أين نضع الخطوة الثالثة ؟
خالد محمد الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد محمد الجنابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أين نضعْ الخطوة الثالثة ؟ رأسُ مَنٍْ نسحق بها ؟ شموخُ مَنْ نشمخ بها ؟ خطوتان عبر التاريخ كانتا لنا ، خطوة كان قد أبتدأ بها حمورابي العظيم من بابل الحضارة ، وثانية خطاها نبو خذ نصر قاهر اليهود ، ودار الزمن دورته اللعينة ، واستبيحت حضارة وادي الرافدين ، وداس ألأميركان فوق شغاف القلب ، في 19/4/2003 كانت القوات ألأميركية تتجول في مدخل منطقة الكرادة بالقرب من ساحة كهرمانة ، وصلت القوات الى الساحة صعد أحدهم نحو تمثال كهرمانة دار حوله دورات متكررة ، وقف أمام التمثال صًوبَ مسدسه اللعين صوب يد التمثال واطلق الرصاص ليقتطع كف كهرمانة ! وسط دهشتنا واستغرابنا عن السبب ، ووسط قهقهات زملائه ألأنذال ، وقف افراد القوة الغازية في الشارع ينظرون هنا وهناك ، مرًت سيارة نوع برازيلي حمراء اللون ، اقتربت السيارة من افراد تلك القوة صرخ أحدهم بسائقها ٍStop ، توقف السائق بعد ان اجتاز بضعة أمتار ، ركضوا اليه ، ربطوا يديه الى الخلف بحجة انه لم يتوقف ، أوسعوه ضربا ، تقدمت سيارة همر حقيرة نحو سيارة الرجل صدمتها وجعلتها تتوسط الشارع ، جاءت دبابة لعينة صعدت فوق السيارة أحالتها قطعة من صفيح ، الرجل راح يمرغ وجهه في التراب صارخا السيارة مصدر رزقي ، يصرخ ويبكي على سيارته التي كانت سيارة قبل لحظات ، ضربوه مرة أخرى ، سحلوه ، حملوه ، ورموا به في سيارتهم اللعينة ، اصطحبوه معهم ، لكن الى أين ؟ العلم عند الله ، استمرت القوات الغازية في سيرها بأتجاه المسرح الوطني ، قبل ان تصل المسرح أطلقت أربعة قذائف سقطت احداها بالقرب من رجل كان يدفع عربته التي يبيع فيها الشاي ، تناثر جسد الرجل في الهواء وتساقط فوق ألأرض أشلاءا ممزقة تم جمعها في كيس نايلون مخصص لجمع النفايات ! ذهبنا لنشاهد ماحل من دمار في ساحة عقبة بن نافع حيث أمطرت بوابل من القذاف ألأميركية اللعينة ، قذيفة كانت قد سقطت وسط الساحة ، اربعة سيارات تداخلت مع بعضها البعض نتيجة الانفجار ، أمترجت ألأجساد الطاهرة بالسيارات التي كانت تحترق وتتصاعد منها رائحة شواء اللحم البشري على الطريقة ألأميركية ، تفحمت السيارات وتفحمت بداخلها جثث الشهداء ، دون أن يسمح بأي عملية انقاذ أو محاولة لأطفاء النيران التي أشتعلت بفعل القذيفة ، سارت القوات الغازية بأتجاه تقاطع المسبح في منطقة الكرادة خارج ، خزان ماء كان موضوعا قرب احد المحال التجارية ، كتب عليه ماء سبيل على حب الحسين الشهيد ، اقتربت منه القوات الغازية ، تفحصته من الداخل ، لم يكن فيه سوى الماء ، ابتعدت عنه القوات اللعينة حسب مايعرف بمسافة ألآمان ، أطلقت عليه الرصاص ، توزعت الثقوب على جدار الخزان ، سال ماء السبيل ، الجنود يقهقون لمنظر الماء الذي كان قد سال ، ظنوا بذلك انهم أمنوا عقاب الله عن جرمهم لما اقترفوه بخزان احتوى ماء السبيل على حب الحسين ، رصاصات غادرة كانت تطلقها طائرة أميركية من مدفعها الرشاش ، اصابت عددا من المارة الابرياء ، احدى الرصاصات عانقت صدر طفلة في العاشرة من عمرها لتعلن ان ذا يومها ألأخير ، حملها والدها راكضا بها دون وعي أو شعور قاصدا احدى المستشفيات ، غير أن الطفلة كانت قد فارقت الحياة مذ عانقت الرصاصة اللعينة صدرها المفعم بحب الحياة ، ونادى المنادي الى متى سيبقى هذا الدمار ، فكان الجواب ستكون لنا خطوة ثالثة ، قال فأين ستضع أقدامكم خطوتها الثالثة ، فكان الجواب ، سنضعها فوق راية القوات الغازية ، وسنسحق بها رأس من أراد لنا الموت على طريقة أميركيا التي نصبت نفسها وصيا على عباد الله ، ستكون تلك هي خطوتنا الثالثة وسنشمخ بها شموخ كل العراقيين الذين ارادت لهم أميركا الموت الزؤام ، لكنهم ارادوا الحياة وسيكون عرسهم يوم تحين ساعة ألأنتقام .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat