صفحة الكاتب : علي العبادي

السينمائي حسين فالح :السينما بالنسبة لي هي البحث عن اجابات الوجود المتعثرة مشكلة السينما في العراق قصر بل انعدام الرؤية الحقيقة لدور السينما
علي العبادي

فنان مثابر أحب الحياة فعشق الجمال أراد أن يدرس الجمال أكاديمياً دخل الى معهد الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية، قدم خلالها عدة أعمال اثنا دراسته منها( زمن السيف، نهر المواويل، شهداء ينهضون). هوس الفن السابع شغله فدخل كلية الفنون الجميلة قسم السمعية والمرئية فقدم الافلام التالية ( انعتاق، المهمة المستمرة،). بعد ان تخرج من الكلية قدم العديد من الاعمال المسرحية منها (حينما تعزف اللاءات، وموت لم يكتمل، وكيمياء الالم، السبع في السيرك) والعديد من الافلام السينمائية منها (غياب ،اللوحة المفقودة، كائنات ولكن ،أزهار وشظايا) وفيلمه الاخير حصل على الجائزة الاول في المهرجان الذي أقامه متلقى سينمائيي كربلاء 2012 ،وأيضا حصل فيلمه (اللوحة المفقودة) على المركز الاول ضمن مهرجان الفيلم القصير الذي أقامته مديرية النشاط التربوي في ميسان2013. شارك في العديد من المهرجانات المسرحية والسينمائية منها: مهرجان سلام عادل الاول في النجف الاشرف بمسرحية موت لم يكتمل ومهرجان نقابة الفنانين الاول بمسرحية كيمياء الالم. مخلص لعمله لم يقف ضعف الانتاج عائقاً أمامه حيث قام بإنتاج أحد افلامه على حسابه الخاص بعد ان باع ذهب زوجته. كان لنا معه هذا الحوار.

كيف قرأت مسرحية موت لم يكتمل؟

موت لم يكتمل النص يتناول شخصية مناضل يساري ومفكر وطني إلا وهو سلام عادل من هنا ارى ان الواقعية تستلزم ان تكون جزء من العرض المسرحي إلا اني حاول ان اشتغل على مجال التجريب في لغة العرض وفي مخاطبة المتلقي، انها تجربة ثرية وضعتني امام تساؤل جمالي: كيف اوفق في تجسيد فكرة العمل ومناخ العرض بكل تمظهراته السيميائية وأيضا السينوغرافيا؟ 

هل هناك علاقة بين اللوحة والفيلم السينمائي؟

الفيلم بوصفه خطابا صوريا هو لوحة. كل اداوت اللغة السينمائية لا يمكن ان تكون او انه تقرأ من المشاهد إلا بوصفها لوحة، حتى الصمت في الفيلم هو جزء من شكل لوحة المخرج الى المتلقي. اللقطة بوصفها أصغر بنية في المشهد السينمائي هي لوحة تشكيلية تتراص مع لوحات اخرى لتكون الكل، والكل متعالق بعلاقة جمالية وفلسفية وشكلية مع بقية الاجزاء، ارى ان السينما تنبثق من التشكيل والتشكيل هنا ما اعنيه كفن – كرسم – .

بماذا اردت ان تبوح من خلال فيلم اللوحة؟

الانتماء، كمفهوم فلسفي تتعدد اشكاله ومفاهيمه ، حينما يكون الوطن مغيبا للمثقف او الفنان يغيب الانتماء ويذوي المثقف او الفنان يتوارى حول اقبية النسيان والعكس صحيح.

كيف رأيت النتاجات السينمائية لبغداد عاصمة الثقافة العربية لعام2013 ؟

اي مؤسسة في اي بقاع واي مكان واي توجه اذا ارادت للسينما ان تعبر عن افكار او ثيمات او اجندات تريدها تلك المؤسسة حينئذ تفقد السينما محتواها ويصبح الفيلم بوقاً ، بتصوري ان القائمين على مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية لم تكن لديهم رؤية كاملة ومدروسة بالكيفية التي تقدم بها الاعمال (مسرح، تشكيل، سينما)، والدليل ان المخرجين السينمائيين الشباب غيبوا عن المساهمة في اخراج افلاما روائية قصيرة مثلا، بينما انفقت الملايين بل المليارات على افلام روائية ليست بالمستوى الحرفي السينمائي المرموق، المحافظات كذلك همشت بالحضور او في انتاج اعمال سينمائية، ولا ننسى ان المحسوبية والعلاقات الشخصية والفساد المالي كانت حاضرة عند القائمين على انتاج الافلام او اللجنة المسؤولة عن ترشيح المخرجين.  

هل لسينما الافلام القصيرة جمهور؟

نعم، اذا تكلمنا عن السينما في البلدان الاخرى هناك حركة انتاج للأفلام السينمائية القصيرة الروائية والتسجيلية بل هناك مهرجانات خاصة لهذا النوع الفيلمي في كل بلدان العالم ما عدا العراق ،في مصر مثلا هناك مهرجانات للأفلام القصيرة الديجتال والأفلام المستقلة وهناك ورش عمل تتخلل اروقة المهرجانات، وفي الخليج ايضا وهناك ورش عمل تحتضن الشباب بغية انتاج افلام قصيرة ،في هوليود تقوم معظم الشركات الكبرى في انتاج الافلام على احتضان مخرج من السينما المستقلة وتقدم له انتاجا ودعما ماليا من اجل عمل فيلمه.

كيف تقرأ واقع السينما في العراق؟

 المشكلة في العراق قصر بل انعدام الرؤية الحقيقة لدور السينما، فللسينما دورا تربويا وتثقيفيا وجماليا مع الاخر المتلقي، اصحاب القرار في العراق ينظرون الى السينما بوصفها سلعة زائدة السينما كالخبز لا يمكن الاستغناء عنها، فضلا عن ان السينما لا يمكن ان تزدهر ما لم يتوفر لها مناخا مناسبا يساعد على ازدهار السينما، باختصار السينما تستلزم اقامة بنى تحتية تمهد لارتقاء السينما وبنى اقتصادية واجتماعية وسياسية، نعم لدينا شباب سينمائي واعد لديه رؤى ومعالجات فيلمية وجمالية متوقدة، إلا انه البنية الطاردة للإبداع تحد من نشاط هؤلاء، في مهرجانات الخليج ومصر والمغرب الشباب السينمائي  العراقي يحصد الجوائز الاولى في تلك المهرجانات، هذا دليل على وجود مخرجين يمتلكون ادواتهم ولا يمتلكون مناخهم الصحيح.

ما مدى تأثير الخطاب الوطني على المشاهد في السينما؟

السينما كوسط تعبيري تمتلك ادواتها التعبيرية المؤثرة واحد أهداف السينما هو الجانب التعبيري، هناك افلاما سينمائية اثرت في الوجدان الشعبي لمواضيع وطنية، مثلا فيلم عمر المختار للراحل مصطفى العقاد حقق تأثيراً بالغاً في اظهار بسالة عمر المختار وتصديه للمحتل وأيضا السينما العالمية تعج بالأفلام التي تناولت القضايا الوطنية للكثير من الشعوب، ولا ننسى ان الفيلم كلغة عالمية تشحذ عواطف الانسان باتجاه ما يريده الفيلم.

يخضر حلمك في السينما ام في المسرح؟

السينما حلمي الاثير انها المسكون الذي تعشش في لا وعيي وأصبح هاجسي الاوحد، السينما هي الحياة هي البحث عن اجابات الوجود المتعثرة السينما هي ضوء أخضر يزيل عتمة الاشياء ويزرع البهجة في اليباب.

انت تقرأ الفيلم ام تشاهده؟

المشاهدة عندي هي قراءة متأنية لكل تفاصيل اللغة السينمائية، التلقي الفيلمي يتنوع عند المشاهد هناك من يتفرج على الفيلم فرجة عادية اما المختص فهو يقرأ الفيلم بوصفه خطابا فلسفيا وجماليا من المخرج الى المتلقي بهذا المعنى يصبح الفيلم قصدا يبحث عن ضالته، وضالته هنا هو مدى ايصال فكرة الفيلم الى المشاهد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي العبادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/30



كتابة تعليق لموضوع : السينمائي حسين فالح :السينما بالنسبة لي هي البحث عن اجابات الوجود المتعثرة مشكلة السينما في العراق قصر بل انعدام الرؤية الحقيقة لدور السينما
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net