشيخ راضي ممثل تنظيم قيادة قطر العراق في البعث السوري، وهؤلاء معارضين للنظام البائد إلا أنهم يحملون فكر الكفر البعثي، وهؤلاء يحاولون العودة والمشاركة في العملية الديمقراطية ولكن بهيكلية وفكر البعث الكافر وبقيادة جديدة.
 
الحلول التي وضعت من قبل الحكومة بعد سقوط النظام البعثي الكافر:
تشكيل الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث الكافر.
تشريع قانون المسائلة والعدالة في مجلس النواب, وهذا التشريع وفرّ للبعث الكافر امتيازات عديدة منها:
يحال إلى التقاعد كل من كان بدرجة عضو فرع فما فوق في حزب البعث الكافر المنحل.
 يشمل قرار الاجتثاث من كان بدرجة عضو شعبة فما فوق وثبت عليه أو عليها تهمة ارتكاب جرائم بحق الشعب العراقي مع توصيف تلك الجرائم.
يحال إلى التقاعد كل من وصل سن التقاعد وكل من يثبت بحقه ارتكاب الجرائم من المنتسبين إلى الأجهزة الأمنية من رتبة عقيد فما فوق.
ينقل العاملون في الأجهزة الأمنية (الأمن العام، جهاز الأمن الخاص، الأمن القومي، فدائيو هدام، الأمن العسكري) إلى مناصب موازية لدرجاتهم في الجيش والشرطة والقطاع المدني العام.
تحل هيئة اجتثاث البعث بعد انتهاء عملها ولمدة لا تتجاوز 6 أشهر.
ومن ينظر إلى هذه الحلول يشم رائحة الفكر البعثي وسياسة المحتل فيها.
بالإضافة إلى كل هذه المماطلة والرغبة للمحتل وأصحاب المصالح فقد تولى قسم منهم وخصوصا ذوي الرتب, مناصب قيادية في الداخلية والدفاع وغيرها, كما تفاوضت الحكومة مع البعث وتحدثت التقارير الإعلامية عن ذلك, وتفاوض البعث مع المحتل أيضا في سويسرا وأوربا واشترطوا في مفاوضاتهم أعادتهم للسلطة والإفراج عن البعثيين القتلة في السجون في عام 2004م, كما انه كشف السفير الأمريكي خليل زادة في مقابلة تلفزيونية انه أجرى مفاوضات مع البعثيين الكفرة قبل أحداث سامراء وما بعدها في عام 2005م,  وأجرى جانب الاحتلال الأمريكي محادثات مع البعث الكافر في عمان وبوساطة من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وقاد المفاوضات السفير الأميركي في صنعاء ستيفن سيش، واشترط  البعث الكافر الاعتراف به على أنه الجهة الشرعية لحكم العراق وذلك في عام 2007م, وكشف رئيس الوزراء العراقي سابقاً أياد علاوي في مقابلة أجرتها معه قناة "العربية انه نظم بناء على طلب واشنطن، لقاءات بين مسؤولين أميركيين كبار ومندوبين من البعث الكافر، من اجل إشراكهم في العملية السياسية في العراق.
وكما لا يمكن تناسي سلسلة المفاوضات التي جرت بين الحكومة العراقية والاحتلال الامريكي والبعث الكافر منذ حكومة أياد علاوي إلى اليوم, وما السعي الى إشراك البعث الكافر في التسلط من جديد على رقاب العراقيين إلا ميزة واضحة ممكن ان نسميها ( القابلية للبعث ) والتي مفهومها أن هناك من يتواجد في نفسه القبول بفكر البعث الكافر بل والقبول به ككيان له وجود, وهذه ( القابلية للبعث )  يجب أن تعالج من قبل الشعب أولا إن لم يكن لها علاج من قبل الحكومة, وما هي إلا تناغم جديد واسلوب حديث لأعادة حلم (البعث الكافر) لوجوده في العراق, مع ان وجود البعث الكافر في العملية السياسية هو مخالفة دستورية, وقبل أن تكون مخالفة دستورية فالشعب العراقي الجريح لم ولن يرضى بوجود البعث الكافر من جديد وبكافة تقسيماته المدعاة من قبل بعض المجاملين على حساب الدم العراقي البرئ.
ومفهوم ( القابلية للبعث ) هو نفس مفهوم (القابلية للاستعمار) الذي اعتبره المفكر الإسلامي مالك بن نبي أخطر من الاستعمار نفسه, لأنه يضعف إرادة الشعوب ويجعلها ترضخ لما يطرح عليها من السيطرة والإذلال, ولذا نحن نرفض (القابلية للبعث الكافر) والتي تسمح للحكومة التفاوض مع مثل هؤلاء القتلة, ونقول مجرد قبول التفاوض هذا ضعف وإعطاء دور لمن نفى الله دورهم في العراق وفي بقية الدول يوما بعد يوم, فعلى السياسيين أن كانوا لا يعلمون ما هي الخطى أن يتنبهوا فإن الشعب واعٍ, لا تفوته المخططات بعد اليوم بإذن الله تعالى.
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فلاح السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/19



كتابة تعليق لموضوع : القابلية للبعث الكافر ...هي القابلية للاستعمار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net