صفحة الكاتب : حميد العبيدي

ثقافة المعارضة عند فائق الشيخ علي
حميد العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 المعارضة في كل الحكومات الديمقراطية امر حسن وحالة صحية نرجوها في عمليتنا السياسية في العراق ونحن نعيش زمن الديمقراطية بعد العام 2003 وبما ان الحكومات التي مرت علينا خلال السنوات العشر الماضية لم تكن هناك معارضة حقيقية ومهنية فاعلة نحن نحتاج الى تلك المعارضة التي يتم بناءها على اساس تصحيح الاوضاع وتعديل مسار الحكومة ، هذا بالشكل العام الذي نرجوه من البرلمان العراقي والكتل السياسية فيه .
ولكن الذي يحصل ان الجميع في العراق يشارك في الحكم وفي نفس الوقت هو معارض وتكون معارضته قائمة على تكسير الاجنحة والتضييق على الخصوم في الحكومة وهذا ما لم تشهده حكومات العالم ولذلك لم تكن لدينا معارضة وانما هي مشاكسة ومماحكة وتعطيل لكل ما تريد السلطة التنفيذية القيام به من اجل تسقيط الخصم سياسيا وتعرية جهده امام الرأي العام العراقي وهو بناء سياسي مبني على الخصومة والحقد والكراهية والضرب تحت الحزام .
الى اليوم لم تتشكل حكومة السيد العبادي القادمة للسنوات الاربع التي نأمل منها ان تكون حكومة تكنوقراط ومهنية بعيدة عن المماحكة السياسية والتجريف العدائي بين الكتل والاحزاب وقد شهدنا ان الملكلف برئاسة الوزراء العبادي قالها ولمرات عديدة انه لم ولن يقبل شخصا عليه مؤشرات فساد او ملف جنائي او فاشل في عمله لقيادة أي وزارة ، وقد ظهرت بعض التصريحت محذرة من قبل السيد العبادي من مغبة ترشيح هؤلاء الفاشلين او المطلوبين قضائيا الى كابينته وان هناك ضغوط ستجعله يطلب اعفاءه من التكليف بتلك الحكومة واعتقد هذا الامر يكفي لأن نقول ان الرجل يسير بالاتجاه الصحيح ويضع لبنات بناءه بشكل متسلسل ولا يدعو الى الريبة على ان الرجل سيعمد الى حكومة فاشلة حتى يخرج علينا النائب فائق الشيخ علي وهو يهدد انه اول المعارضين للعبادي ولحكومته حيث قال (وقال الشيخ علي في بيان صحفي ، تلقت وكالة خبر للانباء (واخ) نسخة منه " انني اعلن امام العالم بشكل رسمي ومبكر عن حجز المقعد الاول والرئيس المعارض لحكومة العبادي في البرلمان العراقي"واضاف ان " الاسباب وراء ذلك هي التزاما بتعهداتنا لجماهير شعبنا وناخبينا من اننا سنكون معارضة حقيقية في البرلمان ولاعتماد الحكومة المشكلة ذات النهج والاسلوب في المحاصصة الطائفية والعرقية واحتساب النقاط في توزيع الحقائب الوزارية والمجئ بقيادات ملطخة ايديها بالمال العراقي الحرام ".) واعتقفد ان السيد شيخ علي قد سمع ما صرح به العبادي طيلة اليومين الماضيين وحتى الان فعلام هذا التوتر منذ اللحظة الاولى فلو كان عندنا حكومة ظل تعارض بشكل بديهي الحكومة التنفيذية مثل دول العالم الديمقراطي فتلك مسألة طبيعية ولكن يبدو هنا ان السيد فائق لم يتجه في تصريحه هذا لترسيخ ثوابت المعارضة وانما هو وضع هدفه ان يعارض الرجل لأنه من توجه حزبي معين يحمل في داخله على هذا الحزب وعلى شخوصه مع انه متأكد ان العبادي لا غبار على سيرته  العملية والذاتية ولا على ذمته المالية ولكنها معارضة للتعطيل والتحجيم حتى قبل ان تتنفس الحكومة مرحلة تكليفها الرسمي . لذلك الظاهر اننا عدنا الى مرحلة تكسير العظام والتسقيط السياسي .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/04



كتابة تعليق لموضوع : ثقافة المعارضة عند فائق الشيخ علي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net