صفحة الكاتب : علاء كرم الله

رغم الملاحظات الكثيرة عليها ألا أنها هي حكومة الأمل؟!
علاء كرم الله

 أستطاع (العبادي) أن يجتاز بنجاح أمر تشكيل حكومته ولو أنه لم يحصل على الدرجة الكاملة بذلك! ألا أنه أستطاع تشكيلها قبل أنتهاء المهلة الدستورية المحددة له ( حيث ظلت حقيبتي الدفاع والداخلية شاغرة لحد الآن على أن يتم أشغالها خلال هذا الأسبوع والوزارتين محسوم أمرهما حيث الداخلية للشيعة والدفاع للسنة)، فقد أستطاع (العبادي) تشكيلها  رغم الصعوبات والعقبات والضغوط الكثيرة الداخلية التي واجهته و المتمثلة بأستعراض القوة ومحاولة لي الأذرع الذي ما رسته بعض الأحزاب والكتل السياسية ودلال بعضها الآخر ومزاجيتها، أضافة للضغوط الداخلية منها والخارجية،، العربية منها والأقليمية والدولية!، ناهيك عن الأجواء الأمنية الداخلية المنفلتة  تماما!! (حيث أستمرار مسلسل التفجيرات بالسيارات المفخخة المرعبة وآخرها تفجيرات منطقتي بغداد الجديدة و الغدير التي راح ضحيتها أكثر من 200 شخص بين شهيد وجريح) والتهديدات الخارجية حيث يخوض العراق حربا شرسة ضد ما يسمى بدولة الخلافة الأسلامية (داعش) التي لا زالت تحكم سيطرتها على محافظة الموصل والكثير من المناطق والمدن والقصبات في محافظات الأنبار وديالى وصلاح الدين. الشارع العراقي سجل الكثير من الملاحظات على تشكيل الحكومة: ((كونها ستكون كسابقاتها حيث نفس الوجوه التي كرهها الشعب!! والتي كانت سببا في دماره وضياع العراق، والأمر مجرد تبادل أدوار وكراسي لا أكثر!! وأيضا لكونها شكلت على المحاصصة الحزبية والطائفية بعيدا عن الأستحقاق الأنتخابي ورغبة الجماهير التي وضعتها في صناديق الأقتراع حيث تم توزيع الوزارات بين القوى المتنفذة ( الشيعة والسنة والأكراد) كما أنها مترهلة من حيث كثرة أعداد الوزارات فيها!! وأنها بعيدة كل البعد عن كونها حكومة تكنوقراط والتي كانت أمنية كل العراقيين؟!، وكذلك أبدوا أستغرابهم حيث لا يعرف (السيفي العلمي والدراسي) للكثير من الوزراء؟!، ومن المشاهدات والأنطباعات التي سجلها العراقيين على موضوع تشكيل الحكومة حيث أعتصر الألم قلوب غالبيتهم وهم يشاهدون بعض الزعامات السياسية وهم يكيلون المديح والثناء بعضهم لبعض أمام الفضائيات ووسائل الأعلام بلا أدنى درجة من الحياء والخجل!! هذا يقول له بأنك رجل المرحلة والآخر يرد عليه بأنه الرقم الصعب في المعادلة السياسية، وهم كانوا بالأمس القريب و حتى بعد نتائج الأنتخابات الأخيرة يعيشون صراعا دمويا! وأعلاميا ويتهمون بعضهم البعض بأوصاف لا يقبلها  حتى مجنون وطفل على نفسه!!، وقد دفع الألاف من العراقيين الأبرياء من الشيعة والسنة حياتهم  ثمنا لصراعاتهم تلك! ولا ادري متى تعي  هذه الجماهير المغيبة  كذب السياسيين ونفاقهم وألاعيبهم والتي لا تصب في النهاية ألا لمصالح أحزابهم ومصالحهم الشخصية بعيدا عن تطلعات الجماهير ومصلحة الوطن!!.كما علق البعض وبتندر على تشكيل الحكومة عبر مواقع التواصل الأجتماعي، بأنهم رفعوا برقية تهنئة وشكر وأمتنان الى الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا!! لكون سبعة من كبار الحكومة والذين يتولون مناصب سيادية عليا يحملون الجنسية البريطانية!!!!، رغم أن المادة (18) من الدستور تنص:( أن على من يتولى منصبا سياديا أو أمنيا رفيعا التخلي عن أية جنسية أجنبية أخرى مكتسبة))!! الى هنا أنتهى رأي وتعليق الشارع العراقي.أقول ورغم كل تلك الملاحظات ألا أني أراها ستكون حكومة الأمل والتي ستعبر بالعراق وشعبه الى شاطيء الأمن والأمان وتعيد بناء العراق وأعماره؟!!، وقد بدى ذلك واضحا أثناء زيارة (جون كيري) وزير الخارجية الأمريكي للعراق والتي كان لها وقعها الكبير على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية وما أبداه من رضا الأدارة الأمريكية على صورة الحكومة التي تم تشكيلها!!!!؟، وكذلك رضا بريطانيا وفرنسا  أما على  الصعيد العربي والأقليمي فقد أبدت السعودية رضاها الكامل على تشكيل الحكومة وكذلك تركيا وباقي دول الخليج والمنطقة!!، كما لوحظ الأهتمام غير المسبوق!؟ التي أبدته الأدارة الأمريكية في الدفاع عن العراق من خطر(داعش) وذلك بتشكيلها التحالف الدولي العالمي للقضاء على خطر (داعش) الذي صار يهدد عموم المنطقة. كما لوحظ الأهتمام نفسه وأكثر التي أبدته ألمانيا وأيطاليا وكل دول الأتحاد الأوربي والأهم هوالأهتمام البريطاني والفرنسي!! والذي تمثل في زيارة رئيس الوزراء الفرنسي الى العراق أخيرا. أن القضاء على خطر (داعش) بهذا التحالف الدولي العالمي الكبير والذي سيتحقق في غضون الأسابيع القليلة القادمة!! والذي ستعقبه خطوات أخرى على صعيد الوضع الأمني الداخلي! سيشكل في النهاية نقطة أنطلاق جديدة في خط الشروع لأعادة بناء العراق من جديد وفق الرؤية الأمريكية البريطانية!! بعد أن أبدوا رضاهم الكامل على صورة الحكومة وتشكيلها!. أرى ومن وجهة نظري بأنه آن الأوان لأعادة ترميم البيت الداخلي العراقي ، فالمعروف عن الأمريكان هم أول من يقلب الطاولة وآخر من يعيد ترتيبها؟!، أقول وكلي امل وثقة وعلى ضوء المعطيات التي ذكرناها آنفا بأن الأمريكان جادون هذه المرة بأعادة  بناء العراق بعد (11) سنة من سقوط النظام السابق!!. كما ان العراقيين من جانبهم قد أصابهم التعب واليأس والملل فهم يصارعون الضيم والقهر والموت والخوف منذ الحرب العراقية الأيرانية في ثمانينات القرن الماضي ولحد الآن!؟، وهم في أمس الحاجة للأستقرار وراحة البال والعيش بهناء بعد كل الذي ذاقوه من مرارة العيش، ففي حقيقة الأمر لم يعد يهمهم شكل الحكومة أن كانت حكومة محاصصة حزبية، أم حكومة محاصصة طائفية أم حكومة تشكل برؤى وقناعة بريطانية أو أمريكية، ليحكم من يريد أن يحكم!! المهم أن يوفر للشعب الخدمات ومقومات العيش الأنساني كباقي شعوب المنطقة،، فطالما سألوا انفسهم :ألسنا بلدا نفطيا؟ ولماذا شعوب المنطقة التي لاتمتلك عشر الذي يمتلكه العراق من نفط وباقي الخيرات تعيش بهناء وأمان ونحن نجتر جوعنا وآلامنا ليس الآن ولكن منذ أكثر من (30) عاما!! أما آن الأوان لكي نستريح وننزع جلباب التعب والخوف والضيم؟!، فلم تعد تنطلي عليهم الوطنيات الزائفة والشعارات الكاذبة من هذا الحزب وذلك التيار وتلك الكتلة؟!، فماذا جنينا من خيرات العراق ونفطه في ظل الحكومات الوطنية وشعاراتها الكاذبة!!؟ أرى ومن وجهة نظري أن أمريكا وبريطانيا تحديدا تراهن كثيرا على ((العبادي) بشخصه( هنا لابد من الأشارة بأن العبادي يحمل الجنسية البريطانية!) وعلى حكومته هذه بأنها ستكون بارقة الأمل لأعادة بناء العراق وأستقراره. وهذا ما نتمناه  والأشهر القليلة القادمة لربما ستكشف عن كل ذلك!. 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/14



كتابة تعليق لموضوع : رغم الملاحظات الكثيرة عليها ألا أنها هي حكومة الأمل؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : ام نورالهدى ، في 2014/09/15 .

مشكور والله يبارك فيك على المعلومات واالجهد المبذول من قبلكم ما يدل حرصكم وتوصيل صوتكم الى الشعب اولا والى الدوله عسى ان يلتفتو الى الشعب كله يدل على حرصكم وتفنيك من اجل الشعب وفقك الله اميييييييييييين

• (2) - كتب : محمد ابراهيم ، في 2014/09/14 .

مشكوررر





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net