صفحة الكاتب : سجاد طالب الحلو

انه... كجدي
سجاد طالب الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يا لها من ساعات مضت، وأيام انصرمت، وسنوات مرت كمرور السحاب في عنان السماء, لم تدم فيها سوى الذكريات التي بقيت لا تبارح المخيلات, اذ التقطتها القلوب قبل العيون، لتشعر بها مع كل نبضة في الصميم من افراح واحزان ومشاهد جميلة مرت كالدخان...  
كم هي مليئة بالبراءة والجمال تلك ايام الطفولة الرائعة التي تلاشت سريعاً, فمذ كنت طفلا صغيرا لازمت أبي كثيرا من الاحيان, وعند مرافقتي له بالتجول من مكان الى مكان, سألته عن كل شيء بدا لي غريبا في الاذهان, كان يملي علي اسهل العبارات لتصل وتطبع في مخيلتي. ذات يوم كان الهواء قارصا من شدة البرد, واذا بالشمس قد تلبدت خلف الغيوم الداكنة, خرجت برفقته مجددا لنركب في تلك الحافلة التي اخذت بالاكتظاظ, ومن بين الركاب الذين لحقوا بنا رجل طاعن في السن, بينما كانت جميع المقاعد مشغولة, همّ احد الجالسين - وكان شابا – بالوقوف، قلت في نفسي: ربما وصل الى مبتغاه, لكنه سرعان ما أمسك بذلك الرجل الكبير واجلسه في مكانه, بينما ظل واقفا على قدميه، فاستغربت مما رأيته..!, التفتُ الى والدي الذي كان مشغولاً بقراءة احدى الجرائد اليومية آنذاك, اخبرته بما جرى مع اشارة تعجب لاحت على عينيّ!, ابتسم ثم قال: ان ما قام به ذلك الشاب انما هو دين سيوفى به عندما يكبر، وذلك الرجل الكبير استوفى ما فعله في شبابه, بينما كان والدي يواصل حديثه كنت انظر الى الشاب والرجل تارة اخرى الذي راح يشكر الشاب على ايثاره الرائع.
 اكمل والدي حديثه قائلاً: فعليك يا بني ان تقدم كل ما بوسعك لترفع عن كاهل المحتاج ولو الشيء القليل, لكي يكون عندك رصيد كبير تحتاجه في احلك الظروف. اكمل ابي قراءته للجريدة بينما نظرت الى الشيخ الكبير لأجد ابتسامة لاحت على محياه, وكأن الدنيا قد ابتسمت معه في تلك اللحظة, ليكون ذلك درسا خالدا في مخيلتي ما حييت.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سجاد طالب الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/06



كتابة تعليق لموضوع : انه... كجدي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net