صفحة الكاتب : حيدر حسين الاسدي

داعش والأنبياء
حيدر حسين الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   الأنبياء بشر مثلنا، عاشوا تجربة شخصية مريرة، حتى اذا تيقنوا منها ومن صحتها، بدأوا بدعوة الناس الى تلك التجربة، فمما يُذكر أن " سقراط " الفيلسوف اليوناني المعروف، كان في بداية أمره سفسطائياً، ثم إدعى بأنه اتصل بالوحيِ أو إتصل به الوحي من السماء، فأنكشف له الحق، فبدأ بمحاربة السفسطائية فكراً، والظلم الأجتماعي عملاً، وكان زاهداً لا يملك شيئاً من حطام الدنيا ...

   إنها تجربة مريرة حقاً، أن تأتي بفكرةٍ هي تجربتك الشخصية، فتريد أن تعممها على الأخرين، فكيف لك أن تقنع الأخرين بما تقول؟! خصوصاً من أشياء غيبية؟!، كذلك وإن هذه الأشياء قد لا تصب في مصلحة أكثر الناس، وخصوصاً وأن أكثر الناس تبحث عن مصالحها الشخصية، المتمثلة بالأمور المادية في الدرجة الأولى؟! ...

   قال النبي محمد(صلواته تعالى عليه وآله) : ما أوذي نبيٌ مثلما أُذيتُ ...، وكذلك حصل مع الأنبياء الذين سبقوه، فكان البعض منهم يضعف أحيانا، بعدما يلاقيه من عذاب القوم وتكذيبهم لدعوته، حتى قال النبي يوسف(عليه السلام) (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ [يوسف : 53])، ولكن الله يدعم الأنبياء ببعض الحواريين الذين يكونون بجانبهم، فينصروهم ويعزروهم .....

   إن أكبر الأذى الذي لحق بالأنبياء وأتباعهم وأكثره، كان على يد اليهود!، ابتداءاً من يوسف(عليه السلام) الذي حاربه أخوته، وقصتة معروفة، ذكرتها الكتب السماوية، حتى إنها عرضت كمسلسل تلفزيوني؛ وإنتهاءاً بمحمد(صلىواته تعالى عليه وآله)، النبي الأمي العربي، فكان عدائهم يتخذ عدة أشكال، ظاهراً وباطناً، فعندما يكون لهم سلطة فأنهم يقتلون النبيين (َبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء : 155])، لكن عندما يكونوا ضعفاء، فأنهم يسلكون طريق النفاق والمكر والخديعة، وإبتغاء الفتنة وأيقاعها بين أتباع الأنبياء .....

   إنتهى عصر النبوات والرسل (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الأحزاب : 40])، لكنَّ عداء اليهود لازال مستمراً لهم، فبعد أن حرّفوا كتبهم والروايات التي أوردها التاريخ عنهم، ذهبوا اليوم لمحو آثارهم، عن طريق أبن زناهم " داعش "، الذي مابرح أن وقع تحت سيطرته بعض مراقد الأنبياء، الأثرية والسياحية، حتى بدأ بنسفها!، بعبواته المصعنة في إسرائيل والمخصصة لذلك الفعل ...

   دائماً أرى أن لكل فعل خبران، أولهما واضح وظاهر، وآخرهما مخفي وسري، خصوصاً في السياسة ودهاليزها، فهل نقتنع بأن نسف قبور الأنبياء، تم فقط لحقد اليهود عليهم ولمحوِ آثارهم؟!

   نعم إن هذا ظاهر الخبر الذي قامت به " داعش " عن طريق فتوى " لا قباب (مساجد) على قبور " ، ولكن هل يوجد هناك خبر مخفي أيضاً؟!

   نعم أتصور ذلك، فأنا أعتقد بأن القبر يُنبش في بادئ الأمر، وتؤخذ المقتنيات الأثرية المهمة منه، منها جسد النبي وبدنه إن وجد، ليتم الأستفادة منه، في أعمالهم التشريحية الأستنساخية، والتسخيرية لطاقات عالم الأمكان ... ولقد حصل مثل هذا في زمن إمامة الحسن العسكري(عليه السلام)، ولِمَنْ أراد التوسعِ رَجع الى تلك الحوادث .  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/11



كتابة تعليق لموضوع : داعش والأنبياء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net