صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

لعبة وألعاب ولعبة!! هل إنتهت اللعبة؟!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



قبل ستة أشهر كنت في حوار مع أحد الأخوة عن مدينة الموصل , وإستعدنا الذكريات في شوارعها وغاباتها ومعالمها الآثارية وحضارتها الإنسانية , وذكر لي بأنها لا تزال جميلة ومحافظة على كيانها الحضاري.
فقلت : هذا لا يتفق وقواعد اللعبة؟
قال: أية لعبة؟
قلت : لعبة المحق الحضاري!!

فالمنطقة تتعرض لمحق حضاري مبرمج ومُهندّس بدقة نفسية وسلوكية وإنفعالية شديدة جدا , تستوجب تحقيق أقصى ما يمكن من الأحداث ذات القوة الإنفعالية العاصفة , اللازمة لتدوير محركات ماكنات التماحق والإتلاف والتطهير الشامل.

وبعد ثلاثة أشهر من هذا الحوار , حصل الذي حصل في حزيران الماضي في الموصل , وما ترتب على ذلك من أحداث وتفاعلات مروعة وآثام شنيعة بحق الإنسان والتأريخ والهوية.

وقد تزامنت أحداث الموصل مع ما جرى في غزة , ولا يمكن تفسير ذلك على أنه مصادفة , فلا شيئ يحصل في عالمنا العربي بالصدفة , لأن البرامج والخطط لا تسمح بذلك , فكل شيئ يجري وفقا لخطوات محكمة ومتوالدة.

فاللعبة تلد لعبة أخرى , وتصنع ألاعيب تعد المنطقة للعبة قادمة , ذلك أن أية لعبة بحاجة إلى قوانين تديرها , ولكي يتم تفعيل قوانين اللعبة الجديدة , لا بد من لعبة سابقة لها تؤهل النفوس والعقول والعواطف لتطبيق قوانينها , التي تتمتع بشراسة أعلى وقدرة تدميرية إمحاقية متفوقة على سابقتها.

تُرى هل ستنتهي اللعبة التي بدأت في حزيران الماضي , بعد أن أسفرت عن مخاض للعبة جديدة قادمة ذات قدرات تدميرية فائقة ماحقة؟

كما ذكرت في مقالات سابقة أن ما حصل لن يدوم , وأن وراءه ألاعيب كامنة , أو أنها لعبة تخفي في رحمها أجنة ألاعيب لا قِبَل للمنطقة بها.

اللاعبون يعرفون دورهم وما عليهم القيام به لتأهيل الواقع للعبة قادمة أفظع من ألاعيبهم الحمقاء , وما يقومون به إنما من قواعد وألاعيب اللعبة , التي ستستدعي صُناع اللعبة لحرق رقعتها ولاعيبيها , وتؤسس للعبة دموية أخرى , وما أدراك ماهي!!

وكما يحلو لنا أن نتجاهل ونتغافل وننجرف في تيار اللعبة , فنتناسى أن الهدف الأساسي هو المحق الحضاري , وإلغاء الوجود التأريخي العربي الإسلامي , وإيهام الدنيا بأن التأريخ الحقيقي هو ما قبل تأريخ العرب بعدة قرون , وأن التعايش والتعاون في المنطقة إنما هو خدعة وضلال عربي إسلامي , جاء به محمد بن عبد الله , وعليه أن ينمحق ويزول.

ولهذا تتظافر الجهود لإثبات أن العرب حتى ولو كانوا من دين واحد لا يمكنهم التعايش والتآلف والتعاون , وإنما هم من مخلوقات الغاب , التي لا تعرف سوى سفك الدماء وعقيدتهم الإرهاب , وليس الدين الرحيم كما يحاولون أن يوهموا الدنيا.

وقد أكد هذه النظرية العرب المُنجرفون في تيار اللعبة وألاعيبها , وما تلده من لعب أخرى في متوالية الدمار الذاتي والموضوعي للوجود العربي , وصارت الصراعات ما بين أبناء الدين الواحد ذات قدرة خيالية على الفتك والتدمير والخراب , بعد أن تحقق الإقران الإنفعالي الفائق ما بين الأحداث وأهدافها , وما تتطلع إليه من تأجيج وترسيخ للتفاعلات الفتاكة ,  بين أبناء المجتمع الواحد والدين الواحد.

وهذا يفسر السلوك الماضوي الذي يُصار إلى إنتهاجه من قبل بعض العرب , الداعين لإلغاء التأريخ العربي منذ وفاة محمد بن عبدالله وحتى اليوم.

ويبدو أن اللعبة قد نجحت وحققت أهدافها , وأسست لمتوالية التدمير الفظيع الذي يحصل للوجود الحضاري في العراق والدول الأخرى.

ترى هل إن المحق الحضاري لمدينة الموصل ربما لواقع  , وكأنه الهدف المطلوب تحقيقه!!

وهل سيتم القضاء على اللاعبين , أم ستُدمّر المدينة بأكملها بذريعة القضاء على بيادق اللعبة؟!!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/09



كتابة تعليق لموضوع : لعبة وألعاب ولعبة!! هل إنتهت اللعبة؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net