صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

المحق الحضاري!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مثلما تفترس الأسود الغزلان في الغاب , يتحقق إفتراس الدول العربية الواحدة بعد الأخرى من قبل أسود الحضارة الشرسة المعاصرة!!

 

لا يوجد صراع حضارات وإنما محق حضاري للمجتمعات الضعيفة المتأخرة عن ركب العصر , ذلك أن الصراع يكون بين القوى المتكافئة , أما المحق فيكون بين القوي والضعيف , وما دامت مجتمعاتنا ضعيفة فأنها تحت طائلة المحق الحضاري المروّع , وهذا ما يفسر ما يحصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها من دولنا , التي ستقع فيها الواقعة لاحقا.

 

ومابقيَت مجتمعاتنا لا تدرك قواعد اللعبة وقوانينها السارية المفعول عليها , فأنها ستساهم بزيادة سرعة المحق القائم فيها , أي أنها تتحول إلى طاقات سلبية تمحق ذاتها وموضوعها.

 

وهذا واضح وفعّال في دول ترنحت تحت ضربات مطرقة المحق الحضاري العظيم , في سلسلة من التفاعلات الفتاكة ذات القدرات الذاتية التدميرية العالية والمتواصلة , الساعية لإزالة معالم الهوية ودلالات المسيرة التأريخية في المكان.

 

فالمحق الحضاري اليوم ما عاد بحاجة لجيوش جرّارة وخسائر كبيرة في الطرف الماحق , ذلك أن من اليسير برمجة الأدمغة وتأجيج النفوس وفقا لخطط وبرامج إمحاقية , تؤهل عناصر الهدف للتحول إلى عوامل فاعلة , ومتمكنة من تحقيق آليات الإمحاق الذاتي , وبديمومة متنامية وإشتداد متفاقم.

 

وفي مجتمعاتنا تأهلت الآلاف من العناصر لإنجاز هذا الهدف , عن قصد أو غيره , وعن وعي أو لا وعي , لكنها تقوم بدور فظيع في تنمية زخم المحق الحضاري الفتاك في المجتمع , ولا تريد أن تتصور بأنها قد تحولت إلى دمى ووسائل لتحقيق أهداف الآخرين , الذين تحسبهم أعداءً لها , لكنها تنكر أن ما تقوم به يصب في مصلحتهم.

 

هذه العناصر تم إختيارها وفقا لحسابات معلومة ومدروسة توصِل إلى الأهداف المرسومة , على خرائط المحق والإفتراس التي يتم تطبيقها بحذافيرها وفقا لمستحقات زمنية وإتلافية مقدرة ومفهومة , وكما تستلزم الآليات والتطورات وحيثيات صناعة الأحداث والتداعيات , وما يغذي ما في هذه العناصر التي تسنمت قيادة قافلة الضياع والإنهيار والفساد والفناء.

 

وعليه يتم تمييع الوطن وتضييعه , وتحويله إلى كرسي وغنائم وأرصدة في البنوك الأجنبية ,  وممتلكات وقصور في الدول الأخرى , وتحضير شخصي وعائلي للهزيمة بعد تنفيذ المهمة , وإسقاط الوطن في بالوعة الفناء الحتمي.

 

هذه حقيقة ما يجري ويدور في المجتمعات التي تفاقمت فيها التفاعلات تحت شعارات الحرية والديمقراطية , وتلك إرادة أبنائها المُستلبة المُسخرة للفتك بهم ومَحقهم عن بكرة أبيهم , ومَن لا يصدق فأنه لماحق وممحوق.

 

 ترى وفقا للإرادات المُفترسة , هل سنقرأ الفاتحة على بلاد العرب أوطاني , وتلك حقيقة قاسية فاعلة قاتلة ربما ستحيلنا إلى عصف مأكول؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/13



كتابة تعليق لموضوع : المحق الحضاري!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net