الفتوى والفتنة.. حذاري من حرب طائفية مدمرة..!!

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من حق أي إنسان أن يدافع عن نفسه وعن عرضه ووطنه، مبدأ الدفاع عن النفس حق محترم في كل الشرائع والقوانين، وهو نابع من الصيانة والمحافظة على الروح لأنها الأغلى، الأرواح البشرية غالية والأديان السماوية ومنها الأسلام جاءت لصون وحماية النفس والأعراض من الأعتداء، والأعمار للأرض.

ولهذا على أي إنسان حر شريف أن يكون مع حماية الأرواح والسلام والامان والعدل والحرية والتعددية، وضد كل من يعتدي على الأرواح والأعراض والقتل والاعتداء على الممتلكات، والترهيب والتدمير والفوضى، وكذلك ضد الفساد والإستغلال من أي جهة كانت.

في البداية ينبغي تسمية الأشياء بأسمائها، وان ما يحدث في العراق حاليا إرهاب أعمى وأحمق وجريمة ضد الإنسانية وأمر خطير على العراق وشعبه من كافة الأديان والمذاهب والقوميات وكذلك على دول الجوار، حيث إن نار داعش الإرهابية المشتعلة لا تفرق بين أحد فهي جاهزة لحرق الجميع!.

صدور فتوى بالجهاد والتعبئة العسكرية من قبل المرجعية الدينية للدفاع وحماية الأرواح والبلاد عبر الألتحاق بالمؤسسة العسكرية الحكومية فقط، يعبر عن حالة الشعور بالخطر الشديد مما يحدث في الساحة على كافة الشعب العراقي وشعوب المنطقة، وحتما تختلف القراءات حول هذه الفتوى في ظل الظروف والمخاطر والتحديات والتشنج الطائفي، فالبعض يرى أنها صحيحة وقد تأخرت كثيرا حيث إن التفجيرات والعمليات الإنتحارية تستهدف المواطنين وبالخصوص في المناطق الشيعية بشكل يومي طوال السنوات العشر الماضية، والبعض يرى أنها ستساهم في زيادة الإحتقان الطائفي.

صوت العقل وحماية الأرواح

محبو الإنسانية والعدالة والحرية والامن والسلام والتعايش السلمي بين الشعوب يأملون أن يغلب صوت العقل والحكمة والمحبة والتسامح والدعوة للخير والعدل وان تسود العدالة الاجتماعية والأحترام والمحافظة على الأرواح والأعمار للأرض، ودعم الدولة والقانون والحرية والمساواة والقضاء على القتلى والمعتدين، على لغة الحرب والشحن الطائفي البغيض والعصبية والكراهية ..، فالخطاب العدائي المتشنج خطر على الجميع.

كما على دول الجوار ان لا تتدخل لتصفية حساباتها مع الحكومة العراقية ولتحقيق مكاسب سياسية خاصة بها على حساب الشعب العراقي ووحدته من خلال أستخدام اللغة الطائفية البغيضة في وسائل إعلامها كأعتبار فتوى الدفاع عن النفس وتأييد محاربة الجيش للإرهابيين المجرمين أستهداف لفئة ما، فذلك التصرف من تلك الدول أدخال المنطقة في نفق مظلم .. لن تسلم تلك الدول من عواقبه.

تدمير للدين والتاريخ

إن قيام جماعة "داعش الإرهابية " وهي مدججة بالأسلحة والعتاد والاف المقاتلين من دول عديدة وبأستخدام القوة المفرطة من السيطرة على بعض المدن العراقية وأجبار الناس على تبني فكرهم المتشدد التكفيري، وأستهداف المخالفين لها في الاراء والدين والمذهب بالتصفية الجسدية بطريقة وحشية بالذبح بالسكاكين والسواطير وبأطلاق النار وتفجير النساء بوضع الأحزمة الناسفة، وتحطيم المعالم والمواقع التاريخية والتراثية والجمالية، وتدمير الأماكن الدينية الكنائس والمساجد وهم ينادون الله أكبر!.

ولم تسلم القبور والمقامات من التدمير،  والقيام بنشر صور وأفلام الفيديو للتباهى بتلك العمليات البشعة، والتهديد – من قبل جماعة "داعش" - بالتوجه إلى بقية المدن لأستهداف أفراد طائفة معينة " كالشيعة " وتدمير مقدساتهم...، تصرفات مجنونة لا يقبلها عاقل يحمل ضميرا محبا للإنسانية!!.

 

تبرير لفتن أعظم

والأكثر غرابة وجنونا أن يقوم أشخاص وبعض رجال الدين وساسة في بعض الدول بتأييد تلك الجماعات الإرهابية وغض الطرف عن المجازر الدموية والأعمال الوحشية التي تقوم بها تلك الجماعات، وإنما الانشغال بإيجاد المبرارات لتلك الجماعات الإرهابية اي محاولة لزرع فتن أكبر وأعظم!.

لا مبرر لقتل الإنسان وإرتكاب المجازر الوحشية وتهديد المختلفين في الدين والمذهب مهما كانت الأسباب، وعلى من يؤيد أي قاتل متوحش لسفك الدماء  فليراجع نفسه وفكره، إذ من يدعم هذه الجماعات الارهابية الدموية ستنقلب عليه وستسفك دمه.

الموقف من الجرائم الفظيعة

ما هو موقفك أيها الأنسان من الجماعات القادمة من خارج حدود وطنك، والتي تشوه سمعة الدين الإسلامي، وترتكب الجرائم الفظيعة ضد الإنسانية؟.

وماذا تتوقع من ردة فعل المستهدفين في بلادهم ومدنهم وقراهم وهم يشاهدون ما تقوم به تلك الجماعات الارهابية من مجازر في المدن التي سيطروا عليها، هل يجلسون في منازلهم مستسلمون ينتظرون دورهم في الذبح، اما يتحركون للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم وبلادهم والأعلان عن التعبئة الوطنية والجهاد والعمل ضمن القوات المسلحة للدولة فقط يد واحدة؟.

ضع نفسك أيها الانسان في هذا الموقف !!.

عجب لمن يتباكى أو يساوي بين القاتل المجرم المتوحش الملطخة يديه بالدماء  والضحية، أو يساوي بين من يعتدي على الأخرين ومن يدافع عن نفسه ويتعامل بردة فعل!!.

ما يحدث في العراق هو مسلسل طويل من الجرائم  الفظيعة الدموية، يقتل فيها الانسان البسيط من الرجال والنساء والاطفال..، على أيدي مجرمين لا رحمة في قلوبهم.

ونريد التأكيد على رفض العنف والقتل فالارواح غالية، ومن حق الانسان أن ينعم بحياة كريمة أمنة مهما كان معتقده وعرقه، وضحايا الجرائم هم اهلنا رجال واطفال ونساء.

لا لقطع الرؤوس نعم للحياة والعدالة

الشعب العراقي من جميع القوميات - مسيحيين ومسلمين وصائبة، سنة وشيعة – وكذلك الشعب العربي مطالب بتغليب الحس الإنساني والروح الوطنية وتوحيد رايتهم ضد الجماعات الإرهابية والفساد والمفسدين، والبعد عن النفس الطائفي البغيض، والعمل على تشييد عراق لكافة العراقيين بحيث الكل ينعم فيه بالعدالة الاجتماعية والحرية.

كما نأمل من العراقيين والمتابعيين للشأن العراقي ودول المنطقة الشرفاء عدم نقل وإعادة نشر الصور البشعة للشهداء المقتوليين بيد الإرهابيين أو القتلى المجرمين بيد الجيش أو نشر مقاطع القتل البشع والتدمير،  وعدم اللجوء إلى نشر الصور المسيئة للشخصيات والرموز ولو كانت لمن تختلف معهم أو اعداءك لأنهم سيستخدمون نفس الأسلوب ولو هم بدأوا بذلك فاذا كان هم  أسلوبهم سيئ غير أخلاقي وعنيف ودموي فلا ينبغي إرتكاب نفس الأساليب والأخطاء.

كل إنسان يعمل بأصله وحسب المدرسة التي ينتمي إليها، فالذي ينتمي لمدرسة نبي الرحمة الرسول الأعطم محمد (ص)، ولصوت العدالة الإنسانية الامام علي (ع) ولأخلاق أهل البيت (ع) يعمل بأخلاق سامية، فالأمام علي (ع) سيف ذو الفقار، البطل الشجاع الكرار في المعارك والحروب يحارب المعتدين الذي بدأوا بالقتال، ويتعامل معهم بإداب الحروب وبإنسانية فلا يمنعهم من شرب الماء والتعبير عن الرأي.

إذن من ينتسب لهذه المدرسة الرسالة المحمدية الأصيلة بالايمان الحقيقي عليه ان يتعامل ببطولة وشجاعة وحزم،... وبالرحمة والرأفة وأخلاق وأداب .. فلا يمثل بالقتلى حيث جاء عن الامام علي (ع): "سمعت رسول الله (ص) يقول: (إياكم والمثلة، ولو بالكلب العقور)، وفي ذلك أحترام للانسان مهما كان موقفه ولو كان ميتاً.

لا للعنف والقتل ومشاهدة مناظر الموت وقطع الرؤوس والتمثيل بجثث القتلى، نريد الحياة والخير والسعادة لكل البشر.

المصدر : شفقنا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/07



كتابة تعليق لموضوع : الفتوى والفتنة.. حذاري من حرب طائفية مدمرة..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net